هكذا انتقم جيش الاحتلال من الشرطة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 03/06/2005 ( آخر تحديث: 03/06/2005 الساعة: 15:14 )
معاً - كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية تفاصيل ما قام به جنود وحدة اسرائيلية خاصة لتصفية عدد من رجال الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية عام 2002 :
والمهمة كانت القتل والتصفية....بعد ساعات من اقتحام فدائيان فلسطينيان موقع عريك في شباط عام 2002وتمكنا من قتل ستة من جنود الموقع بدء الجيش الاسرائيلي عملية انتقامية واسعة تهدف الى قتل رجال الشرطة الفلسطينية في عدة اماكن من الضفة الغربية وكانت الحملة بقيادة قوات النخبة, وكانت النتيجة مقتل خمسة عشر شرطيا فلسطينيا.
الناطق بلسان الجيش برر العملية بكون رجال الشرطة القتلى من الضالعين بالارهاب
هذا ما كشفه تحقيق صحفي بعنوان( تحقيق نهاية الاسبوع ) ونشرته صحيفة معاريف الالكترونية يوم الخميس 2/6/2005 .
شكلت العملية لمعظم المحاربين عنوان نهاية الخدمة في وحدات الجيش القتالية وبعضهم يحل ندوبها حتى اليوم .
لم يجري الجيش اي تحقيق اخلاقي او قانوني بعملية اعادة الجيش للايام الخوالي ايام الوحدة 101ومجزرة قبية .
يوم 19/2/2002الساعة التاسعة مساءا تمكن فدائيان فلسطينيان من التسلل الى داخل حاجز عين عريك قرب رام الله الذي كان يشغله ثمانية من الجنود الجدد الذين لايعرفون شيئا عن المنطقة .
تمكن الفلسطينيان من قتل ستة من الجنود بعضهم مازال في فراشه واصابة جندي سابع بجراح في حين اصيب القناص الموجود على السطح بصدمة منعته من القيام باي حركة من شأنها مساعدة الجنود الاخرين ولم يتمكن ايا من الجنود من اطلاق النار عدا قائد الوحدة الذي اطلق عيارين ناريين قبل ان يقتل .
عملية عين عيريك دخلت الذاكرة الجماعية الاسرائيلية كأسوء عمل اجرامي نفذه الفلسطينيون وترك القيادة العسكرية والسياسية في حالة من الشلل التام حيث وصف احد الضباط الكبار العملية بانها تشبه صيد البط .
حتى هذه العملية امتنع الجيش من قتل الشرطة الفلسطينية ولم يكن يعتبر افرادها ارهابين ولكن عملية الانتقام التي اعقبت القتل في حاجز عين عيريك قلبت الموازين والمعاير التي كانت سائدة وشكلت توجها جديدا لدى القيادة العسكرية .
في تلك الفترة احتفل الارهاب في حين عاش الجيش حالة من التخبط وعدم الفاعلية فلم تكن هناك اهداف واضحة للرد وكذلك سياسة الاغتيالات لم تكن واسعة الى الحد الذي نشهده اليوم وبقيت القوات الخاصة (المستعربين) في حالة جمود .
بعد عين عريك وفي جو يسوده الارتباك امام النجاحات الفلسطينية قررت القيادة العسكرية الانتقال الى حالة الهجوم واعتبار السلطة الفلسطينية هدفا مشروعا للهجمات الاسرائيلية وبسبب الضغط الذي تولد نتيجة عملية عين عريك وصعوبة تنفيذ عمليات اغتيال سريعة اعتبرت القيادة العسكرية الاسرائيلية حواجز الشرطة الفلسطينية اهداف مؤقتة وسريعة وسهلة المنال ويمكن مهاجمتها خلال الساعتين او الثلاث القادمة وهذا ما تحتاجة القيادة العسكرية في مثل هذا الوضع .
العين بالعين
المقاتل (ر) البالغ من العمر 25عاما يخدم في وحدة النخبة المقاتلة التابعة لسلاح الهندسة تحدث عن الاجواء التي سبقت العملية وقال (كنا نطلق على عملياتنا ضد الفلسطينين وصف عملية جنسية مثيرة او غير جنسية )العمليات التي تجري في ساعات الليل الهادئه هي عملية جنسية مثيرة حيث تدخل المنطقة وتقوم بما تريده دون ان يشعر بك احد اما العمليات التي كانت تسبب لنا الاحباط مثل تفجير المنازل حيث عشنا شعور العمال فهذ عمليات غير مثيرة او جنس من النوع السيئ .
خرجت وحدة( ياعل ) في عملية اعتقالات روتينية حيث توقفت المركبة العسكرية التي اقلتهم بجانب الطريق وبعد انتظار اكثر من ساعتين وصلهم خبر عملية عين عريك وهنا اختلفت المهمة حيث طلبوا منا العودة الى القاعدة (د) حيث اسرع قائد الوحدة الى القيادة في القاعدة المذكورة وفور عودته طلب ما الاجتماع وابلغنا بمقتل جنود الهندسة الستة في عين عريك واردف قائلا (اننا خارجون في عملية انتقامية لقتل رجال الشرطة الفلسطينية على حواجزهم كرد على مقتل رفاقنا )وفي هذه الحظة سيطرت علينا سياسة الانتقام العين مقابل العين .
س- هل حقيقة كون الجنود القتلى من سلاح الهندسة الذي تخدمون به تركت اثرا خاصا بكم ؟
المحارب( ر) لم تكن حاجة لاثارتنا اكثر مما كان موجود فكل منا كان يسعى ان يكون مقاتل في قوات النخبة التي يشار لها بلبنان وحتي تصبح الجندي البطل الخارق يجب ان تقوم بعمليات قاسية يشار لها ، لهذا لم يكن السبب مهما ولم يسأل ايا منا لماذا نخرج لهذه العملية او تلك( وفقط حين اخبروننا بان هدف العملية هو الانتقام قالوا لنا لايوجد ماهو اكثر اثارة من هذا واننا فقط ذاهبون لقتل عددا من الاشخاص الامر الذي لم نقم به سابقا وشعرنا وكأنها عملية جنسية مثيرة )
س- عرفتم ان العملية كانت تستهدف حواجز فلسطينية اخرى غير التي كلفتم بها؟
المحارب د قالوا( لنا ان هدف العملية القتل بدل الذين قتلو منا واننا سنستهدف ثلاثة او اربعة حواجز ليس اكثر )واضاف المقاتل (د) الجميع شعر بالاثارة عند سماع الامر حيث شعروا بالفرحة الغامرة كونهم سيقتلون فلسطينين وعلق (د) لم تتح لنا الفرصة من بداية الانتفاضة لعمل ذلك وهاهي تأتي اليوم .
س- هل عرفتم بما لايدع مجال للشك ان هدف العملية هو الانتقام ؟
المحارب (ر) لقد اكد القائد ان الهدف من العملية هو الوصول الى الحواجز الفلسطينية وقتل رجال الشرطة الذين سهلوا مرور الارهابين وذكرنا ربفاقنا القتلى .
المحارب (د)هذه كانت مهمة ونحن نحترم المهمات التي نكلف بها وانا كمحارب في وحدة( ياعل)اعتبرتها اهم مهمة موجودة في ذلك الوقت .
وبعد ان طلينا وجوهنا تحركنا صوب الحواجز التي كانت خالية من رجال الشرطة مما اجبرنا على انتظار قدومهم وكانت معلومات تاكد وجودهم في مبنى مجاور للحاجز ،هكذا وصف المحارب (ر)بداية العملية الانتقامية واضاف ان القوات انتظرت قدوم رجال الشرطة حتى الساعة الرابعة او الخامسة صباحا .
اضاف (ر) ان رجال الشرطة خرجوا من المبنى حوالي الساعة الخامسة صباحا وكان عددهم بين سبعة وثمانية افراد لبس اثنان منهم فقط الزي الرسمي وحملوا السلاح فيما كان البقية عزل وبلباس مدني .
وانتظم رجال الشرطة في مجموعة صغيرة واحتسوا القهوة في حين كنا ننظر اليهم ولسان حالنا يقول هاهو هدفنا قادم الى الموت وفي الحظة التي تقدمنا نحوهم بهدف قتلهم لم نرى بهم كائنات بشرية بل مجرد هدف اخر .
المحارب (د) يسرد قصة اطلاق النار ويقول (رششت احدهم وكأنه خمسة اشخاص حيث افرغت مخزن رصاص في جسده مما ادى الى قطع قدميه وبعدها تاكدت من موته ضمن سياسة تأكيد القتل المعروفة وبعدها تقدمت منه وقلبته وكان رجل ذو لحية كثة يبلغ من العمر الخمسين وكانت جثته مثقوبة من كافة الجهات وكانت هذه المرة الاولى التي اقتل فيها او ارى شخصا ميتا لقد كان يوما رائعا وممتعا )
لا يوجد فرق بين المذبحة وما حدث تلك الليلة
الجنود الذين نفذوا المذبحة وضغطوا على الزناد قبل ثلاثة سنوات هم اليوم طلاب جامعات ولكن الندوب التي تركتها العملية لم تندمل بعد .
المحارب (ر)هذا الامر لم يفارقني للحظة اطار النوم من عيني واشعر بانني كنت جزء من شيء خاطئ حيث لم يكن لدينا هدف عادل ولا ارى فرقا بين العملية التي قمنا بها واي مذبحة اخرى ويقول (ر) كنت ارغب في القتل ولكن بعد ذلك انتابني شعور سيئ حيال ذلك.