شاشات تعرض في آذار المرأة "أفلام مخرجات شابات من غزة"
نشر بتاريخ: 03/03/2018 ( آخر تحديث: 11/03/2018 الساعة: 10:23 )
رام الله- معا- سيكون جمهور الضفة على موعد مساء كل سبت، في آذار الجاري، مع حكاية غزية ترويها مخرجات غزيات شابات، ضمن شهر "أفلام مخرجات شابات من غزة"، الذي سيعرض في مركز خليل السكاكيني في رام الله، من 6-8 مساءً، ويتبعها جلسة نقاش مع أساتذة متخصصين في علم الإنسان والفلسفة من جامعة بيرزيت، بالإضافة إلى عاملين في مجال السينما. فسيحكي 14 فيلماً قصيراً بلسان حال غزة من خلال عيون مخرجات شابات أُنتجت على مدى الخمس سنوات الماضية من خلال برامج التدريب والإنتاج لمؤسسة "شاشات سينما المرأة" والتي بدأت في غزة في 2011، بعد أن استمرت في الضفة الغربية منذ 2007، كما تم عرض البعض من هذه الأفلام في مهرجانات ومنتديات عربية ودولية.
منحت "شاشات"، الشابات الغزيات نافذة مهمة وغنية للتعبير عن أنفسهن وواقعهن بتنوعه وغناه وتعدديته من خلال الشاشة الفضية، فرأينا منهن: المصورة كما في "خارج الإطار" لرهام الغزالي، 2012، والرياضية كما في "أبيض وأسود" ل رنا مطر، 2012، والناشطة الشبابية كما في فيلم "دوت كوم" وأيضاً الشهيدة وأختها كما في فيلم "صيف حار جداً" ل أريج أبو عيد، 2016، الذي تم عرضه في المسابقات الرسمية لأهم مهرجانات الفيلم القصير عالمياً.
وحيث تواجه الغزيات كما كل الفلسطينيات، عنفاً مركباً، يضعها في مواجهة دائمة مع الاحتلال واعتداءاته على القطاع وحصاره له، وعنفاً مجتمعياً، يقمعها ويهمشها، ويمنعها حقها في حرية التعبير والحركة والاختيار، تم اختيار شهر آذار شهر المرأة، لعرض مجموعة من الأفلام التي تبحث في واقع المرأة الغزية، وما تواجهه من صراعات اجتماعية، في ظل خيارات محدودة، كما في فيلم "انفصال"، للمخرجة أريج أبو عيد، 2012، وأيضاً فيلم "منشر غسيلو" ل آلاء الدسوقي وأريج أبو عيد، 2013، الذي يستعرض قاموس التحرش اللفظي، كما تستعرض أفلاماً أخرى أيضاً التحديات النمطية التي تواجهها النساء هناك، وكيف يواجهن القوالب الجاهزة لهن في مجتمع لم يعتد على التعامل مع صيادة تلتحق بالبحر، كما في فيلم "مادلين"، 2011، أو مصورة فوتغرافية كما في "خارج الإطار" 2012، والاثنان ل رهام الغزالي.
واستعرضت الأفلام هواجس الغزيين ومخاوفهم، في سرد عميق كما في "كمكمة" ل إسلام عليان وأريج أبو عيد، 2011، و"دوت كوم"، ل فاطمة بني عودة، 2011. رغم ذلك لم تغفل الأفلام الجانب الإنساني في حياة الغزيين، كما في فيلم "أقدام صغيرة" ل إيناس عايش، 2012، وتشبه سكان القطاع بالغذاء اليومي الفلفل والسردين كما في "فلفل وسردين" ل آثار الجديلي وآلاء الدسوقي، 2011، وعلاقتهم المعقدة بالبحر في "شكله حلو..وبس!" ل رنا مطر، 2013، أو تاريخ غزة في "خطوة ونص" لإيناس عايش، 2011.
من حيث تعلو البطالة والكثافة السكانية الأعلى في العالم، تطل علينا هذه الأفلام لشابات غزيات لم تحجبها كثافة السكان ولا كثافة سحب الحروب السوداء المتتالية، فتروي لنا كيف يعيش ما يقارب ٢ مليون إنسان، في قطاعٍ يقف على شفير الهاوية، دُمرت بنيته التحتية بسبب الحروب الإسرائيلية المتتالية عليه، وتداعت انهياراً بسبب الحصار الخانق الذي أطبق عليه منذ ما يزيد عن 11 عاماً، فحرمت أهله من أهم مقومات الحياة كالكهرباء والمياه الصالحة للشرب والتواصل مع الأهل والأقرباء، بالإضافة إلى ما تبقى من الوطن.
فكيف يقضون وقتهم بدون كهرباء، وكيف يبنون برنامج عملهم اليومي، حسب جدول وصولها، كما في فيلم "قطعت" لآثار الجديلي، 2012، إذ تصف الجديلي، إشكالية عميقة لم تجد لها طريقا ًللحل على مدار السنوات الماضية، وكيف أثرت على مناحي الحياة المختلفة، تاركة القطاع يغرق في ظلمة العتمة، وظلمات من القهر والعجز والفقر.
إن عيناً على القطاع كافية بحصر عدد لا نهائي من الإشكاليات المعلقة والشائكة التي يعانيها سكان غزة، والتي تخاطب وجعهم اليومي، في محاولة لإسماع العالم، كما في فيلم "ضجة" للمخرجة آلاء الدسوقي من خان يونس، من إنتاج العام 2012، أي في الوقت الذي كان العالم العربي يحدث ضجة من خلال ثوراته التي انتفض فيها على الظلم وانعدام العدالة، غير أن "ضجة" غزة لم تكن مسموعة.
وتتم هذه العروض ضمن مشروع ثقافي مجتمعي لمدة ثلاث سنوات يحمل عنوان "يلّا نشوف فيلم!" الذي تديره مؤسسة "شاشات سينما المرأة"، بالشراكة مع جمعية "الخريجات الجامعيات غزة" ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة"، وبتمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين" وتمويل مساعد من مؤسسةCFD السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "شاشات سينما المرأة" مؤسسة أهلية فلسطينية غير حكومية وغير ربحية، تركز في عملها منذ تأسيسها عام 2005 على تنمية وتطوير قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب، إنطلاقاً من مركزية مشاركة المرأة في إنتاج ثقافة فلسطينية مبدعة ومعاصرة تضع مفاهيم من خلال منظور النوع الاجتماعي في عين الإعتبار لأهميتها في التنمية المستدامة. وتركز شاشات في كامل نشاطاتها على البعد المجتمعي والتنموي في عملها الثقافي.