المطران حنا: سنبقى في القدس دعاة حرية وسلام
نشر بتاريخ: 26/02/2018 ( آخر تحديث: 26/02/2018 الساعة: 11:44 )
القدس- معا- قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس إن مدينة القدس تتعرض لهجمة احتلالية غير مسبوقة وهي تهدف من خلال كل ممارساتها وسياساتها الى تهميش واضعاف البعد الفلسطيني للمدينة المقدسة، وتحويل الفلسطينيين الى ضيوف في مدينتهم.
وأضاف المطران حنا" ان السياسات الاحتلالية الغاشمة التي تستهدف مدينة القدس لم تتوقف منذ ان تم احتلال المدينة المقدسة، فهنالك استهداف للحضور الفلسطيني وللمقدسات والاوقاف والمؤسسات الاسلامية والمسيحية ، ولكننا نشهد في الاونة الاخيرة تسارعا في السياسات والممارسات التي تستهدف مدينة القدس. ان سلطات الاحتلال تستغل الواقع العربي المأساوي المحيط بنا كما انها تستغل الانحياز الغربي المتزايد لسياساتها وخاصة انحياز الادارة الامريكية التي اعلنت قبل عدة اشهر اعلانها المشؤوم حول مدينة القدس واليوم تقول بأنها تريد ان تنقل سفارتها للقدس".
وأكد المطران" ان المسيحية في بلادنا ليست بضاعة مستوردة من اي مكان في هذا العالم فالكنيسة انطلقت رسالتها من هنا وفي بلادنا تمت كافة الاحداث الخلاصية، هنا شيدت اول كنيسة مسيحية في العالم والحضور المسيحي لم ينقطع منذ اكثر من الفي عام بالرغم من كافة التقلبات والاوضاع السياسية التي عصفت بنا ولكن يبدو اننا اليوم نقف امام منعطف خطير وهو اما ان نكون او ان لا نكون. لقد بلغت ذروة الوقاحة والعنجهية عند السلطات الاحتلالية الى مستوى خطير جدا يهدد وجودنا وبقاءنا واستمرارية ثباتنا وصمودنا في هذه البقعة المقدسة من العالم. هنالك استهداف خطير للحضور المسيحي فاولئك الذين يسرقون اوقافنا وعقاراتنا هم ذاتهم الذين يفرضون ضرائبهم اليوم على الكنائس بهدف ابتزازها والضغط عليها، واولئك الذين يستهدفون الحضور المسيحي العريق في مدينة القدس هم ذاتهم الذين يستهدفون مقدساتنا واوقافنا الاسلامية".
وأشار الى" لن نستسلم للضغوطات والابتزازات الاسرائيلية ولن نقبل بالممارسات الاحتلالية العنصرية حيث يراد تهويد مدينة القدس بشكل كلي ويراد ايضا ان تختفي مؤسساتنا الوطنية في مدينة القدس. ان مدينة القدس تمر بواقع خطير وما يحدث اليوم في المدينة لا يمكن وصفه بالكلمات فهنالك تهديد وجودي يستهدف المسيحيين واذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فربما بعد سنوات قليلة سنشهد اختفاء للحضور المسيحي في هذه المدينة المقدسة."
القدس في خطر شديد وكلنا مستهدفون في هذه المدينة المقدسة ونتمنى ان تصل رسالتنا الى سائر ارجاء العالم .
وقال" الفلسطينيون لن يتخلوا عن عاصمتهم حاضنة اهم المقدسات الاسلامية والمسيحية. واقول باسم مسيحيي القدس وفلسطين بشكل عام بأننا باقون في وطننا ولن نستسلم لاولئك الذين يريدوننا ان نحزم امتعتنا وان نغادر وطننا. سنبقى في القدس دعاة عدل وحرية وسلام وسنبقى ندافع عن وجودنا وتاريخنا وتراثنا ومقدساتنا واوقافنا".
وجاءت كلمات المطران لدى لقائه اليوم لوفد كنسي من روسيا ورومانيا واليونان.