نشر بتاريخ: 19/12/2017 ( آخر تحديث: 19/12/2017 الساعة: 11:45 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وفدا كنسيا نمساويا ضم عددا من ممثلي الكنائس المسيحية في النمسا كما وممثل عن الكنيسة الارثوذكسية التابعة للبطريركية المسكونية في العاصمة النمساوية فيينا.
ورحب المطران الوفد في كنيسة القيامة حيث بدأت الزيارة بالصلاة والدعاء امام القبرالمقدس، معربا عن سعادته باستقبال الوفد الكنسي.
وقال" اتيتم الى بلادنا المقدسة وانتم تحملون معكم رسالة التضامن والمحبة والاخوة مع كنائسنا وشعبنا ومع مدينة القدس بشكل خاص. القدس مدينة السلام التي يقدسها ويكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث ولكن سلام القدس مغيب بفعل ما يرتكب بحق شعبنا من مظالم. الفلسطينيون في القدس كما وفي سائر انحاء هذه الارض المقدسة مستهدفون في حريتهم وكرامتهم ولقمة عيشهم كما ان مقدساتهم واوقافهم الاسلامية والمسيحية مستهدفة ومستباحة".
وأضاف" لقد اتى قرار الرئيس الامريكي الاخير باعلان القدس عاصمة لاسرائيل لكي يكون صفعة قاتلة لكل المحاولات الهادفة لتحقيق السلام والعدالة في هذه الارض المقدسة، والفيتو الامريكي الذي شاهدناه يوم امس في الامم المتحدة يؤكد الموقف الامريكي العدائي لشعبنا. السياسة الامريكية هي سبب اساسي من اسباب الكوارث التي حلت بمنطقتنا العربية، فهم سبب من اسباب الدمار الهائل الذي حل بسوريا وبالعراق وباليمن وليبيا وهم يمتصون ويسرقون الاموال العربية النفطية لكي يمولوا مشروعهم الاستعماري في المنطقة العربية".
وأوصح" نحن لا نراهن على السياسات الامريكية الظالمة والتي كانت سببا اساسيا في كثير من الكوارث التي حلت بمنطقتنا، نحن نراهن على الشعوب المؤمنة بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية، ففي الوقت الذي كان فيه ترامب يعلن اعلانه المشؤوم حول القدس كان الكثيرون من اصدقاء فلسطين يتظاهرون قبالة البيت الابيض وفي غيره من الاماكن استنكارا لهذا الموقف العدائي حيث قدم ما لا يملك الى من لا يستحق. نحن نراهن على اصدقاء فلسطين وهم من كافة الاديان والشعوب الذين لم يتخلوا في يوم من الايام عن القضية الفلسطينية وهم يدركون جسامة الظلم الواقع على شعبنا. نحن نراهن على الكنائس المسيحية في عالمنا التي لن تتركنا وحيدين في الساحة نواجه العنصرية والقمع والظلم الذي يستهدفنا كفلسطينيين".
وأكد" ان تضامنكم مع الشعب الفلسطيني هو واجب مسيحي بالدرجة الاولى واولئك المتصهينين الداعمين للسياسة الامريكية ومنهم من هو قابع في البيت الابيض انما هؤلاء لا علاقة لهم بالمسيحية، لا بل هم اعداء المسيحية الذين يشوهون صورتها ورسالتها ومبادئها وقيمها. من واجب الكنائس المسيحية في عالمنا ان تقف الى جانب القدس مدينة ايماننا، فالاعلان عن القدس عاصمة لاسرائيل انما هو تطاول على المسيحية وتاريخها وتراثها وهي التي انطلقت رسالتها من هذه الارض المقدسة، انه تطاول على المسلمين وعلى مقدساتهم في القدس ، انه تطاول على القيم الاخلاقية والروحية والانسانية النبيلة التي تجسدها مدينة القدس باعتبارها عاصمة للسلام والمحبة والاخوة. القدس عاصمة فلسطين وتوقيع الرئيس الامريكي المشؤوم لن يغير من هوية وطبيعة مدينة القدس، القدس لا تتغير بقرارات سياسية من هذا الرئيس او من ذاك فتاريخها وهويتها وعراقتها هي اقوى من كل جبابرة العالم، الفلسطينيون لن يتخلوا عن مدينتهم ولن يتخلوا عن مقدساتهم فلا قضية فلسطينية بدون القدس ولا دولة فلسطينية بدون عاصمتها القدس الشريف".
وقدم المطران حنا للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس ومسألة الاوقاف المسيحية المهددة والمستباحة، مقدما لهم وثيقة الكايروس الفلسطينية، كما تحدث عن بعض الافكار والاقتراحات التي يتمنى ان تصل الى الكنائس المسيحية في العالم.
أما اعضاء الوفد فقد شكروا المطران، مثمنين الدور الذي يقوم به خدمة للقدس وللحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة، معربين عن تضامنهم ووقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني.