نشر بتاريخ: 20/12/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
غزة-معا أوصى اليوم مشاركون في ورشة عمل عقدت في مدينة غزة، بضرورة التركيز على أهمية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام في المجتمع الفلسطيني.
وحث المشاركون في الورشة التي نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية بغزة مع جمعية الحق في الحياة تحت عنوان (تحديد المهن التي تتوافق مع القدرات العقلية والجسمية للأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية متلازمة داون سندروم وطيف التوحد)، على التركيز على عملية التأهيل والارشاد بشكل عام وذلك لسهولة دمج هذه الفئة في المجتمع وتحقيق العدالة والمساواة مع أفراد المجتمع خاصة لفئتي "متلازمة داون سندروم" و"طيف التوحد".
ودعا المشاركون في الورشة التي التأمت في قاعة المؤتمرات بالكلية الى دمج المصابين بـ "متلازمة داون سندروم" و"طيف التوحد" في الشركات الصغيرة الناشئة، مع ضرورة التعرف على الميول المهنية لأصحابهما من خلال اجراء مسح شامل للسوق والمجتمع بشكل عام.
وشدد المشاركون في الورشة التي شارك بها أكاديميون وخبراء ومدربون وصحافيون من مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية الجامعات والكليات في قطاع غزة ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة ومؤسسات اعلامية، على ضرورة تشجيع المؤسسات التي تتعامل مع هذه الفئة سواء كانت هذه المؤسسات محتضنة، مدربة لهم أو مشغلة لهم خاصة جمعية الحق في الحياة، وتوفير قاعدة بيانات خاصة بهم حتى يتسنى الوصول اليهم بشكل سهل، مع العمل على تطوير برامج ترفيهية تساعد على دمج هذه الفئة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وحث وسائل الاعلام على تنمية دورها التوعوي والايجابي نحو هذه الفئة.
وأشار الدكتور عبد القادر ابراهيم حماد رئيس مجلس أمناء كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية بغزة الى أهمية الاهتمام بذوي الاعاقة بشكل عام سواء الذين يعانون من إعاقة جسدية أو إعاقة ذهنية، والاقرار بحقوقهم التي كفلتها القوانين الفلسطينية.
ونوه د. حماد الى أنه بالرغم من التطور الحاصل في ما يتعلق بتقبل ذوي الاعاقة من ذوي الاعاقة الذهنية "متلازمة داون سندروم" و"طيف التوحد" في المجتمع، الا أن هناك قصورا في هذا الجانب بالمقارنة مع انخراط هذه الفئات في المجتمع في الدول المتقدمة، ما يتطلب زيادة الاهتمام بهم، وتوفير الدعم للمؤسسات الحاضنة لهم.
ودعا الى القيام بحملة وطنية شاملة تساهم في دمج هذه الفئات في المجتمع وزيادة تقبلهم، والمساهمة في تغيير وجهة نظر المجتمع نحو المعاقين، على أن يتم التواصل مع المستشفيات والمراكز ذات العلاقة والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لحصر أعداد هذه الفئات ومستوياتها الذهنية بشكل دقيق.
وتحدث أ. نبيل جنيد مدير البرامج في جمعية الحق في الحياة عن الجهود التي تقوم بها الجمعية لاحتضان هذه الفئات والعمل على دمجهم في المجتمع، خاصة بعد تأهيل الأفراد من هذه الفئات من الفئات الخفيفة والمتوسطة.
ونوه أ. جنيد الى أن الجمعية الحق في الحياة تأسست بغزة في فلسطين في العام 1992 لتكون المؤسسة الفلسطينية الأولى والوحيدة التي تعمل في مجال تأهيل ذوي متلازمة داون بمختلف المراحل العمرية عبر مجموعة متكاملة من البرامج والخدمات التأهيلية.
وتعتمد جمعية الحق في الحياة كما يقول جنيد فلسفة الدمج لذوي متلازمة داون في مراحل عمرية مختلفة، من خلال البرامج التالية برنامج الدمج ضمن برنامج رياض الأطفال، وبرنامج الدمج المدرسي، وبرنامج الدمج المهني، مضيفاً أنه مع نجاح التجربة العملية لجمعية الحق في الحياة في تأهيل ودمج ذوي متلازمة داون، والتي كانت واضحة المعالم من خلال أعداد المستفيدين المتزايدة، والتي تتناسب طردياً مع أعداد ذوي متلازمة داون المدمجين أكاديمياً ومهنياً في المجتمع المحلي. فقد سعت جمعية الحق في الحياة إلى نسخ هذه التجربة لفئة مهمشة من فئات ذوي متلازمة داون وهم الأطفال المصابين بالتوحد، وذلك من خلال برنامج تأهيلي متخصص.
وذكر مدير البرامج في الجمعية الى أنه يتم العمل على تنفيذ الخطط التأهيلية المتكاملة منذ الميلاد وحتى الدمج المجتمعي مروراً بكافة المراحل العمرية، الإناث والذكور المصابين بمتلازمة داون والمصابين بالتوحد في قطاع غزة، إضافة إلى تطوير ودعم وتأهيل الفئات الفقيرة والمهمشة والخريجين في المجتمع الفلسطيني.
من جهتها، دعت الأستاذة الدكتورة عايدة صالح رئيسة قسم الارشاد النفسي في جامعة الأقصى بغزة الى عدم الدمج بين فئة متلازمة داون سندروم والتوحد، حيث أن لكل فئة منهما السمات الذهنية والجسدية الخاصة بكل منهما.
واستعرضت د. صالح الخصائص الجسمية والعقلية لتلك الفئات، مؤكدة على أن الأعمال التي يعملون بها يجب أن تنسجم مع صفاتهم وميولهم وحاجتهم النفسية والجسمية خاصة وأن هؤلاء يعانون غالبا من التخلف العقلي بدرجة معينة. وتتفاوت حدة علامات المرض من مريض إلى آخر، لكنها تترواح، بشكل عام، ما بين الخفيفة جدا والمتوسطة، مستعرضة مضاعفات متلازمة داون و أسباب وعوامل خطر متلازمة داون.
وتطرقت د. سمر النحال من كلية الطب في الجامعة الاسلامية الى العديد من السمات الطبية العضوية التي تميز هذه الفئات ما يقتضي الاهتمام الطبي المستمر بهم، وتوجيهم الى مهن تناسب قدراتهم الجسدية والعقلية.
وأكد الدكتور ماجد أبو سلامة أستاذ علم النفس التربوي في جامعة غزة على ضرورة معرفة حقوق ذوي الاعاقة في العمل والتعليم والصحة والتأهيل والرعاية وفقا للقانون الفلسطيني التي اعطاهم الحق في ذلك وتقليد جزء من الوظائف الحكومية .
وشكر د. محمد أبو عودة مساعد رئيس جامعة الأقصى لخدمة المجتمع الكلية لتنظيم هذه الورشة، معلناً عن استعداد الجامعة لتنظيم واحتضان لقاءات أخرى تساهم في دمج هذه الشرائح في المجتمع، مستعرضا العديد من قصص الدمج الناجحة لهذه الفئات في جامعة الأقصى.
وقال الدكتور محمود عساف أستاذ المناهج وطرق التدريس إنه قبل الحديث عن تحديد المهن التي تتوافق مع القدرة العقلية والجسمية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، كان من الواجب مسح البيئة الداخلية لتحديد أكثر الاعمال التي نجحت فيها هذه الفئة ، ومن ثم تحديد السمات الغالبة وفق بطاقة تدريب معينة، ومن ثم تصميم برامج الإعداد الخاصة بهم.
وبين" وعلى ضوء طبيعة المجتمع المعرفي، والسمات الجسمية لهذه الفئة أرى أنه من الضروري الآن التفكير في مداخل جديدة للأعمال، بما يضمن عدم الاستغلال لهم أو التعاطف معهم، ومن هذه الأعمال على سبيل المثال: (التسويق، التمثيل، المحاكاة الصوتية، وريادة الأعمال، ... وغيرها) وذلك بعد تشجيع القطاع الخاص بالامتيازات الحكومية عند تدريب أو تشغيل هذه الفئة".
وتحدثت د. عفيفة أبو سخيلة أستاذ الإرشاد النفسي في جامعة الأقصى بغزة عن سبب متلازمة داون والمظاهر الجسدية والعقلية لها، مشددة على أهمية الإهتمام بهذه الفئات ودمجها في المجتمع، وأن يتم اختيار المهنة التي تنسجم مع ميول أطفال متلازمة داون البسيطة مثل: الرسم وتنسيق الزهور والمراسلة وبعض الاعمال التي لا تشكل خطراً عليهم.
الدكتور درداح الشاعر أستاذ الصحة النفسية في كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية أكد على أن هناك تباينا بين العلماء في مفهوم التوحد لذا لم يتفق العلماء وأهل الاختصاص للخروج بمفهوم محدد، مؤكدا على أن الجانب البيتي له دور كبير في دمج مثل هذا الفئات في المجتمع.
ودعا أ. أرسلان الأغا مدير مركز شمس سابقاً بغزة ومحاضر في جامعة فلسطين الى ضرورة الاستفادة من العاملين وأهل الاختصاص في هذا المجال، للمساعدة على دمجهم في المجتمع مستعرضا بعض التجارب الناجحة لذوي الاحتياجات الخاصة في الانخراط في سوق العمل.
وتحدثت أ. عبير بكري من جمعية رائدات المستقبل بخان يونس عن جهود الجمعية في تسهيل انخراط بعض مصابي متلازمة داون في العمل في الجمعية والأعمال التي يقومون بها.
واستعرض د. محمد شعث النائب الأكاديمي بالكلية الجهود التي تقوم بها الكلية في ميدان التدريب المهني موضحاً جاهزية الكلية لتدريب هذه الشرائح بالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة.
كما تضمنت الورشة مداخلات وحوارات من أكاديميين من كلية تدريب غزة التابعة للأونروا، ومدربين مهنيين من مؤسسات مختلفة ومؤسسات المجتمع المحلي العاملة في هذا المجال دعت الى التركيز على مواضيع التطريز، والزراعة، والأنشطة التمثيلية، والتسويق عبر الهاتف وأعمال الحاسوب التي لا تحتاج الي جهد عقلي وذهني وجسمي حتى تتناسب مع طبيعتهم، وضرورة تلقينهم وتعليمهم بعض المهارات المطلوبة للمهنة قبل دمجهم في المهنة.