الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دار الكلمة الجامعية تنشر دراسة جديدة حول هجرة المسيحيين الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 21/12/2017 ( آخر تحديث: 21/12/2017 الساعة: 21:35 )
بيت لحم- معا - نشرت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في مدينة بيت لحم، دراسة جديدة قامت بها هذا العام 2017 حول "المسيحيون الفلسطينيون: بين الهجرة والتهجير والشتات"، وذلك على خشبة مسرح دار الكلمة الجامعية.

وخلال عرض الدراسة تم اطلاق كتاب يتضمن نتائج الدراسة، ويبلور الفصل الأول من الكتاب أربع موجات من الهجرة المسيحية من فلسطين في القرن الماضي، ويتضمن الفصل الثاني نتائج مسح للهجرة أجري في الضفة الغربية وقطاع غزة في منتصف عام 2017؛ وهي أول دراسة من نوعها تضم المسيحيين والفلسطينيين المسلمين.

أما الفصل الثالث من الكتاب فيتناول حالة المهاجرين الفلسطينيين المسيحيين في الشتات، مقارنة بأوضاعهم في الأردن مع ظروفهم في الولايات المتحدة الأمريكية. وينظر الفصل الأخير في ردود الكنائس والمنظمات ذات الصلة بالكنيسة والوكالات الأوروبية على تحدي الهجرة.

وقدم القس الدكتور متري الراهب رئيس دار الكلمة الجامعية الدراسة الأولى عن تاريخ هجرة المسيحيين الفلسطينيين في المئة سنة الاخيرة، أكد خلالها عن وجود اربع موجات رئيسية للهجرة ابتداءً من الهجرة الى امريكا الجنوبية في مطلع القرن العشرين والتي تركزت في منطقة بيت لحم مروراً بالموجة الثانية والتي كانت تهجير قصري ابان النكبة الفلسطينية عام 1948، وموجة الهجرة من منطقة القدس الكبرى الى العاصمة الاردنية عمان ودول النفط ابان الحقبة الاردنية انتهاءً بالموجة الرابعة التي تلت نكسة عام 1967 وما تلاها من احتلال ما زال جائم على الأرض الفلسطينية حيث تناقصت في هذه الفترة نسبة المسيحيين في فلسطين من 11% الى 1.7%.
كما واستعرضت الدكتور فارسين أغابكيان، والأستاذ جميل رباح نتائج الدراسة والاستبيان حول هجرة المسيحيين والمسلمين الحالية من فلسطين، حيث ذكرت الدكتور فارسين أغابكيان: " أن الهجرة هم لجميع الفلسطينيين ولا يقتصر على فئة دون أخرى، وغزت اسباب الهجرة بالأساس الى الاحتلال وما ينتج عن هذا الاحتلال من عوائق اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية يتأثر بها الفلسطينيون على حد سواء"، كما وقال الأستاذ جميل رباح: "أن الهجرة بشكل عام لا تختلف ما بين المسيحيين والمسلمين وأن سبب الهجرة الرئيسي لكليهما هو الاحتلال وتبعاته، وعار من الصحة كما يشيع البعض أن هجرة المسيحيين سببها الاضطهاد الديني ".
وقدمت الدكتورة هديل فواضلة عرضا حول المسيحيين الفلسطينيين المهاجرين في الولايات المتحدة والأردن، تطرقت خلاله الى ثلاثة نقاط رئيسية الأولى دور العولمة والرأسمالية والتطور الصناعي والنمو الحضري في خلق هجرات دولية كانت بدايتها منذ قرن التاسع عشر، وكان المسيحيون الفلسطينيون جزءاً منها، والثانية التحولات التي طرقت على هجرات المسيحيين الفلسطينيين حيث أن غالبية هذه الهجرات كانت قصرية الى أنها تحولت الى هجرات عابرة للحدود وبذلك تحول المسيحيون الفلسطينيون من لاجئين الى مهاجرين بسبب حصولهم على جنسيات اجنبية، والثالثة دور الشبكات العائلية في زيادة حجم الهجرات المسيحية من فلسطين وتوجيه مساراتها نحو المهجر الأمريكي".

كما وقدم الدكتور برنارد سابيلا شرحاً حول الهجرة مبادرات كنيسة وردود أوربية، ناقش خلاله أنه تشير الدراسة على أهمية النظر الى وقائع الأمور حتى نستخلص منها الاستنتاجات المناسبة وبما أن من يرغب من العينة بالهجرة تصل الى أكثر من ربع العينة فهذا مؤشر أننا بحاجة الى دراسة الأمور الداخلية ونتكلم ليس على الاحتلال فقط التي ساعد على هجرة الشباب بشكل خاص.

أما مارك فرنجر ناقش موضوع هجرة المسيحيين الفلسطينيين من منظور دولي، قال خلاله: أعتقد أن هذه هي فائدة التعاون الاضافي مع شخص من الخارج ومؤسسة كونراد أديناور التي أمثلها هي مؤسسة ألمانية سياسية، ونحن السياسيون هدفنا ورؤيتنا تتمثل بفكر تقرير المصير والحياة بحرية وكرامة وهي قيم منبثقة من جدورنا المسيحية والتي تشكل الاساس المرتبط بشكل وثيق مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني – الحزب الحاكم حالياً".

وقد أظهرت الدراسة إلى أن الدافع الرئيسي على المسيحيين والمسلمين على السواء يعود الى الاحتلال والأسباب الاقتصادية المترتبة عليه، كما وأظهرت الدراسة أن 28% من المسيحيين و24% من المسلمين الذين شملهم الاستطلاع يفكرون بالهجرة حالما تُتاح لهم الفرصة بالنظر إلى تردي الأوضاع في الشرق الأوسط.