اشتية: الفلسطينيون لن يخضعوا "للعبة اللوم" الأمريكية
نشر بتاريخ: 19/12/2017 ( آخر تحديث: 19/12/2017 الساعة: 15:06 )
رام الله- معا- قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرتكب مجزرة سياسية هدفها انهاء القضية الفلسطينية، من خلال إخراجه القدس من أي عملية سلام مستقبلية.
وشدد اشتية أن القيادة والشعب الفلسطيني والصوت العالمي الذي خرج ليعزل الخطوات الامريكية لن يترك المدينة المقدسة رهينة لمزاج الرئيس ترامب وإدارته.
وأوضح أن الإدارة الامريكية حاولت حصر القيادة الفلسطينية في نفق له مخرج واحد يتمثل بالقبول بالعرض الأمريكي، من خلال مناقشة 27 قرارا في الكونغرس ضد الفلسطينيين، واغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وقطع المساعدات.
وأكد اشتية خلال لقاء مع فضائية فلسطين أن ترامب تبنى الرواية الإسرائيلية وانسجم مع برنامج حكومة الاحتلال التي أخرجت الاتفاقيات الموقعة من حيز التنفيذ.
واشار أن القيادة الفلسطينية في اجتماعها شكلت لجنة لمتابعة عقد المجلس المركزي، بمشاركة كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي بما فيها حركتي حماس والجهاد اللتين ابديا استعدادهما للمشاركة، مشددا على ضرورة تسريع عجلة المصالحة الوطنية الفلسطينية لمواجهة أي مشاريع سياسية هدفها تصفية القضية الوطنية.
وأوضح ان المجلس المركزي سيحدد ملامح البرنامج والمسار السياسي الجديد، وسيقوم بمراجعة شاملة للمسار القديم، منذ مؤتمر مدريد وحتى اليوم.
وبين اشتية أن الأسس التي قامت عليها السلطة الوطنية الفلسطينية كانت باعتبار انها سلطة انتقالية تنتهي عام 1999، وكل الفرضيات التي بررت وجودها لم تعد قائمة، وهو ما يدعو إلى مراجعة شاملة وجدية في الاطار الوطني، يستند الى الواقع الجديد، وتحدد برنامجا وهدفا جديدا يقرا بوعي الظروف الميدانية والسياسية.
خطة مواجهة قرارات ترامب
وأكد اشتية ان القيادة الفلسطينية على مواجهة قرارات الإدارة الأمريكية من خلال ثلاثة مسارات قانونية بالتوجه الى المحاكم الامريكية والدولية ذات العلاقة، وميدانيا من خلال استدامة الحراك الشعبي الفلسطيني والعالمي في مواجهة الظلم الذي وقع على المدينة المقدسة والشعب الفلسطيني، وسياسيا من خلال حشد العالم من أجل انهاء الاحتلال وخلق مسار سياسي جديد يتسند على قرارت الشرعية الدولية.
وبين اشتية ان الولايات المتحدة نقضت تعهداتها للقيادة الفلسطينية، وستقوم القيادة بالانضمام الى المنظمات والهيئات الدولية بشكل تدريجي، بدأت بتوقيع الرئيس على قرار الانضمام لـ22 منظمة وبروتكول دولي.
وشدد أن دول العالم التي رفضت قرارات الإدارة الامريكية عليها ترجمة هذا الرفض، بشكل عملي من خلال الاعترافات الثنائية بدولة فلسطين والقدس الشرقية عاصمة لها.
وأوضح اشتية أن دول العالم التي ساندت فلسطين في مجلس الامن خلال الأيام الماضية، مقتنعة تماما ان الولايات المتحدة اخترقت النظام العالمي الذي خلق عقب الحرب العالمية الثانية، وهو ما يجعل كثير من دول العالم ضحية لمزاج الإدارة الامريكية.
"لعبة اللوم "
وأكد ان القيادة الفلسطينية ستبقى متمترسة خلف الثوابت الوطنية الفلسطينية، مشيرا الى ان الإدارة الامريكية بدأت تمارس "لعبة اللوم" لتحميل الفلسطيين مسؤولية فشل عملية التسوية السلمية.
وأضاف" لم يكن هناك جدية في حل المسالة الفلسطينية، ولم تقدم الإدارة الامريكية تاريخيا مقترحات جدية لتحقيق السلام العادل الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه".
وأشار إلى ان الإدارة الامريكية لم تترك شيئا يمكن الحديث عنه، وتماهت قراراتها مع سياسات نتنياهو الرافض للسلام كما قال وزير الخارجية الامريكية السابق جون كيري.
وبين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان إسرائيل تبحث عن إعادة تموضع للإحتلال بدعم امريكي وهو ما يجعل النمط التفاوضي القديم غير قائم بالمطلق.
وقال ان الدور الأمريكي في العالم لم يعد بذات التأثير وبدأ بالانحسار والتراجع، في مقابل تعاظم للدورين الروسي والصيني، مشددا على ضرورة ان يقوم الاتحاد الأوروبي بدور اكبر في هذا المجال.
ووصف اشتية خطاب المندوبة الامريكية في الأمم المتحدة بالصفاقة السياسية بمحاولتها حرف الأنظار عن قرارات الإدارة الامريكية بحق مدينة القدس، مشددا ان خطابها يحمل في طياتها إشارات خطيرة لتوجه الإدارة الامريكية نحو تشريع الاستيطان.
وبين اشتية ان إدارة ترامب تسعى لصياغة حلول بناء على الأمر الواقع ما يعني انها ستشرع وجود أكثر من 700 الف مستوطن في الضفة الغربية، وهو ما ينبه إلى خطورة المسار السياسي.
وشدد ان القيادة والشعب الفلسطيني لن يجر للدعاية الإسرائيلية التي تروج إلى أن العلاقات العربية– الإسرائيلية على خير ما يرام، بهدف ضرب المعنوية الوطنية والاصوات العالمية الثائرة في مواجهة الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني والقدس منذ 100 عام.
وأوضح اشتية أن الدعم العربي متفاوت من دولة إلى أخرى وهناك دول رفضت عقدت قمة عربية، لكن هذا لا يلغي دور الامة العربية في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني. مشيدا بجهود الملك عبدالله الثاني الذي شارك في قمة اسطنبول الإسلامية بصفته عضوا في منظمة التعاون الإسلامي ورئيسا للقمة العربية.
الفلسطينيون موحدون في المواجهة
وحيا اشتية الحراك الشعبي الفلسطيني، ومواقف الكنائس المسيحية التي اكدت على ان مدينة القدس محتلة وجزء من دولة فلسطين، مبينا ان المسيحيون هم شركاء في الوطن، ويمارسون دورهم الوطني والأخلاقي والديني والإنساني في مواجهة الاحتلال وسياساته التهويدية والعنصرية.