احد قادة الجهاد الاسلامي : الخميني اعطى القضية الفلسطينية بعدها الاسلامي
نشر بتاريخ: 03/06/2005 ( آخر تحديث: 03/06/2005 الساعة: 15:31 )
اعتبر احد مؤسسي "حركه الجهاد الاسلامي في فلسطين" ابوعماد الرفاعي ان من اهم نفحات وابداعات الامام الخميني قدس الله سره انه اعطى القضية الفلسطينية بعدها الاسلامي ونقلها من بعدها الوطني والقومي الى البعد الاشمل والاعم.
وقال ممثل الحركه في لبنان في حوار اجرته معه وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء في اطار برنامج الطاولة المستديرة الذي تنظمه في مكتبها في بيروت اليوم الجمعة: مما لا شك فيه ان مواقف الامام الخميني (رض) ارخت بظلالها ليس على الشعب الفلسطيني فحسب بل على المنطقة العربية والاسلامية باسرها وخصوصا على الشعب الفلسطيني .
واضاف جاء ذلك عبر عاملين اثنين اولهما من خلال قيادته للثورة وفكره وشعاراته وقدرته وتأثيره على علماء الدين وافراد الشعب والثاني من خلال شخصية الامام الذي تمكن من توجيه وتصويب واعاده القضية الفلسطينية الى بعدها الاسلامي.
واشار الى ان الامام الخميني قدس الله سره اكد من خلال الشعار والممارسة ان الظلم والاستكبار مهما كانت قوته وجبروته وامكاناته فان الشعوب عندما تاخذ دورها تستطيع ان تغير هذا الواقع وتغير مجريات الاحداث.
وقال: عندما اخذت القضية الفلسطينية بعدها الاسلامي من خلال مفهوم ورؤية الامام جعلت الشعب الفلسطيني ينظر بثقة اكثر وبآمال اكبر لمستقبل هذه القضية ولأهمية الدور الاسلامي العالمي في اعطاء دفع اضافي جديد لها، وأدخل فيها العامل الاسلامي بقوة خلال انتفاضة العام .۱۹۸۷
واكد ان الحركة الاسلامية في فلسطين المحتلة بدأت تاخذ دورها في ظل انتصار الثورة الاسلامية في ايران وعلى رأسها حركة الجهاد الاسلامي وذلك من خلال رؤية الامام للمفهوم الشمولي الذي طرحه للقضية الفلسطينية وابعادها على المستويين الاسلامي والعالمي.
وردا على سؤال قال الرفاعي: ان الشعب الفلسطيني باكمله في الداخل والخارج تاثر بالثورة الاسلامية وبالمفاهيم والافكار التي طرحها الامام الخميني، فالشعب الفلسطيني اليوم يعيش البعد الاسلامي ولم يعد يراهن علي اي بعد وطني او قومي.
اضاف: ان الشعب الفلسطيني بات اليوم مقتنعا اكثر مناي وقت مضى بالشعارات التي طرحها الامام الخميني بان "اسرائيل" غدة سرطانية يجب ان تزول من الوجود وبات على يقين انه لا يمكن التفاهم او اقامة التسويات معها معتبرا ان كل التسويات والاتفاقيات التي وقعت مع العدو كانت في خدمة مصالحة وتحقيق اطماعه التوسعية على حساب القضية الفلسطينية، وان هذه الاتفاقيات لم تحقق للشعب الفلسطيني اية مكاسب، بل على العكس تماما فاتفاق اوسلو مثلا جزا القضية الفلسطينية واحدث خلافا داخل البيت الفلسطيني.
ولفت الى التصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون خلال زيارته الاخيرة لواشنطن بان " لا عودة للاجئين ، ولا عودة الى خط الرابع من حزيران وان القدس عاصمة ابدية لاسرائيل" متسائلا عن معنى التفاوض في ظل هذه العناوين التي تدلل على ان لا آفاق لعملية التسوية، وتؤكد نظرية الامام الخميني في ان "اسرائيل غدة سرطانية يجب ان تزول من الوجود".
واكد الرفاعي ان الشعب الفلسطيني ومجمل الشعوب العربية والاسلامية باتت على قناعة تامة بصوابية ما طرحه الامام الخميني (رض) في انه لا يمكن التعايش مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب باي شكل من الاشكال.
وراى ان الشعارات والافكار التي طرحها الامام الخميني للتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة لا تزال تتفاعل بين مختلف الشعوب العربية والاسلامية حتى اليوم. معتبرا ان اعلان "يوم القدس العالمي" اثار اهتمام الشعوب العربية والاسلامية وجعلها تلتف من جديد حول القضية الفلسطينية وحول القدس الشريف.
وردا على سؤال اوضح ابوعماد الرفاعي ان الامام الخميني لم يات باسلام جديد وانما اعاد البعد الاسلامي للصراع مع الكيان الصهيوني معتبرا ان هذا الصراع بدء منذ ظهورالاسلام في شبه الجزيرة العربية، وان سورة الاسراء في القرآن الكريم حددت طبيعة هذا الصراع وهويته.
وقال: ان الامام الخميني اعاد الامل للشعب الفلسطيني بعدما حاول البعض ان يضع هذا الشعب في توجهات سياسية وعقائدية وفكرية بعيدة عنالدين ومتناقضة مع الفكر الاسلامي وعقيدته .
واشار الى ان الامام الخميني كان موفقا جدا في توصيفه للكيان الصهيونية بانه "غدةسرطانية" ليؤكد ضرورة ازالة هذا الكيان وليس التعايش معه والا فان هذه الغدة ستتوسع وتنتشر لتهدد كل المنطقة العربية والاسلامية، منبها بذلك الى ان خطورة هذا الكيان تتعدى المساحة الجغرافية لفلسطين.
واكد الرفاعي ان فكر الامام الخميني وثقافته ونظرياته تعم الان ارجاء الشعب الفلسطيني، بحيث بات عامة الشعب يدرك موقف الامام وقال: اليوم الكبير والصغير يتحدث في خطاباته السياسية بشعارات الامام التي تحولت الى مدرسة تنطلق منها مفاهيم تعبر عن مكنون ومخزون كبير من الثقافة والفكر والادبيات التي يعجز عنها كثير من المؤلفات .
وراى ان شعار "اسرائيل غدة سرطانية يجب ان تزول" اصبح جزءا من ثقافة الشعوب العربية والاسلامية وخاصه الشعب الفلسطيني، لافتا الى ان هذه الثقافة لم تكن موجودة اصلا في العالم العربي والاسلامي حتى لدى الحركات الاسلامية، وموءكدا ان هذا الشعار كان له اثر كبير في استنهاض الامة وتفاعلها مع القضية الفلسطينية.
واكد الرفاعي ان محاولة اثارة النعرات الطائفية والمذهبية لم تنجح في منع التواصل بين الشعب الفلسطيني والثورة الاسلامية في ايران، لان الامام الخميني لم ينطلق من منطلق مذهبي وانما من خلفية اسلامية عامة.
واشار الى ان الثورة الاسلامية واجهت بعيد انتصارها حمله تحريض ذات طابع مذهبي في محاولة لمحاصرة ثقافتها داخل ايران ومنع انتشارها، ومنعها من الوصول الي مواجهة المشروع الصهيوني بشكل مباشر، مؤكدا ان الحملات المذهبية والطائفية والشعارات المناوئة التي تعرضت لها ايران لم تكن في مصلحة المسلمين او قضاياهم وانما كانت تخدم المشروع الصهيوني الاميركي في المنطقة.
وقال انا اعتقد انه ليس في المحيط العربي والاسلامي من يقف الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، على المستوى الرسمي كالجمهورية الاسلامية في ايران، لافتا الى ان القضية الفلسطينية في السياسة الايرانية مقدمة على الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان لما لها من قدسية لدى الشعب الايراني.
واكد ان الشعب الفلسطيني ينظر بعين الرضا والتقدير والاحترام للشعب الايراني الذي لا يزال يقف مع حكومته الى جانبه رغم كل الضغوط التي تمارس عليه من قوى الاستكبار العالمي وعلى راسه الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني.
وختم ممثل حركه الجهاد الاسلامي في لبنان قائلا: اننا في الذكرى السادسه عشرة لرحيل الامام الخميني (رض) نقول اننا نفتقد الان الى هذا الامام والى شخصيته ووعيه وفكره ونباهته وفطانته.
هذا ويعتبر "ابو عماد الرفاعي" هو احد قياديي ومؤ سسي حركه الجهاد الاسلامي في فلسطين، من مواليد مخيم الرشيدية في جنوب لبنان عام ۱۹40 ويحمل اجازة في العلوم الاسلامية من الجامعة الاسلامية في بيروت.