رام الله- معا- قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله "وسط كافة الصعاب لم ينقطع يوما عملنا الحكومي في التأسيس لدولتنا وتطوير مؤسساتها، بل انصب أكثر على المزيد من تثبيت المواطنين وتعزيز منعتهم وصمودهم. ويشكل تطوير الخدمة المدنية والإدارة العامة والارتقاء بقدرات الكوادر البشرية وصقل مهاراتهم القيادية والإدارية، إحدى حلقات هذا العمل. لهذا فإننا ننظر بكل الاهتمام للدور المحوري والطليعي الذي تقوم به "المدرسة الوطنية للإدارة"، كوجهة تدريبية وطنية، ونراهن على كبرى برامجها "إعداد القادة الفلسطينيين"، لنقل الأداء المؤسسي إلى درجة أعلى من المهنية والكفاءة الإدارية، ومن الشفافية والنزاهة".
جاء ذلك خلال كلمته في حفل تخريج الفوج الاول من برنامج اعداد القادة من المدرسة الوطنية للإدارة التابعة لديوان الموظفين العام، اليوم الاثنين برام الله، بحضور رئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، والقنصل الفرنسي العام السيد بيار كوشار، وممثل عن مكتب "كويكا" في فلسطين، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
واضاف الحمد الله: "رغم كافة الانتهاكات الاسرائيلية، وفي ظل الحصار السياسي والمالي الذي نواجهه، كانت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس ولا تزال تؤكد أننا لن نقايض على حقوقنا أو أرضنا أو مقدساتنا، وسنبقى متمسكين بحقنا التاريخي في العيش في رحابها وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس، وسنبقى كذلك متمسكين بالسلام العادل القائم على أساس حل الدولتين والشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة. وسنواصل العمل مع الدول الشقيقة والصديقة للتوصل إلى عملية سياسية عبر وساطة دولية متعددة ومتوازنة".
وتابع رئيس الوزراء: "إنه لمن دواعي سروري وارتياحي أن أشارككم هذا الاحتفال الذي ينطوي على الكثير من الدلالات الهامة بالنسبة للوظيفة العمومية، وفي جهود التنمية الإدارية، وكمحطة حيوية في استكمال بناء وتطوير مؤسساتنا الوطنية، لتكون مؤسسات دولة قوية فاعلة تستجيب لاحتياجات وتطلعات أبناء شعبنا، وتتصدى للتحديات الماثلة أمامنا".
واردف الحمد الله: "نيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس، أحيي خريجي الفوج الأول من برنامج إعداد القادة الذين يعتلون اليوم سلم القيادة والريادة، وأتمنى لهم المزيد من التقدم والانخراط الإيجابي في تطوير دولتنا. فالتغيير والتطور المنشود، يبدأ من كل مواطنة ومواطن، والتعليم والتدريب ومراكمة الخبرات طريقنا الوحيد نحو المستقبل الذي نطمح".
وأوضح رئيس الوزراء: "نلتقي اليوم وقضيتنا الوطنية تمر في مرحلة فارقة تشتد فيها التحديات والصعاب، فقد أعطى القرار الأمريكي بشأن القدس، إسرائيل الضوء الأخضر للإمعان في هجمتها الاستيطانية والاستمرار في مخططات التهجير وهدم البيوت والمنشآت في القدس ومحيطها وفي الأغوار الفلسطينية وجنوب الخليل وغيرها من المناطق المحتلة، والتي كان آخرها هدم مدرسة تجمع أبو النوار التي تم إعادة بنائها قبل ثلاثة أشهر فقط، هذا بالإضافة إلى قرار محكمة الاحتلال، هدم سبعة مبان في قرية سوسيا في تحد سافر لكافة المواثيق والقوانين الدولية ولاتفاقية جنيف الرابعة".
واوضح رئيس الوزراء: "لقد أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية منذ إعلان ترامب، عن استشهاد أربعة وعشرين فلسطينيا، منهم أربعة أطفال وسيدة وأسير استشهد نتيجة سياسة الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية. كما واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ كانون أول الماضي نحو ألف ومئتي فلسطيني، بينهم أكثر من ثلاثمائة طفل، وشهد الشهر الماضي وحده ستة وعشرين عملية هدم في الضفة الغربية".
وتابع الحمد الله: "لقد أوضحنا لدول العالم خلال الاجتماع الاستثنائي للجنة المانحين الدوليين الذي عقد أواخر الشهر الماضي في بروكسل، التبعات الخطيرة لإعلان ترامب ولقرار الإدارة الأمريكية تقليص المساعدات المخصصة للأونروا، وأطلعتهم على التحديات التي تعصف بمشروعنا الوطني، وقد أكدوا على جاهزية مؤسسات دولتنا وعلى قدرتها على رعاية وإدارة شؤون ومصالح المواطنين فيها. هذا هو الأساس للاصطفاف الدولي إلى جانب قضيتنا ولدعم أحقيتنا في إقامة دولتنا المستقلة. فقد أثبت شعبنا خلال السنوات الماضية التزامه الجاد ببناء دولته ووضع أسسها وتعظيم مواردها الذاتية وتطوير كوادرها البشرية".
واختتم رئيس الوزراء كلمته: "أشكر ديوان الموظفين العام ورئيسه الأخ موسى أبو زيد على جهودهم المضنية للاهتمام بالجهاز الإداري لدولتنا وتطويره وتأهيله، ليكون محركا أساسيا في التنمية الوطنية، وفي تعزيز صمود شعبنا. أحيي كذلك القائمين على المدرسة الوطنية ومدربيها وشركائنا في كوريا الجنوبية وفرنسا، وأتقدم من خريجي الفوج الأول لبرنامج إعداد القادة بالتهنئة".