بعد قرار وقف الدعم.. هذا ما تقدمه الاونروا للاجئين
نشر بتاريخ: 22/01/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
بيت لحم-معا- أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، "الأونروا" أن تخفيضات الولايات المتحدة للمعونة الإنسانية ستعمل على تدمير حياة حوالي خمسة ملايين لاجئ، وأكدت المنظمة، أن التخفيضات التمويلية الكبيرة من قبل الولايات المتحدة "سيكون لها أثر كبير على الحياة اليومية للملايين من لاجئي فلسطين".
وطالبت المنظمة بالبدء في حملة جمع تبرعات من أجل اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدة أنه "في ساعة الأزمة هذه، فإن الأونروا مصممة على مواصلة تقديم الدعم الحيوي للاجئي فلسطين".
وكانت الخارجية الاميركية قد أعلنت أنه سيتم تجميد حوالي نصف المساعدات التي تقدمها واشنطن لوكالة الأونروا، حيث ستدفع "شريحة أولى" بقيمة 60 مليون دولار، من أصل 125 مليون دولار من المساهمات الطوعية لهذه الوكالة للعام 2018، وهو القرار الذي جاء بعد حالة الرفض العربية والفلسطينية لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، بوصفها عاصمة لإسرائيل.
وانتقدت الحكومات العربية والغربية القرار الاميركي بتخفيض مساعدتها إلى الأونروا وطالبت الولايات المتحدة بالعدول عنه.
مصادر تمويل الأونروا
بشكل عام تعتمد المنظمة الدولية على الدعم المادي من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومات الإقليمية.
وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة فإن هذه المصادر الثلاثة مجتمعة تمثل أكثر من 92% من المساهمات المالية للوكالة، بينما تنقسم باقي النسبة ما بين تبرعات الأفراد والشراكات التي تقوم بها الأونروا مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، ومنظمات المجتمع المدني المحلية.
وكانت الولايات المتحدة الاميركية أكبر جهة مانحة في عام 2013، بمبلغ تجاوز الـ 130 مليون دولار، وجاء في المرتبة الثانية الاتحاد الأوروبي الذي منح المنظمة أكثر من 106 مليون دولار، وهما مجتمعين منحا المنظمة قرابة الـ45% من قيمة الدعم.
وتعاني الوكالة حاليا من نقص في التمويل. وأعلنت في بداية عام 2014 أن العجز المالي لها بلغ 65 مليون دولار.
وأكدت الأونروا على أن التمويل بشكل عام لا يجاري الحاجات المتزايدة للاجئين والإقبال على الخدمات، ما أدى إلى تآكل "مقلق" في نوعية الخدمات التي تقدمها للاجئين، وكانت الوكالة في عام 2015 على وشك إغلاق كافة مدارسها بسبب المشكلات المالية التي عانت منها. وحملت المنظمة عجزاً يقدر بعشرات الملايين من الدولارات العام الماضي.
كيف ظهرت فكرة الأونروا
تختص الأونروا في مساعدة اللاجئين الفلسطينين وحدهم، ولم تكن هي أول فكرة لمساعدتهم، وإنما ورثت الفكرة من منظمات دولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعصبة جمعيات الصليب الأحمر ولجنة خدمات الصداقة الاميركية التي بدأت في تقديم المساعدات لهم في أعقاب حرب 1948 بين الجيوش العربية وإسرائيل.
وفي تشرين ثاني 1948 أسست الأمم المتحدة منظمة تسمى "هيئة الأمم المتحدة لإغاثة لاجئي فلسطين" بهدف تقديم المعونة للاجئي فلسطين وتنسيق الخدمات التي تقدمها لهم المنظمات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى.
وفي 8 كانون أول 1949 وبموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 تأسست وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، كوكالة مؤقتة تابعة للأمم المتحدة، وفي 1 أيار 1950، بدأت الأونروا عملياتها الميدانية، ويتم تجديد ولاية الأونروا بشكل متكرر من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة "إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لقضية لاجئي فلسطين".
تعريف اللاجئ الفلسطيني
تعرف الأونروا اللاجئ بأنه "الشخص الذي كانت فلسطين مكان إقامته الطبيعي خلال الفترة ما بين 1 حزيران 1946 وحتى 15 أيار 1948 وفقد منزله ومورد رزقه نتيجة الصراع الذي دار عام 1948".
وورثت الوكالة في أيار 1951، قائمة تضم 950,000 شخص من الوكالات التي كانت تسبقها، وقامت الوكالة بتنقية القائمة لتصل بعد الأشهر الأربعة الأولى من عملياتها، إلى 860,000 شخص، واستبعدت قرابة الـ 90 ألف شخص.
وتقول المنظمة إن عدد اللاجئين المسجلين وذريتهم اليوم يصل إلى قرابة خمسة ملايين شخص.
أماكن عمل الوكالة الدولية
تعمل الوكالة الدولية في الداخل الفلسطيني وخارجه، وفي الداخل تعمل في قطاع غزة والضفة الغربية، وتقول الوكالة على موقعها الرسمي أنها تقدم العون لسكان 8 مخيمات للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، بإجمالي أكثر من 1,7 مليون شخص، وتشير إلى أنها كذلك تقدم الخدمات لسكان 19 مخيما مقاما في الضفة الغربية.
أما في خارج الأراضي الفلسطينية فتدعم الوكالة أكثر من 0.57 مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في تسعة مخيمات رسمية وثلاثة غير رسمية في الأراضي السورية، وفي لبنان يعيش أكثر من 483 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأونروا ويقيمون في 12 مخيم، وفي الأردن يعيش أكثر من 2.1 مليون لاجئ يقيمون في 10 مخيمات.
خطر حقيقي وضرر شديد
وفي تعليقها على القرار الاميركي أعتبرت حركة "فتح" الفلسطينية أن "الإجراء الاميركي بطبيعة الحال يقوض عمل "الأونروا" ويلحق بها وبلاجئي فلسطين ضررا شديدا وسينجم عنه مخاطر حقيقية".
وأكدت في بيان لها على "أن طريقة الابتزاز والضغط التي تتبعها الإدارة الاميركية مع الأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق ببرامج لا تروق لإسرائيل والقوى اليمينية المتطرفة، هو أمر نؤمن أنه مرفوض من حيث المبدأ من قبل المجتمع الدولي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة".
وأشارت الحركة إلى أن "المطلوب أساسا للاجئي فلسطين هو إحقاق حقوقهم التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة خاصة القرار 194، وهو ما عجز المجتمع الدولي عن القيام به حتى الآن بكل أسف لأسباب عديدة منها المواقف الأمريكية، وأن تأتي الآن مواقف لحجب حتى المساعدة عن لاجئي فلسطين، لهو أمر بغيض وسيئ للغاية".