المطران حنا: المسيحيون ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة
نشر بتاريخ: 18/01/2018 ( آخر تحديث: 18/01/2018 الساعة: 11:29 )
القدس- معا- قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم الخميس، إن الحضور المسيحي في فلسطين الارض المقدسة انما هو حضور له تاريخ عريق لم ينقطع منذ اكثر من الفي عام.
وأضاف المطران" المسيحية في فلسطين ليست بضاعة مستوردة من الغرب، والسيد المسيح لم يولد في اي عاصمة غربية كما ان المسيحية في بلادنا ليست بضاعة مستوردة من اي مكان في هذا العالم، كما ان المسيحيين الباقين في هذه الارض المقدسة هم ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة او غيرها من الحملات الاستعمارية التي مرت ببلادنا بل هم امتداد تاريخي للحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة وللجماعة المسيحية الاولى التي قطنت في هذه الديار".
وأشار" اننا كمسيحيين فلسطينيين نرفض تجاهل البعد المسيحي لمدينة القدس لان في هذا تطاولا وتزويرا وتشويها لتاريخ مدينتنا التي تعتبر قبلة المسيحيين الاولى والوحيدة وحاضنة اهم مقدساتهم. المسيحيون الفلسطينيون في مدينة القدس يفتخرون بانتماءهم لهذه المدينة المقدسة وهم فلسطينيون ومكون اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني وهم اصيلون في انتماءهم لهذه الارض وتشبثهم بهويتها وتاريخها وتراثها ، المسيحيون الفلسطينيون ينتمون الى الكنيسة الاولى التي شيدت في هذه الارض المقدسة وانطلقت رسالتها من فلسطين كما انهم يفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله المشروع من اجل الحرية والانعتاق من الاحتلال".
وبين" القدس مدينة ايماننا وهي بالنسبة الينا ارض تباركت وتقدست بحضور السيد المسيح حيث مشى في طريق آلامها واقتبل الالام والصليب والموت فوق جلجلتها واحتضن تراب القدس جسده الطاهر الى ان قام منتصرا على الموت في اليوم الثالث فانبلج نور القيامة من القبر المقدس لكي يبدد ظلمات هذا العالم. ادعو الكنائس المسيحية في عالمنا ان تدافع عن القدس وان تبرز اهميتها في الايمان والتاريخ والتراث والعقيدة المسيحية، كما وادعو كنائسنا في سائر ارجاء العالم ان يدافعوا عن مدينة القدس باعتبارها عاصمة لفلسطين، وان يرفضوا كافة الاجراءات الاحتلالية والقرارات الامريكية الجائرة المتعلقة بمدينة القدس. اقول للكنائس المسيحية في عالمنا بأن دفاعكم عن القدس وتصديكم للمشروع الاستعماري الذي يستهدف مدينتنا انما هو دفاع عن عقيدتكم وعن ايمانكم وتراثكم، انه دفاع عن الكنيسة الام وعن اقدس مدينة في العالم تحتضن اهم مقدساتنا كما انها قبلتنا الاولى والوحيدة في هذا العالم".
وأوضح" في وثيقة الكايروس الفلسطينية تحدثنا عن الدولة المدنية وقلنا بأننا نتمنى بأن تكون فلسطين دولة مدنية ديمقراطية لا يتحدثون فيها بلغة الاقلية او الاكثرية بل بلغة المواطن الفلسطيني بغض النظر عن انتماءه الديني او المذهبي. القدس لابنائها المسيحيين والمسلمين وهي عاصمة فلسطين ارض الميلاد والقيامة والقداسة والشهداء. ادعو الكنائس المسيحية في هذا المشرق العربي ان يكون لها دور بارز في الدفاع عن القدس جنبا الى جنب مع المرجعيات الدينية الاسلامية وذلك في اجواء من التسامح والانفتاح والحوار والمودة والتعاون بعيدا عن لغة الاقصاء والتكفير والتهميش والغاء وجود الاخر".
وجاءت كلمات المطران عطا الله حنا هذه صباح اليوم لدى مشاركته في ندوة بعنوان "الحضور المسيحي في فلسطين"، وقد اقيمت في جامعة القاهرة حيث خاطب المشاركين في هذه الندوة عبر وسيلة الفيديو كونفرنس من القدس.