نشر بتاريخ: 17/01/2018 ( آخر تحديث: 18/01/2018 الساعة: 08:32 )
شارك
غزة - تقرير معا - دق الفقراء في قطاع غزة ناقوس الجوع بعد أن تم ابلاغهم بوقف المساعدات الغذائية التي كانوا يتلقونها أسبوعيا بقيمة 90 شيكل "25 دولارا" للكبون... لن يستطيع 85 ألف فرد بعد اليوم توفير غذاء أطفالهم فمعظم هذه العائلات تفتقد لأدنى مقومات الحياة وتعتمد على المعونات الغذائية. "لا تدعونا نجوع" وغيرها من الشعارات التي رفعها المتظاهرون أمام مقر المفوض السامي في مدينة غزة لعل قرع طناجرهم الخاوية تلقى أذانا صاغية لدى صانعي القرار في المؤسسات الدولية. "الطنجرة فاضية والدار فاضية والعيشة فاضية" هذا هو حال المواطنة سمر غبن التي تفاجأت بعدم توفر "الكبون" من البقالة التي اعتادت أن تصرفها وتقول غبن أن أطفالها السبعة اعتادوا على اكل البيض واللبن وهو ما لا تستطيع توفيره في ظل البطالة التي يعاني منها زوجها. لن تستطيع سمر توفير متطلبات أطفالها وتعقد أمالا كبيرة على إعادة صرف المساعدات الغذائية وتراجع عن قرار التقليصات، وتضيف" فش أكل لأولادنا وكل يوم بطلبوا مني أجيب بيض وحليب ولبن". في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر الماضي أبلغت العائلات برسائل وصلت الى هواتفهم النقالة بأنه سيتم إيقاف برنامج المساعدات الغذائية التي كانوا يتلقونها بسبب نقص التمويل. اما حال المواطن وائل غبن لا يختلف كثيرا فهو واحد من عمال اسرائيل الذين أغلقت الأبواب في وجوههم بعد ان منعت اسرائيل العمال من العمل لديها مطلع العام 2000 وبات يعتمد على القسائم الشرائية أيضا. ويقول غبن ان الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة باتت لا تحتمل، مؤكدا انه غير قادر على توفير قوت أطفاله اليومية فهو بلا عمل، يقول" اسرائيل سكرت واليوم نستعين بالمساعدات الغذائية حتى نعيش ولا يوجد لدينا مصدر للرزق إلا هذه المساعدات التي كنا نحيا بها". وتشكل هذه المساعدات الغذائية لهؤلاء الفقراء ضرورة حياتية أسبوعية لا يمكن الاستغناء عنها وذلك في ظل التدهور الحاصل في الظروف المعيشية في قطاع غزة. وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يبذل أقصى الجهود مع المانحين لتجنب الأسر المتضررة جراء تعليق المساعدات مزيد من المعاناة والمصاعب الحياتية، مشددا انه يستمر في بذل جهود حثيثة مع المانحين من أجل تأمين التمويل اللازم لإطعام كل طفل وامرأة ورجل بحاجة للغذاء في غزة. وتعهد برنامج الغذائي العالمي باستئناف المساعدات فور توفر التمويل المطلوب من المانحين، مبينا انه اضطر لتعليق المساعدات الغذائية بواسطة القسائم الشرائية الالكترونية في القطاع بسبب النقص في مصادر التمويل. توقف هذا البرنامج ينذر بارتفاع معدلات سوء التغذية التي يعاني منها 47% من سكان قطاع غزة بحسب البنك الدولي، كما أن توقف هذا البرنامج الخدماتي الذي يعتبر الثالث بعد الأونروا والشؤون الاجتماعية. المحلل الاقتصادي سمير ابو مدللة حذر من خطورة توقف البرنامج الذي يساعد 85 الف فرد من المواطنين في قطاع غزة منهم 8 آلاف أسرة يستلموا بشكل أسبوعي لمدة أربع مرات من البقالة قسائم غذائية، وجزء اخر من الشؤون الاجتماعية وحوالي خمسة آلاف يتسلمون مساعدات من الجمعيات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة البالغة 35 جميعة. وقال ابو مدللة" توقف هذا البرنامج يزيد من معدلات الفقر والعوز وسوء التغذية في قطاع غزة وبالتالي ستتدخل هذه الأسر في حالة عوز شديد للمعونات الغذائية".