نشر بتاريخ: 15/02/2018 ( آخر تحديث: 15/02/2018 الساعة: 12:36 )
رام الله- معا- استعد المتحف الفلسطيني لإطلاق معرضه القادم "غزْل العروق: عين جديدة على التطريز الفلسطيني" في 18 آذار ويستمر حتى 25 آب 2018.
جاء ذلك في سياق تاريخ حافل من البحوث والمعارض والفعاليات التي تناولت التطريز الفلسطيني، يأتي معرض "غزْل العروق" مغايرا، ومزامنا لنقاش عالمي في قضايا النساء، ليكشف اللثام عن التطريز الفلسطيني.
ويُسلّط الضوء على جوانبه المتعدّدة، ذات الصلة بمسائل النوع الاجتماعي، والعمل، والرموز، والتسليع، والطبقات الاجتماعية.
ويتتبع المعرض عبر هذه الجوانب التحولات التي شهدها تاريخ التطريز الفلسطيني، بدءا من زمن ارتباطه بذات المرأة الفلسطينية وتعبيره عنها، مرورًا بتحوله إلى رمز بصري ووطني للقضية والثورة، وصولًا إلى تداوله المعاصر كمنتج فنّي، وثقافي، واستهلاكي.
ويتناول المعرض تداعيات تسييس التطريز الفلسطيني وانتقاله إلى عالم الصور عبر اللوحات والملصقات، كما يُسائل طبيعة إنتاجه الراهن في كنف المجتمع المدني، ويقف عند نتائج تسليعه.
ويستند معرض "غزْل العروق"، والذي يأتي تحت إشراف القيّمة ريتشل ديدمان، على معرض "أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي"، الذي أقامه المتحف الفلسطيني في دار النمر للفن والثقافة في بيروت عام 2016.
وتتوج هذه الحُلّة الجديدة من المعرض سنوات من البحث والعمل الميداني، فترمي إلى مقاربة نقدية جديدة تتناول التطريز الفلسطيني ودلالاته التاريخية والمعاصرة.
ويكشف "غزْل العروق" عن تاريخ مادي لفلسطين، ويسرد، عبر وسيط حميمي هو الثياب، قصصًا قلّما رُوِيت. فيحكي ثوب مرقّع بقطع من أكياس طحين الأونروا قصة تضامن سيدة من رام الله مع لاجئة إثر النكبة. وتحمل "أثواب الانتفاضة" رسوم المطرزات التقليدية، والبنادق، والخرائط، والشعارات السياسية، وقد طرّزتها النساء احتجاجًا على الاحتلال أثناء الانتفاضة الأولى. وحين ارتدت النساء تلك الأثواب في خضم الانتفاضة، جعلن من أجسادهن سبل مقاومة سياسية حية ونشطة، في تحد ضمني للصورة الرائجة عن المرأة كحاملة تراث مجهولة الهوية.
ويلقي المعرض نظرة على تاريخ التطريز ومسار الموضة في فلسطين منذ العام 1921، إذ برزت أثواب أوروبية الطراز دمجت الموضة الأجنبية بالتفاصيل التقليدية الفلسطينية.
في بيروت، في سبعينيات القرن المنصرم، تستعرض نتاج جمعيات خيرية في المخيمات الفلسطينية. وتظهرُ في تلك الصور عارضات أزياء متأنقات في أثواب وردية اللون.
وعلى الرغم من أن الرجال لا يُعرفون بامتهان التطريز، فإن المعرض يقدّم مجموعة من الشهادات عن عمل الرجال في تلك الحرفة ويعرض قطعا طرّزها أسرى أثناء وجودهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي دمجها ما بين تعبيرات الاعتزاز الوطني ومشاعر الحب، تزعزع المطرزات التي أنتجها هؤلاء الأسرى المفاهيم التي تربط بين التطريز والنوع الاجتماعي (الجندر).
وفي قلب "غزْل العروق" غابة من ثمانين ثوبا وحُلي تاريخية من كافة مناطق فلسطين، وتُحاط المعروضات بصورٍ من الأرشيف، وملصقات، ولوحات، ومقطوعات موسيقية، وأفلام، تسلّط الضوء على الإرث الثقافي الفلسطيني المتعلق بالثياب والأزياء.
ويرافق المعرض برنامج عام من المحاضرات والفعاليات التي تهدف إلى تعميق المعرفة حول فكرة المعرض، وآخر تعليمي يتضمن أنشطة وجولات تفاعلية للأطفال وطلبة المدارس والجامعات استنادا إلى مصادر تعليميّة أنتجت خصيصًا للمعرض.
وينظّم المتحف في تموز المقبل حفل إطلاق كتالوج المعرض، تتويجا للجهد البحثي الذي رافق المعرض واستمر لمدة أربع سنوات، ليشمل، إضافة إلى المادة البحثية، مساهمات كتابية ومحتوى بصري غني من الصور الفنية والأرشيفية.
هذا ويتقدم المتحف الفلسطيني بجزيل الشكر لمقرضيه وداعميه لدورهم القيم في إثراء محتوى المعرض: دار الطفل العربي للتراث الفلسطيني، متحف جامعة بيرزيت، طراز – بيت وداد قعوار للثوب العربي، بنك فلسطين، مها أبو شوشة، تمام الأكحل، جورج الأعمى، عائلة عصام بدر، ملك الحسيني عبد الرحيم، إبراهيم وكريستا اللدعة، فيرا تماري، إنعاش المخيم الفلسطيني، إنعاش الأسرة، مشروع أرشيف ملصق فلسطين، جاليري زاوية، مجموعة من الأفراد الذين أعارونا قطعًا من أرشيفاتهم أو مجموعاتهم الشخصية.
ريتشل ديدمان قيّمة ومشرفة فنية مستقلة وكاتبة، تقيم في بيروت منذ عام 2013. تابعت دراستها في جامعتي أوكسفورد وهارفرد، واختصت في تاريخ الفن الإسلامي، والفن المعاصر في الشرق الأوسط. تكتب وتشرف على عدد من المعارض والمجموعات المترابطة وغير المترابطة.
وتتضمن أعمالها الأخيرة "Kindling مع Fotopub Festival" في سلوفينيا، و"مداد" مع دار النمر في بيروت، و"Halcyon مع Transart Triennial" في برلين، و"Unravelled" مع مركز بيروت للفن، بالإضافة إلى معرض "أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي".