المطران حنا: المسيحيون والمسلمون ابناء شعب واحد يدافعون عن قضية واحدة
نشر بتاريخ: 20/12/2017 ( آخر تحديث: 20/12/2017 الساعة: 11:37 )
القدس- معا- قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم،" إن الاعتقالات الاخيرة التي شهدناها في مدينة القدس وفي غيرها من الاماكن انما هدفها الاساسي هو ايصال رسالة تهديد ووعيد لابناء شعبنا الفلسطيني، يريدوننا ان نكون صامتين متفرجين مكتوفي الايدي على ما يحدث بحق مدينتنا وما تتعرض له قضيتنا الوطنية من تآمر واستهداف هادف الى تصفيتها وانهائها بشكل كلي، اننا اذ نعرب عن تضامننا مع الاخوة الذين تم اعتقالهم نؤكد بأننا سنبقى ثابتين في مواقفنا وفي دفاعنا عن القدس المهددة اليوم اكثر من اي وقت مضى، ان قرار الرئيس الامريكي المشؤوم اتى بعد ان مرت مدينتنا المقدسة بمرحلة عصيبة حيث سعت السلطات الاحتلالية خلال السنوات الماضية الى طمس معالم مدينتنا وتغيير ملامحها وتزوير تاريخها، وما شاهدناه يوم امس في منطقة باب الخليل هو مؤشر خطير على ما نحن مقبلون عليه من تغييرات جذرية في ظل وضع عربي مترهل وانحياز غربي لاسرائيل وفي ظل قرار من الرئيس الامريكي باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل".
وأضاف" القدس تمر بمرحلة عصيبة كارثية ولا يجوز التقليل من خطورة ما نمر به فكل شيء يتغير في القدس نحو الاسوء وكل شيء فلسطيني مسيحي او اسلامي في المدينة المقدسة مهدد ومستباح. ما اود ان اقوله الان بأن مدينة القدس تمر بأخطر مرحلة من تاريخها بعد احتلالها ونحن نشاهد بأم العين وبشكل يومي ما يحدث في مدينة القدس من استهداف يطال معالمها واوقافها ومؤسساتها وابناء شعبها".
وأكد" بوحدتنا الوطنية المسيحية الاسلامية نحن قادرون على ان نصون مدينتنا وان نحفظ مقدساتنا واوقافنا التي لا يجوز ان تكون لقمة سائغة للاعداء. نمر بمرحلة خطيرة تحتاج منا الى مزيد من الوعي والاستقامة والحكمة والرصانة فالمؤامرة التي تتعرض لها مدينة القدس لا يمكن ان يستوعبها عقل بشري، والاعلان الامريكي المشؤوم اتى لكي يقدم ما لا يملك الى من لا يستحق. القدس لابنائها ونحن سدنتها والمدافعون عنها ومعنا شعبنا الفلسطيني المنتفض في سائر ارجاء هذه الارض المقدسة ومعنا ايضا الاحرار من ابناء امتنا العربية وشعوب العالم".
وأشار" ان القرار الامريكي الاخير المتعلق بالقدس لم يكن القرار الامريكي الوحيد المعادي لنا ولشعبنا ولقضيتنا ، بل ان امريكا وقفت دوما الى جانب اسرائيل ودافعت عنها وبررت احتلالها وقمعها وظلمها لشعبنا، ولكن القرار الاخير المتعلق بالقدس يعتبر من اسوء واخطر القرارات الامريكية التي صدرت لأنه امر يتعلق بالمدينة المقدسة عاصمة فلسطين. ان التيار السياسي التي ينتمي اليه ترامب هو تيار متصهين وهؤلاء يدعون انهم انجيليون ولكن في الواقع هم متصهينون لا علاقة لهم بالمسيحية وقيمها ورسالتها ومبادئها".
وأوضح" من واجبنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين ان ندافع عن الاقصى وعن المقدسات الاسلامية المستهدفة كما انه من واجبنا جميعا ان ندافع عن الاوقاف المسيحية المستباحة وان نكون معا وسويا ايضا في رفضنا لاعلان ترامب المشبوه الذي لا يقل سوء وخطورة عن اعلان بلفور وما بين اعلان بلفور واعلان ترامب هنالك حقوق فلسطينية غير قابلة للمساومة وهنالك شعب فلسطيني مناضل من اجل الحرية والكرامة والانعتاق من الاحتلال".
وبين المطران حنا" المسيحيون اصبحوا قلة في عددهم ولكنهم ليسوا اقلية ، نحن لسنا اقليات في اوطاننا ونرفض ان ينظر الينا كذلك ونحن مكون اساسي من مكونات هذا المشرق العربي وهذا الوطن الجريح الذي ننتمي اليه فلسطين الارض المقدسة. نحن اقوياء بوحدتنا الوطنية الاسلامية المسيحية بعيدا عن اي خطاب يشوه تاريخنا وعراقة جذورنا وانتماءنا لوطننا ولقدسنا ، بوحدتنا واخوتنا نحن اقوياء وسنبقى موحدين وسنبقى جسدا واحدا يدافع عن القدس وعن فلسطين ولن نسمح لاي دخيل او متآمر بان ينال من وحدتنا لان وحدتنا الوطنية هي اقوى من كل المؤامرات التي تحيط بنا وتستهدفنا في الصميم".
وجاءت كلمات المطران هذه صباح اليوم لدى لقائه عددا من الاعلاميين وشخصيات القدس، حيث تم التداول في اوضاع المدينة المقدسة وكذلك النشاطات الرافضة لاعلان ترامب الاخير.