بيت لحم -معا- اكدت وزيرة السياحة والاثار رولا معايعة على انه وبالرغم من تداعيات قرار الرئيس الأمريكي ترامب الأخير غير الشرعي بخصوص القدس على الواقع الفلسطيني العام الذي يستنكر ويرفض هذا الاعتراف وتأثيره على استقرار المنطقة وفلسطين الا أن السياحة ما زالت تتوافد على فلسطين بأعداد كبيرة وخاصة الى القدس وبيت لحم وما زالت الفنادق والشوارع الفلسطينية تعج بالسياح من كل الجنسيات، اضافة الى السياحة التقليدية.
وقالت معايعة "يزور فلسطين الآن اعداد من السياحة التضامنية التي تأتي لتقديم الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني ولتقول للعالم بأن القدس كما هي باقي المدن هي فلسطينية عربية مسلمة ومسيحية، وسيصر الفلسطينيون هذا العام وكما هي العادة في كل عام على الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة التي تخلد ذكرى ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام .
وبدأت الأعياد بإنارة شجرة الميلاد في بيت لحم وفي العديد من القرى والمدن الفلسطينية وسوف تستكمل الأعياد باستقبال غبطة البطريرك وصلوات الأعياد والمهرجانات الشعبية والرسمية المتعددة.
واضافت معايعة : أما مدينة القدس فقد كانت بالأصل مدينة يبوسية كنعانية تسمى اورسالم سكنت خلال العصر البرونزي (3200-1200ق.م)، والتي ذكرت في النصوص المصرية الفرعونية خلال القرن التاسع عشر قبل الميلاد والرابع عشر قبل الميلاد. ودلت نتائج التنقيبات الأثرية العلمية في مدينة القدس والتي استمرت أكثر من مئة عام بأن الفترة الزمنية التي تعاصرت مع داود وسليمان (الذين يعزون إلى فترة العصر الحديدي) بكون القدس لا تتجاوز عن اعتبارها قرية صغيرة، مما يطرح العديد من الأسئلة التي تحاول زج الدين بمشاريع استيطانية أو تجد تبرير للاحتلال.
واكدت معايعة، أيمانا منا نحن وشركاءنا العاملين في القطاع السياحي الفلسطيني برسالة المسيح والتي تهب السلام والأمل لجميع بني البشر وللفلسطينيين بوجه الخصوص، فأننا مصرون على مواصلة تطوير القطاع السياحي ومواصلة تحقيق الانجازات رغم المعيقات الاحتلالية ومواصلة احتلال المرتبة الأولى التي اعلنت عنها منظمة السياحة العالمية كالواجهة السياحية الأولى الأكثر نمواً في النصف الأول من العام 2017.
وإشارت البيانات الإحصائية لدى الوزارة الى ان حوالي 2,715,804 سائح زار فلسطين في العام الحالي 2017 بينما سجلت الفنادق الفلسطينية حوالي 1,174,911 ليلة مبيت لنفس الفترة. فيما سجلت الاحصائيات بان العام 2016 قد شهد 2,357,477 سائح زار فلسطين بينما سجلت الفنادق الفلسطينية حوالي 906,373 ليلة مبيت لنفس الفترة.
واكدت الوزارة على ان هذا الانجاز جاء نتيجة لما تقوم به الوزارة للترويج لفلسطين في اسواق السياحة العالمية والنهوض بالسياحة الفلسطينية من خلال فتح اسواق جديدة والترويج لأنماط سياحة جديدة وتطوير المواقع الاثرية والسياحة وكذلك مساهمة القطاع الخاص في مزيد من الاستثمار السياحية وخاصة في قطاع الفنادق علاوة على ان فوز فلسطين لم يكن مفاجئا في ظل ارتفاع نسبة الوفود السياحية التي تأتي إلى فلسطين من خلال مكاتب سياحية فلسطينية وضمن برامج سياحية فلسطينية.
وتميز العام الحالي بتسجيل رابع موقع فلسطيني على قائمة التراث العالمي ، حيث نجحت فلسطين في تسجيل مدينة الخليل والحرم الابراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو وبذلك أصبحت البلدة القديمة في الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس)، هذا القرار و الذي يؤكد على هوية الفلسطينية للخليل وللحرم الابراهيمي الشريف وبانها تنتمي بتراثها وتاريخها الى الشعب الفلسطيني وبذلك يتم دحض الادعاءات الإسرائيلية التي طالبت صراحة بضم الحرم الابراهيمي الى الموروث اليهودي، بالإضافة الى حماية الحرم الابراهيمي ومحيطه من الاعتداءات الاسرائيلية والتهويد المستمر منذ فتره طويلة وذلك من خلال الحصول على ورقة دولية ضاغطه على الاحتلال بحيث يتوقف عن طمس معالم الخليل وتاريخها وموروثها الثقافي الذي يمثل ارثا استثنائيا عالميا يهم الانسانية جمعاء وليس الفلسطينيين وحدهم.
وقالت الوزارة استمرارا في سياسة تحقيق التشبيك المباشر بين القطاع السياحي الفلسطيني و نظرائه من حول العلم فقد شهد العالم الحالي استقبال عدد من الوفود السياحية الدولية من دول كالمغرب وتركيا ورومانيا والتي عملت على الاطلاع عن كثب على ما تمتلكه فلسطين من ممتلكات سياحية واثرية تؤهلها لتكون الوجهة السياحية الأهم في المنطقة من خلال احتضانها لاهم المواقع الدينية ككنيسة القيامة والمسجد الأقصى وكنيسة المهد والحرم الابراهيمي الشريف وقبر الشهيد ياسر عرفات ومتحف محمود درويش ومطلة البحر الميت، علاوة على الاطلاع عن كثب على صورة الأوضاع الحالية على الارض، والمتمثلة بإجراءات الاحتلال من اغلاق وجدار وحواجز واقتحامات للمدن والمخيمات الفلسطينية، وفرض سياسة الأمر الواقع.
وفي مجال التخطيط التسويقي السياحي فقد اطلقت الوزارة الخطة السياحية التسويقية للعام 2017/2018 وذلك من خلال ورشة عمل متخصصة في مجال التسويق والاعلام السياحي بمشاركة ممثلي القطاع السياحي الفلسطيني الخاص، لتؤكد على جهود الوزارة بالشراكة مع القطاع السياحي الفلسطيني الخاص والرامية الى رفد وجذب اعداد سياحية جديدة لهذا القطاع الفلسطيني ومن خلال مشاريع ونشاطات وبرامج ترويجية من شأنها رفع أعداد السياح القادمين لفلسطين وأعداد السياح المقيمين في الفنادق الفلسطينية، وما لذلك من أثر في تطوير مصدر من مصادر الدخل القومي الفلسطيني ورفع نسبة اشغال المرافق السياحية الفلسطيني.
واستعرضت الورشة أحدث البرامج والأساليب العالمية في مجال الترويج والتسويق السياحي العالمي وسبل استفادة فلسطين من هذا التطور، كيفية استخدام أحدث اليات العمل المشترك للوصول الى أفضل تسويق عالمي لفلسطين في الأسواق العالمية وكيفية توظيف أساليب وادوات جديدة لتسويق فلسطين ترتكز على التطورات التي حصلت في مجالي الاتصالات والاعلام. بالإضافة لانتهاج نشاطات تسويقية تتلاءم وكل سوق سياحي وتنظيم رحلات تعريفية لوكالات سياحية أجنبية لزيارة فلسطين وكذلك دعوة الوكالات الاعلامية الأجنبية وتنظيم ورشات عمل ولقاءات خارج فلسطين. لتحقيق أفضل النتائج والمردودات للسياحة الفلسطينية.
وفي مجال الاثار وترميم المواقع الاثرية فقد بدء العمل بأعمال تأهيل وترميم مقام النبي موسى في محافظة أريحا، وذلك ضمن المساعي الرامية الى اعاده تفعيل دوره من خلال تشغيله ضمن اطار شراكة بين القطاع العام والخاص ، ليشكّل المشروع النموذج الوطني الاول في فلسطين لإدارة وتشغيل مشاريع التراث الثقافي اسهاما في تجديد انتاجية القطاع السياحي الثقافي ويتزامن مع اطلاق تشغيل خان الوكالة في نابلس كنموذج على المستوى المحلي والذي تمت بموجبه توقيع اتفاقية التشغيل، وتسعى اعمال اعاده التأهيل والترميم الجارية في المقام الى تأهيل البنية التحتية واعاده ترميمه كاملا ضمن المعايير العالمية الخاصة بترميم المباني التاريخية بما يتناسب مع قيمته الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية.
ويعد المشروع تجربة فريدة ورائده من نوعها في فلسطين، لإعادة تأهيل المواقع التاريخية، وتشغيلها ضمن تجربه الشراكة بين القطاع العام والخاص، بالاعتماد على خطط اداريه وتشغيلية وتسويقية لخلق مناخ استثماري مستدام يسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي التاريخي ويعزز الانتاجية ويخلق فرص عمل جديدة وتحديداً للمجتمع المحلي، ومن المخطط في نهاية البرنامج صياغة سياسات وطنية ذات صلة تؤطر هذه التجربة لتشكل ارضية جديدة لاستهداف مواقع جديدة.
تزامن ذلك مع إطلاق وتشغيل خان الوكالة في نابلس، كنموذج على المستوى المحلي والذي تمت بموجبه توقيع اتفاقية التشغيل، وتسعى اعمال اعاده التأهيل والترميم الجارية في المقام الى تأهيل البنية التحتية، واعاده ترميمه كاملا، ضمن المعايير العالمية الخاصة بترميم المباني التاريخية، بما يتناسب مع قيمته الدينية، والتاريخية، والاجتماعية، والثقافية.