الرباط -معا- أكد سفير دولة فلسطين لدى المملكة المغربية السيد جمال الشوبكي أن القضية الفلسطينية تعد "قضية وطنية مغربية"، واصفا الصراع الذي يحدث بالأراضي المحتلة بـ" صراع العالم الإسلامي مع دولة الإحتلال الإسرائيلي، وليس بصراع إسرائيلي فلسطيني فقط"، جاء ذلك خلال ندوة سياسية حول التطورات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية و مستقبل القدس، والتي نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية بجامعة محمد الخامس في الرباط.
وأفاد الشوبكي في الندوة أن الاحتلال جاء لحماية المصالح الإمبريالية في كل المنطقة العربية مشيدا بدور المملكة في محاربة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف "المغرب ملكا وحكومة وشعبا كان رائدا في رفض القرار، فالملك بعث برسالة قبل إعلان القرار للتحذير من خطورته إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن بما فيهم الولايات المتحدة، ناهيك عن الجهد المبذول من قبل وزارة الخارجية المغربية لحشد الرأي العام العالمي لصالح المقررات الدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ناهيك عن تنظيم مسيرة مليونية خرجت من الرباط، فيما كان البرلمان المغربي سباقا أمام البرلمانات العربية لتخصيص جلسة لرفض قرار ترامب".
واكد الشوبكي خلال الندوة أهمية تطبيق القرارات الأممية الخاصة بالقضية الفلسطينية على أساس مبدأ حل الدولتين، وأطلع الحضور على آخر الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة بحق الأماكن الدينية المقدسة في القدس وبحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، والسياسات الاسرائيلية الممنهجة والمستمرة لضم مدينة القدس وتهويدها وتحويل الصراع فيها من صراع سياسي الى صراع ديني ، ما يقتضي تطبيق القرارات الدولية المطالبة بايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، هذا وذكر السفير الشوبكي الحضور بحادثة اعتقال القاصر عهد التميمي واغتيال المناضل ابراهيم ابو الثريا، مشيرا إلى أن اسرئيل لن تفلت من العقاب وستدفع ثمن اعمالها وجرائمها بحق شعبنا.
من جانبه قال الحبيب الدقاق، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية بأكدال، إن الجامعة حاضرة لمواكبة التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية على مدار السنوات، مضيفا أنه "إذا كان هناك من شعب حرم من تطبيق القانون الدولي لحقوق الإنسان فهو الشعب الفلسطيني"
وتحدث العميد ذاته، في كلمة له، عن الدور الذي تلعبه الجامعة في تكوين وتخريج طلبة منحدرين من فلسطين، مشيرا إلى أن " جهاز القضاء الفلسطيني مليء بالشخصيات القانونية الهامة التي تخرجت من جامعة محمد الخامس".
من جانبه إعتبر الأستاذ في القانون الدولي ميلود لوكيلي وبعد عرض الندوة لمقاطع من الخطاب الأخير لفخامة الرئيس محمود عباس في اسطنبول، أن الخطاب يعد وثيقة تاريخية وقانونية وسياسية لا سابق لها مؤكدا على أهمية استعمال نص الخطاب كوثيقة ومرجع يستند اليه السياسيون و اساتذة القانون في دعمهم للقضية الفلسطينية.
إلى ذلك قال عبد الكريم مدون، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي: " إن القضية لم تعد قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية العالم بأسره، والدليل هو التصويت داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمسيرات الاحتجاجية والمظاهرات التي خرجت ضد قرار الرئيس الأمريكي".