الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
انطلاق صفارات الإنذار في تل ابيب وكفار سابا وهرتسليا

(شاهد) حصري معا- تورنيدو نادر بجنوب الضفة

نشر بتاريخ: 03/01/2018 ( آخر تحديث: 04/01/2018 الساعة: 09:48 )
(شاهد) حصري معا- تورنيدو نادر بجنوب الضفة
بيت لحم- معا- انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدة فيديوهات، قال مواطنون إنها لإعصار ضرب بشكل سريع وشديد القوة مناطق في جنوب الضفة الغربية، وللوهلة الأولى لم نعر الموضوع اهتماماً، لأن هذه الظواهر نادرة جداً في بلادنا، حتى أننا وبدون دراسة وصفناها بالغيوم القمعية التي تنشأ نتيجة اضطراب جوي شديد.
الراصد الجوي في شبكة معا والزميل قصي الحلايقة، قام بدراسة الحالة من خلال تجميع المعطيات، ومقارنتها بقوة الحالة كما شاهدنا في الفيديو، وذلك بمقارنة أيضاً لحجم الأضرار التي سُجلت على الأرض.
في الواقع، تشكلت زوبعة " تورنيدو " فوق تلك المنطقة في حالة نادرة، وساعدت عدة ظروف جوية على نشوئها:
1- ظهور سحب ركامية عملاقة، أقرب ما تكون إلى سحب " السوبر سيل " التي تصاحب العواصف الضخمة، ظهرت خلية محدودة منها فوق تلك المنطقة.
2- ساعدت هذه السحب على نشاط التيارات الهوائية الهابطة، وعليه، ازدادت سرعة التيارات الهوائية الصاعدة، وتشكلت منطقة من الضغط الجوي المنخفض في مساحة محدودة، وتشكلت فروقات ما بين الضغط الجوي في منطقة الغيوم القوية والمساحة المحيطة، وما بين الحرارة في ذات المناطق، وما بين حرارة الطبقات.
3- وصلت الرطوبة النسبية في ذلك الوقت إلى 100% كما رصدتها بالونات الطقس العلوية قرب بيت دجن على ذات المسافة تقريباً مع جنوب الضفة، وهذا مؤشر على تراجع كثافة الهواء وهبوط الضغط الجوي.
ونتيجة للاضطراب الجوي الحاصل، ووجود جبهة هوائية باردة، ازدادت حركة التيارات الصاعدة والهابطة وأصبحت شديدة، ونتيجة صعود التيارات واصطدامها بالجبال ازداد التكاثف، وازدادت بناءً عليه الطاقة الكامنة التي دعمت الظاهرة.
أصبحت حركة التيارات تدور بعكس عقارب الساعة بشكل واضح وسريع" عامود الغيوم الذي ظهر " ، وبما أن الرطوبة موجودة والظروف مواتية، ظهر العامود " الغيوم القمعية " بشكل دوراني، واشتدت سرعة الرياح في محيطه حيث دفعت التيارات الهابطة بهبات رياح عاصفة اقتلعت الأجسام في طريقها واستمرت لدقائق قليلة، ومع عبور العامود باتجاه الشرق، تراجعت قوته بشكل سريع نظراً لابتعاده عن البحر، وفقدان مصدر التغذية الاساسي وهو بخار الماء.
لو أن الظروف ذاتها توافرت فوق الساحل، لشهدنا زوبعة رافقتها رياح مدمرة، لكن التورنيدو الخليلي استقر فوق الجبال وقتلته اليابسة.