مجدلاني يؤكد الموقف الفلسطيني بعدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية
نشر بتاريخ: 17/01/2018 ( آخر تحديث: 17/01/2018 الساعة: 20:29 )
البيرة - معا - أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. احمد مجدلاني، اليوم الأربعاء، على الموقف الواضح والصريح بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية، مشيراً إلى أنه ورغم الثورات العربية التي حصلت كانت فلسطين حاضرة في ووعي ووجدان الشعوب العربية.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها مركز التخطيط الفلسطيني وجمعية الاخوة الفلسطينية التونسية في قاعة منظمة التحرير الفلسطينية في البيرة، بعنوان "الثورات العربية إلى أين؟"، وذلك في الذكرى السابعة للثورة التونسية، بحضور اعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح، ومثقفين وأدباء، والسفير التونسي الحبيب بن فرح، وسفير مصر عصام عاشور، ونائب السفير الروسي انطون شامكوف.
وأضاف د. مجدلاني أن الثورة التونسية التي احدثت تطورا في المجتمع التونسي نحو الحرية والتغيير السياسي، وكانت شرارة الانطلاق نحو التغيير، لا يمكن مقارنتها بالثورات الأخرى، فلكل ثورة تجربتها الخاصة.
وتابع د. مجدلاني "غياب الديمقراطية ومصادرة الحريات وغياب العدالة الاجتماعية كانت الدوافع نحو ثورة الياسمين، فمثلت تونس نموذجاً للتغيير السلمي الديمقراطي، بالمقابل نرى نماذج اخرى من الثورات تمثلت بالتدخل العسكري الاجبني، مما يجعلنا نرى اليوم أمام حالة من وبروز المحاور على الساحة العربية."
وثمن د. مجدلاني المشاركة الفعالة والحيوية للمرأة التونسية في قيادة الثورة، وتحقيق مكاسبها.
من جانبه، تحدث السفير التونسي الحبيب بن فرح عن التجربة التونسية بأبعادها المختلفة، مؤكداً أن لتونس تجربتها الخاصة، فالثورة التي قامت للتغيير والإطاحة بالحكم لم تكن معدة للتصدير الخارجي، بل كانت ثورة تونسية خالصة عملت من أجل تغيير الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف السفير بن فرح: أسست الثورة في تونس لنظام سياسي جديد، وأطلقت الحريات العامة والإعلامية، والحراك السياسي والمجتمعي نحو نقلة نوعية وحياة جديدة من مكاسبها الحرية الفردية،حرية التظاهر،ونهج التوافق الوطني الذي اصبح نموذجاً، كما أنها اسست المحكمة الدستورية والتعددية الديمقراطية.
وأكد الحبيب على ترسيخ ثورة تونس لمفهوم الدولة والمواطنة في ظل تحديات كبيرة، مشيراً إلى أن التحولات بطيئة وأن الانتقال الديمقراطي بحاجة لوقت لترسيخ دعائمه، مؤكدا حرص تونس رئيسا وحكومة وشعبا على البقاء بالمحافظة على ثوابتها ودعمها لدولة فلسطين ولمؤسساتها الشرعية وستبقى فلسطين القضية المركزية، وستبقى منتصرة لقضية فلسطين واحترام قرارها الوطني المستقل، مقدما شكره للرئيس محمود عباس ود. مجدلاني على الرعاية والاهتمام بعقد هذه الندوة ولشعب فلسطين الاصيل.
من جانبه، قال السفير المصري عاشور إن هذه الندوة تتناول اهم الموضوعات المطروحة على الساحة العربية ولكل تجربة مزايا، حسب وضع كل دولة، فثورة مصر لها تجربة تختلف عن تجربة تونس وليبيا وسوريا، وأن حرف أي ثورة عن مسارها الطبيعي سوف يأتي بنتائج عكسية.
وتابع عاشور إن الحفاظ على مؤسسات الدولة وبيتها، وفي مصر كان ايضا الجيش المصري السد المنيع، فالدولة اليوم تنتهج سياسة التوازن مع كل الاطراف، والأساس هو الحفاظ على الدولة وعدم الانزلاق نحو الفوضى.
وأشار السفير المصري إلى أن جمهورية مصر تحرص على لعب دور رئيس في دعم القضية الفلسطينية، وتقوية الوضع الداخلي عبر المصالحة الوطنية ليكون موقفاً فلسطينياً موحداً.
أمام نائب السفير الروسي شامكوف فقد أكد أن حل كافة القضايا يأتي عبر الحوار ودون استخدام القوة، والثورة التونسية كانت نموذج للانتقال السلمي للسلطة والديمقراطية.
وأشار إلى أن روسيا ترى بإعلان ترامب قتل حل الدولتين، وأن روسيا تدعو إلى الحل العادل للقضية الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس، وأن المبعوث الروسي لعملية السلام سيزور فلسطين هذه الايام.
كما اشاد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بوقوف الشعوب العربية الي جانب شعب فلسطين، وتطرق الي الثورات العربية وأثرها علي القضية الفلسطينية.
وكان قد افتتحت الندوة بكلمة جمعية الاخوة الفلسطينية التونسية ألقاها أمينها العام رأفت العجرمي، مرحبا المشاركين والضيوف، مؤكدا على عمق العلاقات بين البلدين.
وتطرق العجرمي لثورة تونس التي شكلت نموذجا في الوطن العربي، وتحدث عن دوافع وتبعات الثورات العربية وأثرها، شاكرا تونس حكوما وشعبا على جهودها لخدمة الجمعية، كما أشاد بجهود رئيس الجمعية حاتم الشوا.
والقت الشاعرة التونسية كوثر الزين قصيدة شعرية عن الثورة التونسية.