الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شاهد- ألم في وداع الطفل الشهيد أبو نعيم

نشر بتاريخ: 31/01/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
شاهد- ألم في وداع الطفل الشهيد أبو نعيم
رام الله- معا- شيع أهالي قرية المغير شمال شرق رام الله اليوم الاربعاء، جثمان الشهيد الطفل ليث هيثم أبو نعيم (16 عاما) إلى مثواه الأخير في مقبرة القرية.
وأعدم جندي إسرائيلي الطفل ابو نعيم، حين أطلق عليه رصاصة واحدة من مسافة مترين، وأصابه مباشرة في عينه، لتخترق الرصاصة رأسه.
ولم يكنف الجنود بإصابة الطفل، بل تركوه ينزف لأكثر من نصف ساعة.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى رام الله الحكومي بجنازة عسكرية، حيث تقدمت موسيقات الأمن الوطني التشييع، وحمل أفراد من الأمن الوطني الجثمان الطاهر الملفوف بالعلم الفلسطيني.
وشاركت بالجنازة محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي وقائد منطقة رام الله والبيرة العميد سليمان قنديل وعدد من ممثلي الأجهزة الأمنية والكوادر التنظيمية.

وسار المشيعون في مسيرة من المستشفى وصولا إلى مدينة البيرة، حيث وضع الجثمان في سيارة اسعاف وسار الآلاف خلفه وصولا إلى قرية المغير، والتي تبعد عن رام الله قرابة 30 كم.
وعم الإضراب التجاري مدينتي رام الله والبيرة، وقرى ترمسعيا وابو فلاح والمغير، حدادا على روح الشهيد الطفل.
ووصل جثمان الشهيد الطفل الى منزل جده حيث يقطن برفقة جده وجدته بعد وفاة والدته منذ كان طفلا في الثالثة.
ولدى وصول الجثمان إلى المنزل لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، عم الحزن والالم والبكاء عائلة الشهيد، لا سيما جدته المكلومة، التي كانت بمثابة كل شيء له بعد وفاة والده، فبكت بحرقة في وداع شهيدها الطفل.
وقالت المحافظ غنام "إن الإحتلال يمعن باستهداف أطفالنا دون أن يحرك العالم ومؤسسات حقوق الإنسان ساكنا، مشيرة أن استهداف أبنائنا بدم بارد ضرب متعمد لكافة المواثيق الدولية وعربدة احتلالية هدفها تركيع شعبنا الصامد على أرضه، لافتة أننا لن نستنكر أو نشجب فالفعل الإحتلالي أكبر من كافة الكلمات، مؤكدة أن نكبات شعبنا ونكساته المتتالية هي رد فعل لحالة الصمت العالمي المريب أمام استهداف شعبنا الأعزل إلا من الإرادة، معتبرة هذا الصمت ضوءا أخضرا للمحتل لمواصلة تصعيده وتنكيله بشعبنا واشتراك باستباحة الدم الفلسطيني، وطالبت المحافظ غنام بحماية دولية لأبناء شعبنا الأعزل الذي يتعرض لبطش الإحتلال ورصاصاته الغادرة دون رادع أو مانع".
وتساءلت غنام ما الذي ينتظره العالم لوقف هذا العدوان الإحتلالي على شعبنا الأعزل، لافتة أن الدنيا تقوم ولا تقعد عندما يقتل محتل اغتصب أرضنا، ولكننا لا نجد أي آذان صاغية عندما ننادي بمناصرة شعبنا والكف عن قتل أصحاب الحق دون رادع أو مانع، مطالبة بتدخل فوري لإنقاذ شعبنا من حمام الدم النازف الذي يعرضه له الإحتلال ومستوطنيه وتحديدا اأطفالنا الذين لا يطلبون أكثر من حياة كريمة بعيدا عن غطرسة الاحتلال وجبروته.
وفي سياق متصل وخلال مسير الجنازة المتوجهة لمسقط رأس الشهيد، استقبلت د. ليلى غنام في قسم الولادة بمجمع فلسطين الطبي طفلا لعائلة من ذات بلدة الشهيد أطلقوا على نجلهم اسم ليث تيمنا بالشهيد الطفل ليث ابو نعيم، حيث أكدت غنام أن هذا هو شعبنا الصامد نودع بليث بألم ولكننا نستقبل ليثا جديدا بأمل مشددة أن هذه الأجيال المتعاقبة ستسير على ذات الدرب الى أن تتحقق كامل حقوقنا الوطنية وعلى رأسها اقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
الخارجية: الصمت على اعدام الطفل أبو نعيم وصمة عار
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين جريمة الإعدام الميداني التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشهيد الطفل، مؤكدة أن هذه الجريمة تعكس ثقافة القتل الهمجية التي تنتشر بقوة في أوساط جيش الاحتلال وجنوده المنتشرين على امتداد الأرض الفلسطينية، مشيرة أنها تعتبر ترجمة ميدانية لقرارات وتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال التي تبيح وتسمح بقتل الفلسطينيين بدم بارد.
وحذرت الوزارة مجدداً من مغبة التعامل مع جرائم الاعدام الميداني بحق المواطنين الفلسطينيين العُزل كأرقام على جداول الإحصائيات يتم المرور عنها مرور الكرام، وكأنها أمور باتت روتينية واعتيادية مألوفة، لا يتم التوقف عندها أو الالتفات الى حجم المأساة والمعاناة التي تتكبدها العائلات الفلسطينية جراء فقدانها لفلذات أكبادها.

وحملت الوزارة حكومة الإحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، وتعتبرها امتدادا لما ترتكبه سلطات الاحتلال من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته ومقومات وجوده الوطني والإنساني في فلسطين.
ورأت أن الصمت الدولي على استشهاد الطفل "أبو نعيم" وغيره من الشهداء، يُشجع سلطات الاحتلال على التمادي في سرقة حياة الفلسطينيين دون حسيب أو رقيب.
وفي هذا السياق، دعت الوزارة المنظمات الحقوقية والإنسانية الى سرعة توثيق هذه الجريمة تمهيداً لرفعها الى المحاكم الوطنية والدولية المختصة وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبيها ومن يقف خلفهم من المسؤولين الإسرائيليين.