غزة-تقرير معا- على عكس توقعات النائب المتطرف في الكنيست الاسرائيلي الذي تجرأ على اعتراض حافلة اهالي الاسرى التي كانت في طريقها الى سجن نفحة لزيارة ابنائهم فقد جاءت معنويات الاهالي وهمتهم اعلى مما توقع، فلم تضعفهم كلماته الجراحة ولم تبث الرعب في قلبوهم بل رأت أمهات الاسرى في تصرفات حزان محاولة لكسب الرأي الاسرائيلي في حال ترشح للانتخابات المقبلة بالإضافة الى الضغط على المقاومة من اجل صفقة تمكنهم من استرجاع ابنائهم المعتقلين في القطاع.
أم الاسير احمد الشنا المحكوم (17 عاما) كانت على متن الحافلة التي اقتحمها حزان في طريقها الى رامون بعد نفحة قالت أن كلمات حزان لا تخيفهم ولن تثنيهم عن زيارة ابنائهم في الايام المقبلة. وتابعت:" ما حدث بالأمس لن تثنينا عن زيارة ابنائنا في السجون والتي ننتظرها جميعنا على احر من الجمر فهذا اليوم مقدس للجميع امهات واباء واولاد".
ودعت الوالدة حزان الى الضغط على رؤوساء دولة اسرائيل من اجل تحرير ابنائهم المتواجدين في غزة من خلال صفقة، وقالت "مش يجي لباصنا لاهالي الاسرى ويضغط عليهم .. حكومته هي الي بترجع له اولاده بصفقة عشان نرجع ولادنا".
وطالبت ايضا الجهات الحقوقية والجهات التي تعنى بقضية الاسرى بتوفير حماية دولية لاهالي الاسرى يوم الزيارة وان يكون لدى الصليب الاحمر قدرة اكبر على التدخل وحماية اهالي الاسرى.
وتهجم حزان على أمهات الأسرى وجرى تلاسن، قال خلاله المتطرف لوالدة أسير "إن ابنك كلب ولن تستطيعي زيارته ثانية إلا من تحت الارض كما وصف الاسرى الفلسطينيين بانهم "حشرات " وفئران" حسب ما أكد اهالي الاسرى الذين التقتهم "معا".
أما والدة الاسير أم عبد الرحمن أبو لبدة فقد تسلحت من القوة ما مكنها من مواجهة حزان على الفور لترد له الصاع صاعين وأكدت لمراسلة "معا":"لم ترهبنا كلامته،،معنوياتنا مرفوعة وهذا غل في قلبه وطلعه واحنا ردينا عليه" وبدت ام الاسير ابو لبدة في غاية الطمأنينة والثقة والقوة على الرغم من ان نجلها محكوم بالسجن 11 عاما فاستمدت من حسرتها على ابنها قوة تمكنها من زيارته دائما.
والدة الاسير ضياء الاغا دعت اهالي الاسرى الى ان يكونوا على اهبة الاستعداد في المرات القادمة وعدم الخوف، مشددة ان هذا الفعل لن يثنيهم عن زيارة ابنائهم.
وقالت في معرض ردها اذا كانوا يطالبون بحماية دولية :" نحن بنستطيع حماية انفسنا لأننا أمهات أبطال وزوجات أبطال لذلك لا نخاف".
ودعت أم ضياء الصليب الاحمر والجهات المختصة بالضغط على السلطات الاسرائيلية حتى تعود زيارات الاسرى كل 15 يوما وليس كل ثلاثة شهور.
لجنة الاسرى في القوى الوطنية والاسلامية عن حركة حماس أكدت ان ما حدث مع اهالي الاسرى ليس مستغربا على همجية الاحتلال الاسرائيلي.
وقال ابو خميس دبابش:" ولكن ان تصل الى اعتراض وانتهاك حرمة الصليب الاحمر والاعتداء على اهالي الاسرى عمل مستنكر ووصمة عار في جبين كل المؤسسات الحقوقية التي لم نسمع لها صوت اتجاه هذا الموضوع.
وشدد دبابش أن اهالي الاسرى قويين بقوة المقاومة ولديهم جلد وصبر، مشددا أنهم هم من يقفون خلف المقاومة بأن يثبتوا ويحافظوا على الجنود الذين بحوزتهم حتى تحرير كل الاسرى من سجون الاحتلال.
ودعا دبابش الصليب الاحمر أن يقفوا عند مسؤولياتهم وأن لا يسمحوا بان تنتهك حرماته وحرمات الاسرى داخل الحافلات التي يؤمن زياراتهم لأبنائهم داخل السجون.
وتعرض اهالي الاسرى أمس الاثنين الذين كانوا يزورون ابنائهم في سجون نفحة ورامون لمضايقات من ما يقارب عشرين اسرائيليا اغلوقا الطريق امام الحافلة التي كانت تقلهم وبعد عدة محاولات لاقتحام الحافلة وسط رفض السائق تمكن النائب الاسرائيلي حزان من الصعود على متن الحافلة باذن من الشرطة الاسرائيلية.
وفي ذات السياق علمت "معا" من اهالي الاسرى أن مندوب من الصليب الاحمر كانت ترافقهم لحظة خروجهم من قطاع غزة لعلم الصليب الاحمر بإمكانية حدوث مشكلة الا انها منعت من الخروج من قبل الاحتلال الاسرائيلي على معبر بيت حانون.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت أنه يجب على إسرائيل ضمان سلامة وكرامة الأسر الفلسطينية التي تزور الأسرى، وذلك عقب نشر فيديو لعضو يميني في الكنيست وهو يوجه إهانات لأهالي الأسرى.
وقال بيان للجنة إنها "تأخذ على محمل الجد ما حدث اليوم.. إن لدى عائلات (الأسرى) الحق في الزيارة بطريقة كريمة.. إن من مسؤولية السلطات المختصة التأكد من أن الزيارات تتم بسلام ودون تدخل".