شباب فلسطينيون يناقشون الورقة المرجعية لوثيقة الرؤية الوطنية الشبابية
نشر بتاريخ: 18/02/2018 ( آخر تحديث: 18/02/2018 الساعة: 20:47 )
البيرة - معا - ناقش أكثر من 70 شابًا وشابة مسودة الورقة المرجعية لوثيقة الرؤية الوطنية الشبابية التي أنتجتها مجموعة من الشباب ضمن برنامج "الشباب يريد" الذي ينفذه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) بالتعاون مع هيئة خدمات الأصدقاء الأميركية (الكويكرز).
وركز الحضور على أهمية تفعيل دور الشباب ودعمه وتعزيز مشاركته في الحياة السياسية وصنع القرار، وتلبية احتياجاته من توفير فرص العمل والحد من البطالة والفقر، وتحديد أولوياته في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدين أهمية التركيز على تقديم الحلول وعدم الاكتفاء بتشخيص المشاكل، وعلى بناء الإنسان وهويته وثقافته الوطنية، ومطالبين بضرورة التحرك على الأرض لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال لقاء حواري نظّمه مركز مسارات في مقريه في البيرة وغزة عبر تقنية "الفيديوكونفرنس"، ومع بيروت عبر "سكايب"، على مدار يومين. وتحدث في اليوم الأول كل من: سعد عبد الهادي، رئيس مجلس إدارة مركز مسارات، وهاني المصري، مدير عام المركز، وخليل شاهين، مدير البرامج، وصلاح عبد العاطي، مدير مكتب غزة، وسلطان ياسين، عضو مجلس الأمناء، ورازي نابلسي، منسق برنامج دراسة المشروع الصهيوني.
وأكد عبد الهادي أهمية دور الشباب في المجتمع، وفي مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية، وكذلك أهمية تبادل الآراء ما بين جيل الشباب والأجيال الأخرى، مؤملًا أن يساهم هذا اللقاء في تعزيز دور الشباب في الانتقال للمرحلة القادمة بسلام.
وتحدث المصري عن مضمون وثيقة الوحدة الوطنية وأهدافها، مشيرًا إلى أن الوحدة ضرورة وليست مجرد خيار من الخيارات، وأن تحقيقها ممكن رغم صعوبته، شرط توفر الرؤية والإرادة اللازمة. وأكد أن الوحدة ممكنة إذا اعتمدت مقاربة الرزمة الشاملة التي لا تكتفي بتمكين الحكومة، وإنما تتضمن أسس الشراكة، والبرنامج الوطني، وإعادة النظر في شكل السلطة ووظائفها والتزاماتها، وإعادة بناء مؤسسات المنظمة لتضم الجميع، والتوجه بعد ذلك للانتخابات.
وتطرق شاهين إلى منهجية إعداد الوثائق الإستراتيجية، والفرق بين الهدف والمتطلبات الإستراتيجية ووسائل وأدوات تحقيق الأهداف، داعيًا الشباب إلى صياغة وثيقتهم انطلاقًا من أين نقف الآن عبر تحليل السياقين الفلسطيني والإسرائيلي، وإلى أين نريد أن نصل عبر تحديد الأهداف الإستراتيجية، وكيف نصل إلى ما نريد من خلال تحديد متطلبات تحقيق الأهداف واعتماد الأدوات المناسبة لذلك.
وتناول عبد العاطي مراحل برنامج "الشباب يريد"، بدءًا بالإعلان عن البرنامج وتشكيل المجموعة الكبرى، ومن ثم عقد لقاءات ثلاثة حول القضايا الوطنية والتفكير الإستراتيجي والمشروع الصهيوني، ومن ثم تشكيل سكرتاريا للبرنامج مهمتها صياغة الورقة المرجعية للوثيقة.
أما نابلسي، فقد تحدث عن المراحل التي مرت بها الصهيونية، وأين تقف الآن، والعلاقة بين المشروع الصهيوني ودولة الاحتلال، إضافة إلى تطرقه إلى فلسطينيي الداخل والتحديات التي يواجهونها في ظل إجراءات الاحتلال العنصرية.
بدوره، قدم ياسين إضاءات منهجية على طريق تطوير وثيقة الرؤية الشبابية، وبين أن ما حصل منذ بدء البرنامج هو جهد مميز لولاه لما كانت بين أيدينا اليوم مسودة الوثيقة المرجعية للرؤية الشبابية، طارحًا مجموعة من القضايا على كل من الصعيد السياسي الوطني، والاجتماعي الثقافي، والاقتصادي.
يشار إلى أن برنامج "الشباب يريد" يهدف إلى إطلاق حوار بين الشباب الفلسطيني على اختلاف مناطق تواجده (الضفة الغربية، قطاع غزة، أراضي 1948، الشتات)، لتطوير رؤية شبابية فلسطينية تساهم في الإجابة عن الأسئلة، السياسية والوطنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الفلسطينية، ذات الصلة بحياة الفلسطينيين في الحاضر والمستقبل في ظل ما يواجهه المشروع الوطني الفلسطيني من أزمات وتحديات.
وفي اليوم الثاني، عرضت لجنة الصياغة مسودة الوثيقة المقترحة، إذ إنها تعتبر ركيزة وقاعدة أساسية ينطلق منها الشباب في توحيد قضاياهم الوطنية والمجتمعية مما يساهم في تنمية مهاراتهم ودمج احتياجاتهم بما يتماشى مع مطالب الفلسطينيين، كما تعد منحى مهمًا في صقل وبلورة أفكار الشباب الفلسطيني الواعد والمنسجم نحو هدف جامع، وفي إطار منظم للعمل السياسي الفلسطيني الذي يسهم في وضع الخطوط العريضة لتوحيد دور الشباب، واستنهاض هممهم، وتعزيز مشاركتهم، ودورهم في مواجهة التحديات الشبابية والوطنية.
وسعت مسودة الوثيقة أيضًا لتقييم أوضاع الفلسطينيين وشؤونهم على عدة مستويات، أهمها الوضع السياسي والشأن الوطني فيما يتعلق بالصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وإيجاد حلول للمعيقات والتحديات الداخلية التي يواجهها المشروع الوطني الفلسطيني والمتمثلة بالانقسام، وأزمة النظام السياسي والحركة الوطنية، وعلى رأسها المجلس الوطني، ومنظمة التحرير، ومؤسساتها، والفصائل بشكل عام، بالإضافة إلى تقييم الأوضاع الحياتية والمطلبية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتحديد الاحتياجات والأولويات الوطنية والشبابية كما يراها الشباب الفلسطيني، وإيجاد أفضل الطرق والآليات والمتطلبات لتحقيق الرؤية الوطنية الشبابية لتشكل فرصة لضمان مشاركة الشباب في رسم السياسات العامة ومواجهة التحديات الوطنية.
كما تناولت الأهداف الوطنية وأدوات تحقيقها على المستويات المختلفة، السياسية الوطنية، والاجتماعية الثقافية، والاقتصادية، والقانونية. ففي الجانب السياسي دعت إلى هزيمة وتفكيك المشروع الصهيوني، وتقرير مصير الشعب الفلسطيني، بما يشمل إقامة الدولة الفلسطينية، وعودة اللاجئين، وإعادة بناء المشروع الوطني، والاتفاق على برنامج سياسي موحد قائم على الاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة، إضافة إلى مواجهة تهويد القدس وأسرلتها. كما قيمت الأوضاع والتحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتحديد الاحتياجات والأولويات وفق ما يراها الشباب.
ودار حوار غني بين الشباب، إذ أكدوا على ضرورة تحديد الأولويات في المرحلة الحالية، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية واحتياجات الفلسطينيين في التجمعات المختلفة، وخاصة في قطاع غزة ومخيمات اللجوء، والعمل على إيجاد آليات ووسائل لتحقيق الأهداف الوطنية وتلبية احتيباجات الشباب.
وأشاروا إلى ضرورة تعزيز الهوية الوطنية، والحفاظ على الموروث الثقافي والوطني المقاوم، وإلى تعزيز دور الجاليات والتواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، إلى جانب العمل على توحيد النسيج الاجتماعي.
وركز الشباب على ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، والاتفاق على برنامج سياسي قائم على الشراكة بين مختلف مكونات الشغب الفلسطيني، والعمل على إعادة بناء منظمة التحرير لتضم الجميع.
وتبادل الشباب مجموعة من الآراء والتساؤلات فيما يتعلق بتغيير شكل السلطة، والتحرر من الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، لا سيما اتفاق أوسلو، واتفاقية باريس الاقتصادية، أو فيما يتعلق بشكل الدولة الفلسطينية، هل وفق حل الدولة أم حل الدولتين أم التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية من البحر إلى النهر.
ودعا بعض الحضور إلى إنشاء صندوق قومي اقتصادي لعدم الشباب وإقامة مشاريع تنموية، كما أكدوا أهمية مكافحة البطالة وتوفير فرص العمل، ورفع ميزانية الصحة والتعليم، والتحسين من أوضاعهما، فيما دعا البعض الآخر إلى إصدار قوانين تتيح للشباب الترشح والمشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية، والمجلس الوطني.