الخليل -معا- نظمت مجموعة خليل الرحمن الكشفية يوم الجمعة الثاني عشر من يناير لعام 2018 رحلة كشفية شتوية لاستكشاف قرية بتير والمخرور جنوب غرب القدس بقيادة قائد المجموعة نعمان سلهب .
وانطلقت الحافلات من أمام عرين المجموعة بالخليل في تمام الساعة الثامنة والربع صباحاً حيث أقلت المشاركين إلى بلدة بتير وفي منطقة النبع " عين بتير " بالتحديد ومن هناك انطلق المسير للمسار الثقافي التاريخي والبيئي والمجتمعي التنموي مروراً بجداول الماء و البركة الرومانية والبساتين الزراعية التقليدية ، متأملين الطبيعة الخلابة والابنية القديمة، وصولا إلى سكة حديد القدس - يافا التي بنتها الخلافة العثمانية في أوائل القرن العشرين .
وتضمنت الرحلة أيضاً وقبيل ذكرى يوم الشجرة نشاطاً وطنياً وبيئياً مجتمعياً تمثل في زراعة حوالي سبعين شجرة في مكان مخطط جدار الفصل العنصري وذلك بالتنسيق مع اهالي القرية، تناولوا طعام الفطور بثم حضر الجميع صلاة الجمعة في مسجد القرية ، وبعدها انطلقت المجموعة في مسار جديد من وسط البلدة بنشاط وحيوية سيرا على الأقدام فاجتازوا " وادي المخرور " وساروا مع تعرجات المسارات الملتفة في بطون الجبال وجلسوا لفترات في أحضان الطبيعة تناولوا فيها ما حملوا من طعام وشراب ومسليات ولعبوا سوياً وقد بدا عليهم السرور الغامر لما شاهدوه من جمال الطبيعة واستنشقوه من هواء نقي، ليصل بهم المطاف إلى أطراف مدينة بيت جالآ.
بتير هي إحدى قرى جنوب غرب القدس، وظلت حتى عام 1948 تابعة لها حتى جثم الاحتلال فوق أرضها وحالت تقسيماته دون بقائها في حضنها، ولهذه القرية حكاية صمود وحفاظ على المعالم التاريخية والأثرية .
وشارك في هذه الرحلة سبعون مشاركاً كان منهم مساعد قائد المجموعة القائد حازم الهشلمون و كل من القادة إياد ابو سنينة و عمر ابو سنينة و روحي الشرباتي وعاطف الرازم وحسن الكركي ومحمد النتشة وسيف الإسلام قفيشة وامين السر القائد نعيم ابو شخيدم , و الاشبال والكشافة والجوالة من منتسبي المجموعة، اضافة إلى قائد عشيرة جوالة نشامى الخليل القائد أيمن سياج مسؤول خدمة وتنمية المجتمع في مفوضية الخليل والقائد محمد المحتسب والقائد الكشفي البولندي الضيف كاميل جاسينكسكي.
من جهته أكد قائد المجموعة القائد نعمان سلهب أن هذه الرحلة تأتي في فصل الشتاء لجميع منتسبي المجموعة بعد انتهاء الامتحانات المدرسية والجامعية، وقبيل يوم الشجرة، فشمل برنامجها تنوعاً في الانشطة المختلفة كشفية واجتماعية وبيئية ودينية و وطنية ، تضمنت مغامرة ممتعة في تسلق الجبال والسير في الوديان واستكشاف لمناطق من فلسطين المحتلة والاستمتاع بما تحويه من طبيعة خلابة وتاريخ عريق واثار لعصور مضت ونضالات اصحاب أرض تشبثوا بها وحرصوا على عدم ضياعها ..
وفي هذا السياق قدم "سلهب" ونيابة عن جميع منتسبي المجموعة شكره لرئيس جمعية الاحسان الخيرية لرعاية وتأهيل المعاقين الدكتور سميح دويك واعضاء الهيئة الادارية على دورهم المميز في انجاح هذه الرحلة ، مؤكدا على متانة العلاقات التي تنسجها المجموعة مع هذه الجمعية الرائدة في العمل الانساني و المؤسسات الرسمية و المجتمعية والانسانية والدينية المختلفة ، وما تقدمه من مساندة لها متى احتاجتها، مؤكدا ان شعار المجموعة كن مستعدا للخدمة العامة هو ما اوصلها لتكون موضع ثقة واحترام لدى هذه المؤسسات، وان هذا النشاط والذي تضمن غرساً للاشجار في بتير ما هو الا على طريق التشبيك واستمراراً لنسج علاقات طيبة تتخطى حدود المحافظة.
وقال الشبل صهيب السرابطة أحد المشاركين في هذه الرحلة بأنها كانت جميلة وخاصة برفقة القادة والأصدقاء من المجموعة ومشاهدة المناظر الطبيعية الرائعة والقطار الجميل شاكراً الجميع على التعاون المتبادل و خاصة القادة الذين لم يتوانوا للحظة في مساعدة الأشبال ، هذا وأضاف أيضاً بأنه استمتع كثيراً في زراعة الأشجار وما عززه ذلك من تعاون بين الجميع.
وتحدث المهندس حسن معمر أحد الناشطين في بتير حول تاريخ القرية و ما تحمله من اثار رمانية وكنعانية وما تحتويه من ينابيع ، وكيفية صمودها في وجه المحتل و وقوفها ضد قرار بناء جدار الفصل الذي كان سيقتطع مساحة كبيرة من اراضيها الزراعية الخصبة، وحالت نضالات القرية محلياً ودولياً دون بناءه، شاكراً مجموعة خليل الرحمن الكشفية على تلبيتها لطلب زراعة الاشجار وتنفيذ هذا النشاط ضمن برنامجها المعدّ للرحلة .
كما وتحدث الكشاف المتقدم قتيبة الجنيدي قائلاً: " كعادتها لم تترك مجموعتي مجالاً للضغط النفسي وخاصة بعد الإمتحانات المدرسية والجامعية لتعلن قيادة المجموعة عن رحلة كشفية شتوية لا مثيل لها ليجدد الكشاف طاقته ويلتقي بأصدقائه بعد انقطاع فقرة الامتحانات، شاكراً كل من ساهم في انجاح هذه الرحلة وعلى رأسهم قيادة المجموعة .
وقام بتصوير هذه الرحلة القائد اياد ابو سنينة ، وساعده عدد من القادة والمنتسبين.