بعضهم التقى باقاربه عبر الحدود :المئات من فاقدي الهوية يعتصمون قبالة التشريعي بغزة للمطالبة بحل قضيتهم
نشر بتاريخ: 03/02/2008 ( آخر تحديث: 03/02/2008 الساعة: 15:52 )
غزة - معا - وقف المئات من فاقدى الهوية اليوم الأحد امام المجلس التشريعي للاعتصام الاسبوعي الـ "36" على التوالي، بالعراء دون مكان يحتموا به من أجواء الشتاء في ظل وجود مسنين وذوي احتياجات خاصة وكذلك من اصطحب أطفاله معه مطالبين بحق الحصول على الهوية.
وقال رجائى ابو دقة منسق عام اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق المواطنة فى حديث خاص لـ "معا":"يجب التعامل مع قضيتنا بشكل جدي ولن نتنازل في الحق بالحصول على الهوية مهما كانت اتفاقيات المعابر لأننا لابد من ان نصلي بالقدس ويتطلب الامر الهوية وكذلك السفر للضفة الغربية والمرور من معبر الكرامة".
وتساءل ابو دقة لماذا يتم النظر لقضية أكياس الاسمنت والبضائع التي تدخل وتخرج وقضية البشر لا؟؟ ووصف ابو دقة الشوؤن المدنية بساعي البريد وقال:" ان ربط موضوعنا بالاسرائيليين جريمة كبرى والشؤون المدنية في غزة هي ساعي بريد فقط لاتعلم اي شيء عن قضيتنا".
اعتصام بالعراء:
---------------
وحول إقامة الاعتصام بدون خيمة قال لنا زكريا الكفارنة مسئول في اللجنة" أن ما تقوم به من اعتصام هو جهد شخصي وللأسبوع الـ 36 على التوالي، وقد استنفذت جميع طاقاتنا المالية وقد أرهقتنا كأشخاص فغالبيتنا نأتي من رفح وخان يونس وبيت حانون وجباليا الى الاعتصام ولم نرى جهات تدعم بشكل جدى موقفنا الا القليل وتساندنا بكافة الأشكال والخيمة ليست القضية فنحن من إيمان بقضيتنا، نعتصم رغم اجواء الشتاء والمصاعب وتجمعنا هو عزاءنا في قضيتنا التي لن نيأس وسنناضل للحصول على حقنا بالحصول على الهوية".
فتح الحدود فرحة لم تكتمل:
----------------------------
الحاجة أم سلامة الفرا جلست على قارعة الطريق تنتظر الفرج بسماع اي جديد عن القضية فهي ليس لها احد في غزة كما قالت بعد موت زوجها، وتتمنى رؤية أبنائها في السعودية قبل وفاتها، ولم تذهب للعريش خشية اعتقالها لانها لا تملك اي أوراق ثبوتية في حال إغلاق الحدود.
أما الشاب ماجد قديح فقد عبر عن أحساسة بالحرية عند الذهاب للعريش بعد فتح الحدود ورؤية أخته بعد 10 سنوات ولكن شعور الحزن تملكه من جديد لأنه لايملك وسيلة الحرية والانطلاق وهي الهوية، ففتح الحدود اعتبرها فرحة لم تكتمل كما عبر عنا بهذا التشبيه.
ولم يقف الحال على الفلسطينيين فكذلك أم يوسف هي مصرية الجنسية ولم ترى أهلها منذ 14 عاما لم تستطع الذهاب لان السلطات المصرية أبلغتها بأنها إذا دخلت مصر لن تعود إلى فلسطين حيث تسكن مع زوجها وأبنائها وستفقد حق الحصول على الهوية .
وناشدت اللجنة الرئيس أبو مازن بعد اول اجتماع لها بعد فتح الحدود للتدخل شخصيا بالموضوع وحله بشكل سريع، وجددت دعوتها للجهات المختصة بإتباع الشفافية ومبدأ الاقدمية للموافقة على طلبات جمع الشمل مع الاهتمام بقوائم أبناء الشهداء والمرضى والنساء الأجنبيات.
جذور المشكلة:
---------------
يذكر أنه منذ انشاء السلطة وعودة آلالاف من الفلسطينيين الي الاراضي الفلسطينية بموافقة اسرائيل، وزيارة الاف اخرين للضفة الغربية وقطاع غزة بتصاريح زيارة من قبل اسرائيل بدأت ظاهرة البدون بالتشكل في ظل مخالفة الزائرين تصريح الزيارة الاسرائيلي وبقائهم علي ارض الوطن.
ومع مرور السنوات بات هؤلاء المواطنون بحاجة لبطاقة شخصية تثبت هويتهم الا ان تلك البطاقة تمنحها سلطات الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين الامر الذي حولهم الى فئة "البدون".
ومع رفض سلطات الاحتلال اصدار لم شمل للمواطنين الفلسطينيين القادمين من خارج فلسطين للانضمام الى ذويهم، بات هؤلاء من المطاردين من قبل قوات الاحتلال ولا يستطيعون التنقل بحرية، خصوصا وان سلطات الاحتلال كانت ترحل كل من تلقي القبض عليه منهم كونه لا يحمل رقما في الكمبـــيوتر الاسرائيلي بحجة انه جاء الى الاراضي الفلسطينية بتصريح زيارة وليس مواطنا فلسطينيا.
ويبدو ان مأساة "البدون" تعاظمت مع الزواج وإنجاب الاطفال حيث بات أطفالهم في سجن كبير بالأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة الذي ترفض سلطات الاحتلال منح اي مواطن بداخله لم شمل كما تزداد الحالة المأساوية للآلاف من فاقدي الهوية بشكل يومي خاصة وإنهم لا يملكون أوراقا ثبوتية تؤهلهم للعمل او التنقل والعلاج في خارج فلسطين، وحتى وجود صعوبة بالعمل بالداخل ويبقى ملف القضية مفتوح حتى ننتظر أرض الواقع يتحدث بعيدا عن التصريحات الإعلامية.