الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة: الأسرى في معتقل النقب الصحراوي يناشدون لحمايتهم من سوء الأحوال الجوية

نشر بتاريخ: 30/01/2008 ( آخر تحديث: 31/01/2008 الساعة: 00:00 )
رام الله -معا- أكد الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين، عبد الناصر عوني فروانة أن الاسرى في معتقل النقب الصحراوي يعانون هذه الأيام أوضاعا في غاية الصعوبة والمأساة ، جراء البرد القارس والرياح العاصفة العاتية وغزارة الأمطار ، في ظل شح الأغطية والملابس الشتوية، وتدني جودة الخيام التي من المفترض أن تحميهم من المطر .

وكشف فروانة في بيان وصل معا نسخة منه انه تلقى اتصالاً هاتفياً فجر اليوم من أحد الأسرى القابعين هناك ، الذي اشتكى باسمه وباسم كل المعتقلين من الأوضاع المأساوية التي يشهدها المعتقل هذه الأيام ، وأكد له أن غالبية الأسرى هناك لم يتمكنوا من النوم ليلة أمس نتيجة للظروف الجوية الصعبة ، وأن الأمطار الغزيرة اما تسربت داخل الخيام من خلال الثقوب ، أو سالت من اسفلها لتُغرق وتتلف بعض حاجياتهم وتبلل ملابسهم .

يذكر أن الأسرى يمنعون من الإتصال هاتفياً بذويهم، ولكنهم يتمكنون بين الفينة والأخرى من تهريب بعض الهواتف النقالة لداخل السجون والمعتقلات ويستطيعون من خلالها الإتصال بالخارج للضرورة .

وأفاد الأسرى في اتصالهم الهاتفي مع فروانة أنهم يعانون من انعدام المياه الساخنة، مما حرمهم من الإستحمام، وان أجسادهم وأطرافهم لم تَعُد تتحمل برودة المياه التي يضطرون للجوء إلها للضرورة القصوى.

وناشد الأسرى في معتقل النقب كافة المؤسسات المعنية بالأسرى وحقوق الإنسان، وفي مقدمتها وزارة الأسرى والمحررين، الى التحرك الجاد والحثيث من اجل مساعدتهم ووضع حد لمعاناتهم المتفاقمة كما وجهوا نداء لكل وسائل الإعلام المختلفة بتسليط الضوء على معاناتهم وظروفهم المأساوية .

واعتبر فروانة أن أحوال كافة المعتقلات شبيه تماماً بحال معتقل النقب مما يعني أن جميع الأسرى في كافة المعتقلات كمجدو وعوفر تعاني ذات المعاناة .

وأوضح فروانة أن الراصد الجوي الإسرائيلي توقع قبل عدة أيام اشتداد الأمطار من شمال البلاد الى أواسطها الى النقب، مصحوبة برياح رعدية شديدة ، مع انخفاض حاد في درجات الحرارة بدءاً من يوم أمس الثلاثاء ليصبح الجو بارد جداً ، يعقبها تساقط الثلوج ، إلا أن سلطات الإحتلال لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الأسرى، ولم توفر لهم ما يمكن أن يقيهم من البرد والمطر ولو بشكل جزئي.

واستهجن فروانة هذا الصمت رغم المناشدات والصرخات العديدة التي أطلقها الأسرى مراراً وتكراراً ، لاسيما خلال فصل الشتاء ، وتساءل هل ينتظرون استشهاد أسير أو اكثر نتيجة البرد والصقيع حتى يتحركوا ؟.

يذكر أن معتقل النقب افتتح بداية الإنتفاضة الأولى وتحديداً بتاريخ 17-3-1988 ، لإستيعاب الأعداد الهائلة من المواطنين الذين اعتقلتهم سلطات الإحتلال آنذاك ، وقدر عدد معتقليه في الفترة ما بين( 1988- 1996 ) إلى قرابة مائة ألف معتقل، وهو عبارة عن عدة أقسام وفي كل قسم مجموعة من الخيام ، وقد تم اغلاقه عام 1996 ، وخلال انتفاضة الأقصى وبالتحديد في نيسان عام 2002 ، أعيد افتتاحه من جديد ، وزج به الآلاف من المواطنين ، ولا زال يقبع فيه لغاية اليوم قرابة ( 2400 ) معتقل.

و أضاف فروانة أن معتقل " كيتسعوت " أومعتقل " أنصار 3 " ، كما أسماه الفلسطينيون ، يقع في صحراء النقب جنوب فلسطين ، في منطقة عسكرية مغلقة، خطرة وملاصقة للحدود المصرية.