نشر بتاريخ: 21/02/2018 ( آخر تحديث: 22/02/2018 الساعة: 00:46 )
رام الله - معا - قال النائب قيس عبد الكريم "ابو ليلى" نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، في كلمة وجهها للفلسطينيين بمناسبة الذكرى الـ 49 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "ان شعبنا يواجه منعطفاً جديداً وتحدياً مصيرياً نتيجة الانحياز الكامل لواشنطن تحت إدارة ترامب إلى اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى بدأب إلى ضم الضفة الغربية وإقامة إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر".
وفيما يلي كلمة نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة الجبهة :
ايتها الرفيقات، أيها الرفاق
يا أبناء شعبنا الفلسطيني
اليوم نعبر إلى العام الجديد من عمر جبهتنا الديمقراطية الرائدة الذي يستكمل نصف قرن من مسيرتها المجيدة المعمدة بالدم الزكي لآلاف الشهداء والجرحى وتضحيات عشرات ألوف الأسرى والمناضلين. حقاً لقد كانت انطلاقة الجبهة فجراً جديداً في مسيرة الشعب والثورة. فهي التي بادرت لبلورة البرنامج الوطني المرحلي بركائزه الثلاث:حق الاستقلال لشعبنا في الضفة الفلسطينية، بما فيها القدس، وقطاع غزة، وحق العودة لشعبنا في الشتات واللاجئين عموماً، وحق المساواة القومية لشعبنا داخل حدود 48، ذلك البرنامج الذي فتح آفاق الاعتراف الدولي بحق شعبنا في تقرير المصير وبمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد له.
وهي التي شقت طريق المقاومة المسيسة الملتزمة بالمبادئ الإنسانية وضوابط القانون الدولي، وساهمت في إطلاق وقيادة الانتفاضة الشعبية الكبرى التي توجت بإعلان الاستقلال وانتفاضة الأقصى التي فرضت الإجماع الدولي على حق شعبنا في الاستقلال.
وهي التي كانت دوماً المدافع العنيد عن الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وصانت استقلالية القرار الوطني الفلسطيني بعيداً عن أي احتواء أو وصاية.
نحن نعبر إلى العام الخمسين من هذه المسيرة المباركة، وشعبنا يواجه منعطفاً جديداً وتحدياً مصيرياً نتيجة الانحياز الكامل لواشنطن تحت إدارة ترامب إلى اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى بدأب إلى ضم الضفة الغربية وإقامة إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر.
منذ عام 2011 بادرت الجبهة الديمقراطية إلى الدعوة لتبني إستراتيجية جديدة للعمل الوطني بديلة لمسار أوسلو العقيم. واليوم في ضوء التحديات الخطيرة الماثلة باتت هذه الدعوة موضع إجماع وطني عبرت عنه قرارات المجلس المركزي الفلسطيني في دورتيه الأخيرتين. ولقد آن الأوان لمغادرة سياسات التردد والتلكؤ الانتظارية التي تنتهجها قيادة السلطة والبدء فوراً في وضع هذه القرارات موضع التنفيذ.
من أجل توفير الشروط لعملية سياسية جديدة تقوم على الشرعية الدولية وتلبي حقوقنا الوطنية لا بد من أن يصبح الاحتلال مكلفاً لإسرائيل. وهذا يعني تصعيد المقاومة الشعبية لترتقي إلى مستوى الانتفاضة الشاملة والعصيان الوطني. هذا يعني ملاحقة إسرائيل على الصعيد الدولي بإحالة جرائمها إلى المحكمة الجنائية الدولية وحمل المجتمع الدولي على فرض العقوبات عليها وتعزيز مكانة دولة فلسطين بالانضمام إلى وكالات الأمم المتحدة كافة وتكثيف الجهد لنيل عضويتها الكاملة. وهذا يعني التحرر من قيود أوسلو والتزاماته المجحفة بسحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني والانفكاك من أغلال التبعية الاقتصادية التي يكرسها بروتوكول باريس.
كي تتمكن حركتنا الوطنية من حمل أعباء هذه المواجهة الشاملة نحن بحاجة إلى إنهاء الانقسام المخزي وتنفيذ اتفاقات المصالحة الوطنية بدءً بالتئام لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير وانتظام عملها وصولاً إلى انتخابات عامة تضمن التجديد الديمقراطي لجميع مؤسسات السلطة وم.ت.ف. وينبثق عنها مجلس وطني توحيدي جديد. ونحن بحاجة إلى سياسات تعزز اللحمة بين مكونات المجتمع باحترام حريات وحقوق المواطنين وتأمين المساواة التامة لهم نساء ورجالاً ومحاربة آفات الفقر والبطالة وضمان العمل والعلاج والعيش الكريم للجميع.
هذا هو طريق النصر. ونحن إذ ننحني بخشوع أمام أرواح الشهداء ونحيى باعتزاز أسود الحرية الرابضين خلف قضبان سجون الاحتلال نعاهد شعبنا أن يكون العام الخمسون من عمر جبهتنا عام مضاعفة الجهود من أجل تثبيت إقدام حركتنا الوطنية على هذا الطريق المجيد وصولاً إلى الحرية والاستقلال والعودة.
عاشت فلسطين حرة ديمقراطية والقدس عاصمتها الأبدية