وأكد الحمد الله التزام القيادة والحكومة بالمصالحة الوطنية، وتحقيق الوحدة، مشددا على أنه بناء على ذلك فقد تم ادراج 20 ألف موظف من موظفي حماس على موازنة العام 2018، وبأنه لم يتبق أي عقبة أمام إنجاز المصالحة الوطنية، مطالبا بتمكين الحكومة ماليا من خلال الجباية، والسيطرة الكاملة على المعابر، والتمكين الأمني للشرطة والدفاع المدني لفرض النظام العام وسيادة القانون، وتمكين السلطة القضائية من تسلم مهامها في القطاع، والسماح بعودة جميع الموظفين القدامى إلى عملهم.
وقال رئيس الوزراء: "في كل مشروع ننفذه على الأرض، وفي كل جبهات العمل حكومي التي تستهدف تحسين مقومات حياة أبناء شعبنا، إنما نكرس هوية أرضنا ونجسد حقنا في العيش برحابها واستغلال مواردها، ونبرز للعالم كله جاهزية وكفاءة مؤسساتنا الوطنية في رعاية مصالح مواطنيها".
وأضاف الحمد الله: "إننا نعتبر البلديات وهيئات ومجالس الحكم المحلي، الحلقة الأولى والأساس في تلمس احتياجات المواطنين وبلورة احتياجاتهم الآنية والمستقبلية وتنفيذ البرامج التنموية. فكل مدننا وقرانا وبلداتنا ومخيماتنا، وإن حوصرت بشح الموارد والتضييقات والقيود الاحتلالية، تثبت مرونة ومنعة في التصدي للصعاب والسير نحو التنمية، حيث تحولت مجالس الحكم فيها إلى مؤسسات فاعلة وشريكة في التنمية الوطنية والاقتصادية".
وتابع رئيس الوزراء: "إنه لمن دواعي اعتزازي وسعادتي أن التقي بكم في "عنبتا" هذه البلدة التي شهدت طفولتي وشبابي ونشأت في رحابها وبين أهلها الذين تشاركت معهم الكثير من الذكريات الطيبة. يسرني اليوم أن أجتمع بهذا الحشد المميز من أبنائها، ومع ممثلي مؤسساتها الأهلية والحكومية والخاصة، لاطلع على احتياجاتها وعلى سير العمل في المشاريع التنموية والتطويرية فيها. فاليوم نلتقي في بلدية "عنبتا"، إحدى البنى الأساسية والعصرية فيها، والتي عليها نعول في تطوير البلدة ومواكبة متطلبات أبناء شعبنا فيها، من خلال بناء الشراكات مع المجتمع المحلي، والقطاعين الحكومي والخاص واستثمار الموارد المالية والبشرية المتاحة. فشعبنا بكافة قطاعاته ومؤسساته، فاعل ومنخرط وجاد في تطوير ركائز وبنى دولتنا للوصول إلى مرحلة متقدمة من الانجاز والتقدم".
واردف الحمد الله: "أحييكم وأنقل لكم اعتزاز فخامة الرئيس محمود عباس بعنبتا وبباقي قرى وبلدات محافظة طولكرم وكل محافظات وطننا الرازح تحت الاحتلال، والتي تبرز كل يوم إرادة الحياة والتنمية والتطوير، في مواجهة التهجير ومصادرة الأرض والحياة، وكل أشكال الحصار والظلم والعنصرية التي يولدها هذا الاحتلال الظالم. عنبتا اليوم، بفضل جهود وتطلعات أبناء شعبنا فيها، كما بفضل تضامنهم وتكافلهم، قد تحولت إلى بلدة مزدهرة نظيفة تتوفر فيها سبل ومقومات الحياة الكريمة".
واستطرد رئيس الوزراء: "تفقدت قبل قليل سير العمل بمشروع تأهيل الشارع الرئيسي غرب عنبتا، وهو المدخل الشرقي لمدينة طولكرم، والذي يعد جزءا من منظومة عمل متكاملة لبناء وتأهيل الطرق والشوارع، وتحسين ظروف سفر وتنقل المواطنين، والارتقاء بالمواصفات التقنية والفنية للشوارع والطرق لضمان السلامة العامة والتخفيف من الأزمة المرورية، حيث عملنا في الأعوام الماضية، على تعبيد الطرق الداخلية لعنبتا، وإنارة الشارع الرئيسي فيها، وتأهيل الطريق الرابط (عنبتا كفر رمان)".
وأوضح الحمد الله إن نمر اليوم في مرحلة تاريخية فارقة وبالغة الخطورة، إذ تتوسع إسرائيل في استيطانها وفي نهبها الممنهج للأرض والموارد وفي تحديها السافر للقانون الدولي وللالتزامات الدولية والاتفاقيات الموقعة، وتستمر بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية الحالية، بتشريع القوانين الظالمة، وفي محاولات فرض الأمر الواقع الاحتلالي والاستيطاني على مدينة القدس واستهداف مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتهجير واقتلاع الوجود الفلسطيني منها.
واستدرك رئيس الوزراء: "إن إسرائيل بكل هذا، إنما تهدف إلى تكريس وشرعنة وإطالة احتلالها العسكري، وهو ما يتطلب تعزيز وحشد الاصطفاف الدولي إلى جانب قضيتنا الوطنية العادلة، في ذات الوقت الذي نعزز فيه من التفاف شعبنا حول مواقف فخامة الرئيس الصلبة والثابتة، ويتركز عملنا اليومي في الحكومة على دعم هذه المواقف بتجاوز الصعاب وتعظيم الموارد الوطنية وترشيد النفقات، وبسط القانون والنظام العام، والاستثمار بالمواطن الفلسطيني وتلبية احتياجاته وتنمية صموده".
وشكر بلدية عنبتا ورئيسها وأعضائها وكافة طواقمها على توفير وتطويع الإمكانيات لضمان بقاء وثبات المواطنين واستثمارهم في بيئتهم المحلية، ونترحم على رؤساء بلدية عنبتا السابقين، ونثمن جهود الرؤساء الحاليين، الذين تفانوا لخدمة عنبتا والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة فيها، واليوم نبني على إنجازاتهم وعملهم وتفانيهم.
واختتم الحمد الله كلمته بالتحية إلى شعبنا الصامد الأبي في كل مكان، مؤكدأ لهم على أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس او مازن، ماضية في موقفها الثابت والراسخ لإعمال حقوقنا التاريخية المشروعة، مهما عظمت الصعاب من حولها، ومهما تعاظمت الضغوط التي تمارس عليها، وستبقى أولويتها الأولى هي تعزيز صمود المواطن في أرضه واستنهاض عناصر قوته، ونتطلع بل ونعمل على تكريس المصالحة الوطنية التي بها فقط نعطي قضيتنا المزيد من القوة والزخم والتأثير.