نشر بتاريخ: 24/12/2017 ( آخر تحديث: 24/12/2017 الساعة: 15:59 )
غزة- معا- نفذ مركز شؤون المرأة بغزة فعالية احتفالية ختامية خاصة بأنشطة حملة الـ 16 يوماً (الحملة العالمية مناهضة العنف ضد المرأة)، بعنوان "لكي لا يتُرك أحد خلف الركب"، تحت شعار "معاً لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات"، بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان "UNFPA"، وبحضور العديد من فئات المجتمع.
وخلال الاحتفالية ولأول مرة تم عرض تجارب لعدد من النساء اللواتي تحدثن أمام الجمهور حول تجاربهن في التغلب على الظروف الصعبة، والنهوض من جديد لمواجهة أعباء الحياة، وتمحورت التجارب حول موضوعات تهم المرأة الفلسطينية وهي، تحدي مرض سرطان الثدي، و الاستمرار في الحياة بعد الحصول على الدعم النفسي من قبل الأهل وخاصة الزوج، كذلك التمكين الاقتصادي للمرأة وأهمية تمكين أسرها وحمايتها من العنف.
كما تحدثت إحداهن عن المثابرة والتصميم على الدراسة رغم تزويجيها مبكراً، لتحصل بعد ذلك حاصلة على درجة الدكتوراة ومحاضرة في الجامعة، وأخرى كيف عادت من العمل في الخارج بعد أن شعرت بحاجة الفتيات بغزة للدعم لتعمل في مؤسسة تدعمهن، كما تحدثت أخرى عن فقدانها لبيتها وابنها والدعم النفسي الذي تلقته من خلال مشروع "المرأة الفلسطينية الاحتلال والفقدان" لتصبح داعمة للفاقدات.
وقالت آمال صيام مديرة مركز شؤون المرأة" إن المعنِف الأول للمرأة الفلسطينية هو الاحتلال الإسرائيلي الذي لازال يمارس أشكال الاضطهاد والعنصرية كافة تجاه الفلسطينيين نساءً ورجالاً".
وأضافت" ولعل آخرها ما يحدث الآن في كافة أنحاء الوطن من غطرسة إسرائيلية في مواجهة الغضب الفلسطيني، جراء القرار الأمريكي الظالم بنقل سفارة دولته إلى القدس باعتبارها عاصمة إسرائيل، وبهذا الخصوص نؤكد نحن النساء على رفضنا التام لهذا القرار باعتباره عنفاً مباشرًا لنا كفلسطينيين/ات وانتهاكاً واضحًا للأعراف والقوانين الدولية ونؤكد بأن القدس عربية فلسطينية وعاصمة دولة فلسطين".
واعتبرت أن العنف المبني على النوع الاجتماعي من أخطر المشكلات التي تواجه المرأة الفلسطينية، وأكثرها حدة، لانعكاسه بسلبياته المتعددة على كينونتها الإنسانية وكرامتها، ناهيك عن صحتها الذي يعتبر البعد النفسي أحد أهم أركانه.
ونوهت صيام إلى أن استمرار ظاهرة العنف بشكل عام والعنف ضد المرأة بصورة خاصة يهدد حياتها ويحد من فرص تطورها وتمكينها، ويضعف خطاها نحو التطور والتنمية الشاملة والمستدامة ونحو تحقيق المساواة العادلة والتامة بين الجنسين.
وقالت" ما زالت النساء تتعرض للعنف ومازال العنف آخذاً في التزايد يوماً بعد يوم وبكافة أشكاله، حيث أن 37% من النساء اللواتي سبق لهن الزواج تعرضن لأحد أشكال العنف من قبل أزواجهن 51.1% منهن في قطاع غزة، كما بلغت نسبة اللواتي تعرضن لعنف نفسي "لمرة واحده على الأقل" من هؤلاء السيدات 76.4% في قطاع غزة، حسب نتائج مسح العنف لجهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني."
كما بينت دراسة أخرى للعام 2016، أن 78.2% من النساء المتزوجات عن تعرضهنَ على الأقل لأحد أشكال العنف، وأن العنف النفسي أكثر أشكال العنف انتشاراً بنسبة بلغت 74.8%. الأمر الذي يشير وبشكل واضح إلى ارتفاع معدلات العنف خلال السنوات الخمس الماضية.
وذكرت صيام أن أشد أشكال العنف هو قتل الإناث حيث بلغ عدد النساء اللواتي قتلن عام 2016 11 مرأة، وتنوعت أسباب القتل في هذه الجرائم، فمنها سجلت قتل عمد، انتحار، سقوط من علو، عبث في السلاح، وذلك حسب ما تم رصده من خلال وسائل الاعلام المختلفة. وفي العام 2017 وحتى شهر يوليو قتلت وجرحت 12 امرأة على خلفيات مختلفة، 4 نساء قُتلن (قتل مع سبق الإصرار)، و3 نساء قُتلن بالخطأ (قتل غير متعمّد)، و2 حالة موت في ظروف غامضة وتم تسجيله على أنه انتحار، و3 حالات جرح سُجلت أنها إصابة نتيجة العبث بالسلاح وإطلاق النار العشوائي.
وطالبت صيام في ختام حديثها بتبني قوانين أكثر حماية للنساء من العنف وإلغاء القوانين التي توفر ذريعة وغطاء لاستخدام العنف ضد النساء، بما ينسجم مع التوقيع على اتفاقية سيداو اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وبما يرتقي إلى مستوى نضالاتها ومقاومتها للاحتلال على مر السنين، ويدعم مشاركتها الفاعلة في كافة المجالات وإتاحة الفرص أمامها للمشاركة في صناعة القرار والسلم والسلام.
كما دعت إلى الإسراع في إتمام عملية المصالحة الوطنية، وتحقيق الوحدة الوطنية لأنها المدخل الرئيس لتحسين أوضاع الفلسطينيين/ات في قطاع غزة، والالتفاف حول قضايا الصراع الحقيقي ضد الاحتلال وممارساته ومخططاته والتي تهدف إلى طمس هويتنا الفلسطينية وقضيتنا الوطنية العادلة".
ودعت صيام مؤسسات المجتمع المدني بمؤسساته الفاعلة العمل المستمر والمتكامل لاستئصال العنف، والعمل على تمكين النساء وضمان سيادة الاختيارات الإيجابية للمرأة في أدوارها الحياتية، وتنمية المكتسبات النوعية التي حققتها المرأة في مختلف الميادين ونشر ثقافة الحوار واللاعنف.
تجارب النساء
من جانبها، تحدثت إيمان أبو شبيكة عن إصابتها بمرض السرطان الثدي، وتحديها للمرض حتى شفيت منه لتصبح نموذجا يحتذي به لمن أصابه هذا المرض، وتصبح مثقفة صحية ونائب مدير لمؤسسة ساهم لرعاية مرضي السرطان، وتمنت أن تكون سفيرة عن مريضات السرطان في فلسطين.
ومن ثم تحدثت أميرة العاصي عن حياتها التي بدأت بمشروع صغير حصلت على تمويله من مركز شؤون المرأة لتعيل أسرتها، وواصلت تعليمها الجامعي هي وزوجها، واشترت أرضا لإنشاء منزل، وتركت غرفة الصفيح التي تعيش بها الآن، وتخطط لبناء منزلها.
كما تحدثت الدكتورة حنان زعرب عن تجربتها، حيث تحدت الجميع لتواصل تعليمها حتى حصلت على درجة الدكتوراة، رغم زواجها المبكر، وصعوبة التحرك للدراسة مع إغلاق معبر رفح البري، وكونها أم لعدد من الأطفال، لتصبح محاضرة في عدد من الجامعات بقطاع غزة.
وعاش الحضور تجربة نجاح عايش والتي أصبحت مديرة البرامج النسائية في رفح، حيث تحدت الصعاب لتكمل تعليمها، حتى أصبحت ذات حساسية شديدة تجاه قضايا النساء والعنف الواقع عليهن لتكون صوت من لا صوت له.
وأنهت التجارب مع سمر أبو عجوة والتي عانت كثيرا مع زوجها لتقف بجانبه في عمله، حتى اشترت قطعة أرض وأنشأت عليه منزل بعد 13 عاماً من سكنها في غرفة هي وأبنائها الستة، لتصدم بقصف منزلها في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة عام 2014، ومدى ألم الفقدان الذي عانت منه وتعاني منه نساء كثيرات، وتحدثت عن تجربة النزوح خلال العدوانات، وعن عدم ملائمة مراكز الإيواء وعدم تخصيص هذه الأماكن لتناسب جميع فئات وأهمها النساء.
وتخلل الاحتفال عرض لأوبريت غنائي بعنوان "صوت الموجوعين"، وأوبريت غنائي آخر بعنوان "أبناء الحلم".