الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران حنا: الكنيسة مكان للمحبة والاخوة والتلاقي

نشر بتاريخ: 25/01/2018 ( آخر تحديث: 25/01/2018 الساعة: 12:08 )
المطران حنا: الكنيسة مكان للمحبة والاخوة والتلاقي
‌القدس- معا- قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم، إن الكنيسة هي مكان للمحبة والاخوة والتلاقي ولا مكان في الكنيسة للبغضاء والتطرف والعنصرية.
وأضاف المطران حنا" كنيستنا هي كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية فعند منتصف هذه الليلة عندما صلينا في القبر المقدس شارك معنا اخوة في الايمان من مختلف الكنائس فأقيمت الصلاة باليونانية والعربية والروسية والرومانية والصربية كما وباللغة الانجليزية، تعددت الانتماءات القومية واللغات ولكننا جسد واحد وايمان واحد وعائلة واحدة ونتناول معا وسويا من الكأس المقدسة الواحدة".
وبين" نرفض هذه النزعة العنصرية التي يتحدث بها البعض لانها تتناقض ورسالة الكنيسة ومبادئها وتاريخها وتراثها، نرفض اولئك الذين يدعون ان الارثوذكسية هي حكر لهم وليست لسواهم كما نرفض من يتحدثون بلغة التطرف الاثني والقومي في كنيستنا. المسيحيون الفلسطينيون ابناء هذه الارض المقدسة ينتمون الى الكنيسة الاولى وهم يفتخرون بجذورهم العميقة في تربة هذه الارض كما انهم يفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني المناضل والمكافح من اجل الحرية".
وأكد المطران" لا يحق لاي جهة ان تفرض علينا القومية التي نريدها فانتماءنا هو انتماء واضع المعالم ولا توجد عندنا ازمة هوية كما يظن البعض فالازمة موجودة عند بعض اولئك الذين يفكرون بهذه الطريقة المغلوطة. ويحق للارثوذكسي الروسي او اليوناني او غيرهم أن يفتخروا بإنتمائهم لاوطانهم هكذا نحن ايضا نفتخر بانتماءنا لفلسطين الارض المقدسة التي فيها ولد السيد المسيح ومنها انطلقت رسالته الى مشارق الارض ومغاربها".
وأشار" في كنيستنا الارثوذكسية لا يوجد هذا المفهوم الخاطىء، فالمؤمن ايا كانت قوميته او لغته او لون بشرته هو ابن لهذه العائلة الكبيرة التي تسمى الكنيسة الارثوذكسية. ان هنالك الكثير من الانقسامات التي حدثت في تاريخ الكنيسة والتي كان سببها التطرف الاثني والنظرة الاستعلائية تجاه من ينتمون الى ثقافات وقوميات اخرى".
وأوضح" افتخر بانتمائي للكنيسة الاولى ولا يحق لاحد ان يحرمني من ان اعبر عن انتمائي لهذا المشرق العربي ولقلبه النابض فلسطين الارض المقدسة. نحترم كافة الشعوب وكافة الكنائس والخلفيات الثقافية الموجودة في عالمنا ولا نعادي احدا بسبب انتماءه القومي او خلفيته الثقافية ولكننا نرفض رفضا قاطعا ان يأتي الينا من يريدنا ان نتخلى عن هويتنا الوطنية، يمكنك ان تكون مسيحيا ملتزما بإيمانك وانتماءك لكنيستك وان تكون في نفس الوقت محبا لوطنك وعاملا من اجل الخير والمحبة والسلام في البقعة الجغرافية التي تسكن فيها".
وأوضح" نريد سلاما مبنيا على العدالة وعلى عودة الحقوق السليبة لاصحابها والكنيسة مطالبة في عالمنا بأن يكون لها صوت نبوي قوي وفاعل في الدفاع عن حقوق الانسان ونصرة المظلومين وخاصة في هذه الارض المقدسة. المسيحيون في بلادنا اصبحوا قلة في عددهم ولكنهم ليسوا اقلية وهم ينتمون لكنيستهم ويسعون دوما من اجل خدمة شعبهم وتكريس ثقافة المحبة والاخوة والتلاقي بين كافة مكونات شعبنا بعيدا عن لغة التطرف والكراهية والعنصرية التي نرفضها ونستنكرها ونشجبها جملة وتفصيلا".
جاءت كلمات المطران هذه صباح اليوم لدى لقائه وفدا من ابناء الابرشية الارثوذكسية التابعة للبطريركية المسكونية في امريكا الشمالية وذلك في كنيسة القيامة.