الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير معا- تصريحات ترامب القذرة ... وأخلاق الشعوب الحرة

نشر بتاريخ: 12/01/2018 ( آخر تحديث: 12/07/2018 الساعة: 21:49 )
تقرير معا- تصريحات ترامب القذرة ... وأخلاق الشعوب الحرة

بيت لحم - خاص معا- يتمادى الرئيس الامريكي دونالد ترامب، في معادته لحقوق الانسان والمواثيق الدولية، وانتهاك حرمة شعوب العالم الثالث من خلال تخبطه في التصريحات والقرارات التي يتخذها.

وفي أخر تغريداته العنصرية في اجتماعه بمجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ قدمت إلى البيت الأبيض لتعرض عليه حلا وسطا بشأن المهاجرين من هايتي والسلفادور والدول الإفريقية أمس الخميس: قال ترامب "ما حاجتنا لهؤلاء القادمين من حثالة الدول".

وقبلها عندما تخطى ترامب حقوق الشعب الفلسطيني وكافة المواثيق الدولية واعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل وقرر نقل السفارة اليها من تل ابيب، وماتبعها من فيتو امريكي بمجلس الامن ضد قرار بشأن القدس حاولت 14 دولة استصداره.
الامم المتحدة
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان خلال إفادة صحفية في جنيف: "لا يمكنني استخدام كلمة أخرى إلا "عنصري".

وأضاف: "لا توجد كلمة أخرى يمكن أن يستخدمها المرء سوى عنصرية.. لا يمكنك أن تصف دولا وقارات بأكملها بأنها حثالة الدول"، لأن كل سكانها ليسوا من البيض ومن ثم فهم غير مرحب بهم".

وأضاف: "إذا تأكدت هذه التصريحات، فإنها تثير صدمة وهي مخجلة بالنسبة للرئيس الأمريكي". كما أشار إلى أن الحديث لا يدور عن لغة مبتذلة بل عن تشجيع للعنصرية ورهاب الأجانب.

فلسطينيا

رأى المحلل السياسي اكرم عطالله لوكالة معا ان تصريحات ترامب تدل على انه مستجد على السياسة ورغم ان هناك رؤساء لامريكا جاؤوا من خارج السياسة لكنهم لم يتخبطوا مثل ترامب، الذي يعاني من مشكلة "سيكولوجية".

واضاف عطالله :"لا يليق برئيس دولة امريكا ان يكون ارعن ومختل".

واكد عطالله ان قرار ترامب بشان القدس جاء ليثبت ثقته على اتخاذ القرار حيث انه لم يستطع ان ينجح في الملف النووي وفيما يتعلق بكوريا وهو ما ادى الى اهتزاز ثقته بنفسه فقرر الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل".

فيما رأت حركة فتح على لسان منير الجاغوب، رئيس المكتب الاعلامي مفوضية التعبئة والتنظيم ان ترامب يغرد خارج سرب المجتمع الدولي! ونحن الفلسطينيون شعبٌ تحت الاحتلال ولا نملك أدنى مقومات القوة لا اقتصادياً ولا عسكرياً، ولكننا قلّصنا حضوركم دوليا وعزلناكم وقزمناز دوركم! والقادم هو تدويل الصراع وتصعيد المقاومة الشعبية المدنية والوحدة الوطنية الفلسطينية.

واضاف الجاغوب "فمَنْ يفرضُ العقوباتِ على مَنْ يا سيادة الرئيس ".

وحول تصريحه الاخير قال إن ترامب يتصرف بعنجهية الرجل الأبيض العنصري الذي ينظر باحتقار مشين إلى غالبية شعوب الأرض".

وتابع الجاغوب :" ان رئيس الولايات المتحدة يوسّع دائرة اعدائه لتشمل شعوباً وأمماً ساهمت ببناء أمريكا.. إنها نفس العقلية البائسة التي وضعته في جانب الإحتلال الإسرائيلي لوطننا وجعلته أباً روحياً للإستيطان وحليفاً للقوى الإسرائيلية الأكثر فاشيةً ودمويةً وعنصرية".

واكد إن مصلحة الشعب الأمريكي تقتضي عزل هذا الرجل الجاهل وإنهاء هذا الفصل المأساوي من تاريخه والذي يدفع بأمريكا لتصبح الدولة المارقة الأولى في العالم.

بدوره قال ناهض شبات القيادي في جبهة النضال الفلسطيني، بانها تصريحات تدلل على عنصرية وفاشية ترامب وعقليته ازاء هذه الدول ومهاجريها .

واضاف شبات هذه التصريحات التي صدرت من زعيم لدولة عظمى ناتجة عن تخبط في السياسة الامريكية والادارة الجديدة من مستشارية العنصريين، وهي معيبة ومخجلة".

وبخصوص نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس قال " لقد اخطأت امريكا في حسابتها عندما وقع ترامب على مرسوم نقل السفارة الى القدس وتحدى كل المسلمين والعالم اجمع ونسي ان القدس هي العاصمة الابدية لشعبنا الفلسطينى ولا يوجد امن ولا استقرار في العالم بدون القدس، وان هذا القرار تنصل من كل القرارات التي صدرت عن الامم المتحده التي تنص على ان القدس مدينة محتلة وان هذا القرار سيشعل المنطقة والعالم ومصالح الولايات المتحده الامريكية باتت في خطر".

افريقيا

وقالت إبا كالوندو المتحدثة باسم رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فقي "هذا ليس جارحاً فحسب، باعتقادي، للشعوب ذات الاصول الأفريقية في الولايات المتحدة، وإنما بالتأكيد للمواطنين الأفارقة كذلك".

واضافت ان الامر مفاجىء جدا لان الولايات المتحدة تبقى مثالا ايجابيا جدا للطريقة التي يمكن ان تنبثق فيها أمة من الهجرة"، واصفة ما نقل عن ترامب بانه "تصريح يثير غضبا كبيرا ويتنافى تماما مع السلوكيات والممارسات المقبولة.

وفي جنوب افريقيا، اعتبر حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم ان تصريحات ترامب "مهينة للغاية"، فيما وصفها اتني ويك اتني المتحدث باسم رئيس جنوب السودان الذي يشهد حربا منذ كانون الاول/ديسمبر 2013 بانها "مشينة".

سفير واشنطن في بنما يستقيل

وقدّم سفير الولايات المتحدة الى بنما - جون دي بيلي استقالته اليوم الجمعة، إحتجاجا على تصريحات ترامب المهينة تجاه عدة دول.

وأبرق السفير الأمريكي الى وزارة الخارجية الأمريكية برسالة استقالة كتب فيها "لم يعد بمستطاعي أن أعمل تحت إدارة ترامب"، مضيفا "كضابط صغير كنت قد تعهدت بأن أخدم الرئيس وحكومته بولاء واخلاص، حتى لو لم أكن أتفق مع بعض السياسات... ولكنني تربيّت على أنه اذا لم يكن بمستطاعي القيام بمهمتي هذه فعليّ الاستقالة، وها قد حان الوقت لذلك".

تقرير: زهير سليمان "الشاعر"