الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتظر العملية ليُفاجأ باعتقاله

نشر بتاريخ: 26/02/2018 ( آخر تحديث: 27/02/2018 الساعة: 13:15 )
انتظر العملية ليُفاجأ باعتقاله
رام الله- معا- في الوقت الذي كان محمد فضل التميمي (15 عاماً) وعائلته ينتظرون يوم الخامس من آذار المقبل، لإجراء عملية جراحية للأسير المحرر والمصاب محمد لترميم الجمجمة بعد أن فجرتها رصاصة قناص إسرائيلي بتاريخ 17 كانون الأول من العام الماضي، فوجئت العائلة باعتقال محمد وشقيقه تميم (17 عاماً).
فجر اليوم الاثنين، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قرية النبي صالح شمال غربي رام الله، واعتقلت 10 مواطنين بينهم 5 أطفال، ومنهم محمد المصاب وشقيقه تميم.
جيش الاحتلال اقتحم منزل العائلة، وأخبر رب الأسرة أنهم يريدون اعتقال محمد وتميم، وحاولت العائلة منع جيش الاحتلال من اعتقال الطفلين الاثنين، لا سيما محمد المصاب، والذي لا يزال يعاني من آثار الرصاصة التي هشمت جمجمته، مشيرين أنه لا يستطيع تحمل الاعتقاله، لكن أصر الجنود على اعتقاله.
محمد ينتظر إجراء عملية جراحية لترميم الجمجمة والتي حددت يوم الخامس من آذار القادم، وإعادة نصف الجمجمة المهشمة، حيث أنقذ الأطباء الطفل من موت محقق عقب إصابته برصاص الاحتلال في الرأس، وحدوث تضخم كبير في جمجمة الطفل الصغير، فاضطر الأطباء إلى إزالة جزء من الجمجمة، على أن يتم تحديد موعد لاحق لترممها.
إلى مركز تحقيق مستعمرة "بنيامين" اصطحب جنود الاحتلال الإسرائيلي المعتقلين من قرية النبي صالح، ومن ضمنهم المصاب محمد، صاحب الابتسامة الساحرة، رغم تهشم رأسه.
محمد التميمي أمضى ثلاثة أشهر في سجون الاحتلال في العام 2017، بتهمة المشاركة في إلقاء الحجاة على جيش الاحتلال، فخضع للتحقيق والتعذيب، قبل أن يفرج عنه لاحقاً، وبعد أشهر معدودات أصيب محمد، بعد أن كمن له جندي تحت جدار استنادي، فأطلق رصاصة على رأسه، أصابته في الوجه، فسقط عن الجدار منضرجاً بدمائه، ومعجزة إلهية فقط جعلته يبقى على قيد الحياة.
رصاصة معدنية مغلفة بالمطاط اخترقت رأس الطفل الصغير، واستقرت في رأسه، وجاورت الدماغ ما أدى الى الضغط على الشريان الرئيسي للدماغ، فأجرى الأطباء مجموعة من العمليات الجراحية الطويلة والمعقدة، والتب تكللت بإزالة الرصاصة إزالة الأورام التي حدثت في الدماغ والأذن والأنف والحنجرة، لكن الأطباء اضطروا لإزالة جزء من الجمجمة.
وجراء الإصابة فإن محمد فابت يعاني من ضعف في الرؤية، وتحديداً في الجهة اليسرى، ومن العصبية المفرطة وعدم التركيز جراء تضرر العديد من الأعصاب لديه، بعد الإصابة، كمان أن دماغ محمد محمية فقط بالجلد، بعد إزالة العظم، ما يعني وجود خطورة حقيقية على حياته.
تخشى عائلة التميمي كثيراً على ابنها محمد، والذي قد يرتقي شهيداً في سجون الاحتلال جراء تردي حالته الصحية، ووجود خطورة حقيقية على حياته، فالتحقيق والتعذيب قد يعني فقدانه الحياة.