غزة- معا - طالب صحفيون وإعلاميون ونشطاء التواصل الإعلامي ومدراء الصفحات الفلسطينية، اليوم الاثنين، بضرورة العمل على تكثيف المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي خاصةً الفيس بوك رداً على سياسة إغلاق الصفحات الفلسطينية على "الفيس بوك" بتحريض "إسرائيلي".
ودعا هؤلاء، خلال وقفة احتجاجية نظمتها لجنة دعم الصحفيين أمام مقر الأمم المتحدة بغزة، إدارة "الفيس بوك" باحترام حق كافة المستخدمين وعدم الانحياز لـ"إسرائيل" والعمل كأداة لديها لقمع الفلسطينيين.
وعدُوا، هذه الإجراءات سياسة تتبعها "إدارة الفيس بوك" بالتساوق مع "إسرائيل"، ولخدمة الاحتلال، منتهكةً حقوق الفلسطينيين، في مخالفة واضحة للقوانين الدولية.
خطوات قادمة
صالح المصري منسق لجنة دعم الصحفيين في قطاع غزة، أعرب عن أسفه، لما تتبعه إدارة الفيسبوك منذ أشهر وإغلاقها لعشرات الصفحات الفلسطينية الشخصية والتي تخص المواقع والمؤسسات الفلسطينية دون سبب واضح في أغلب الأحيان ودون تنبيه لهذه الصفحات كما هي القوانين المتبعة والمعروفة لدى إدارة الفيسبوك.
واعتبر المصري، هذه الاجراءات هي سياسية بامتياز، معرباً عن أسفه مجدداً أن تتحول هذه المنصة المهمة من منصة للوعي والتبادل المعرفي إلى منصة أمنية تتخذ إجراءات تخدم سياسات الاحتلال وتتنافى مع منظومة حقوق الإنسان العالمية.
وقال المصري:"من غير المعقول ملاحقة الضحية وترك الجلاد طليقاً، هناك العشرات بل المئات من المواقع "الإسرائيلية" التحريضية على الفيسبوك دون أن يتخذ بحقها أي إجراء، وهذا يدلل أن هناك سياسة الكيل بمكيالين ويؤكد أن ما تقوم به إدارة الفيسبوك يخالف كل القوانين والاعراف وتنتهك بشكل واضح نص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأكد المصري، أن استمرار إغلاق الصفحات الفلسطينية يؤُثر سلباً على حرية الرأي والتعبير، كما أنه يوثر سلباً على قيم التواصل الاجتماعي، لأنها باختصار تندرج في إطار كتم الأصوات وقمع الحريات العامة.
وطالب بتفعيل الصفحات الفلسطينية التي تم حذفها لما لها من أهمية في إثراء المحتوى العربي، مشدداً على أن الحملة متواصلة ولن تتوقف.
وأوضح رئيس لجنة دعم الصحفيين أن لجنته بصدد عقد مؤتمر موسع يناقش هذه المشكلة بمشاركة مؤسسات حقوقية ونشطاء التواصل الاجتماعي، بالإضافة لحملة توقيع محلية وعالمية لمطالبة الفيسبوك بالتوقف عن هذه الإجراءات.
وحيا المصري، الطواقم الإعلامية الفلسطينية ونخص بالتحديد نشطاء التواصل الاجتماعي ومدراء الصفحات ومدربي السوشال ميديا الذين يبذلون جهداً كبيراً في تطوير المحتوى الفلسطيني بما يعكس معاناة شعبنا المحاصر والمحتل لكل العالم.
المحاربة بنفس السيف
سلامة معروف مدير وزارة الإعلام في قطاع غزة، دعا إلى ضرورة التأسيس على هذه الفعالية، لإيجاد حراك واسع، والمطالبة بتكثيف نشطاء التواصل الاجتماعي ونشر المحتوى الفلسطيني، وملاحقة منشورات الاحتلال.
وطالب معروف بضرورة أن يحارب الفلسطينيون بنفس السيف، والإبلاغ عن حسابات "الإسرائيليين" الذين يحرضون على الفلسطينيين.
وأشار معروف، إلى أن إدارة "الفيس بوك" أغلقت خلال عام 2017، 200 صفحة حساب بحجج وذرائع واهية، فيما أغلقت منذ بداية عام 2018، 100 حساب وصفحة فلسطينية نشطة، بالإضافة لمنع النشر والتغطية.
ونوه إلى الاتفاق بين وزارة العدل "الإسرائيلية" إييليت شاكيد، في سبتمبر 2016، بالامتثال لطلبات وزارة العدل، بإلغاء المحتوى الفلسطيني بحجة التحريض، بالإضافة لحديث رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو عن قراره بمنع الفيس بوك من العمل في الأراضي المحتلة عام 1948.
وذكر معروف، أن 20% من المنشورات "الإسرائيلية" عبر الفضاء الأزرق خاصةً الفيسبوك تُحرض على قتل الشعب الفلسطيني.
ودعا، المؤسسات الفلسطينية والجاليات، برفع دعاوى واضحة ضد "الفيس بوك" الذي يُعتبر منصة لتحريض "الإسرائيليين" على الفلسطينيين، والضغط على الفيس بوك، والتداعي لوضع حد لهذه الانتهاكات.
الفيس يعترف رسمياً
بدورها، اعتبرت مها الحسني المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في كلمة لها ألقتها باللغة الإنجليزية، أن القيود المتزايدة على المحتوى الفلسطيني على موقع فيسبوك، والرقابة تهدف إلى إسكات الأصوات الفلسطينية.
وقالت: نحن محبطون كون موقع فيسبوك بممارساته هذه لا يدعم الاضطهاد فقط، بل يعمل جنبًا إلى جنب مع منتهكي حقوق الإنسان ويعطيهم أداة جديدة لممارسة الاضطهاد وإسكات أصوات الضحايا.
وأضافت: ملاحظاتنا على فيسبوك باستهدافه المحتوى الفلسطيني ليست مجرد تكهنات، ففيسبوك اعترف رسميًا وبشكلٍ واضح باستجابته لمئات الطلبات من السلطات الإسرائيلية بإغلاق صفحات وحذف منشوراتٍ فلسطينية.
ودعت، إلى وقف هذه الانتهاكات الواضحة، مطالبةً فيسبوك احترام حق مستخدميه في التعبير عن آرائهم بحرية، والتوقف عن العمل كأداة بيد الاحتلال لقمع وإسكات ضحاياه.
أرقام واحصائيات
من ناحيته، أكد توفيق سليم رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني، أن الصفحات الفلسطينية على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" شهدت خلال الأيام القليلة الماضية تصاعدا ملحوظا في عمليات الملاحقة والقرصنة والتي طالت مؤخرا العديد من الصفحات للنشطاء والصحفيين والمؤسسات الإعلامية المختلفة.
وقال سليم في كلمة خلال الوقفة: "منذ بداية العام الجاري 2018، أقدمت إدارة فيس بوك على حذف60 حسابا فلسطينيا على خلفية منشورات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وداعمة للمقاومة، فيما تم حظر النشر على أكثر من 100 حساب على خلفية صور ومنشورات عن الشهداء الفلسطينيين، بينما شهد العام 2017 حذف نحو 200 حساب وصفحة فلسطينية لذات الأسباب".
واعتبر سليم، أن الاستهداف المتصاعد من قبل فيس بوك للمحتوى الفلسطيني، لا يقل خطورة عن الاستهداف الميداني للصحفيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يسعى الطرفان إلى تغييب وطمس الرواية الفلسطينية لصالح رواية الاحتلال.
تجارب شخصية
وقد تحدث كل من الناشط الاجتماعي خالد صافي والصحفي والناشط الاجتماعي مثنى النجار، عن تجربتهما الشخصية في إيقاف الفيس بوك لصفحاتهم، أو صفحات فلسطينية أخرى لحجج واهية، لا تكون أغلبها سوى لنشر صورة أو منشور قد تكون أحياناً عادية.
يُذكر، أن حرب "إسرائيل" ضد الفلسطينيين على منصات مواقع التواصل الاجتماعي تصاعدت منذ بداية انتفاضة القدس.