الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيروت تودّع الحكيم "جورج حبش" بحفل تأبيني حاشد في قصر الاونيسكو

نشر بتاريخ: 06/02/2008 ( آخر تحديث: 06/02/2008 الساعة: 19:07 )
بيروت- معا- أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسئولها في لبنان مروان عبد العال أن الحكيم الدكتور جورج حبش فرّق بين تفهمه للحركة السياسية وعدم القناعة بإمكانية قيام تسوية سياسية، فكان دائماً يقول أنّ التسوية الوطنية لا أفق لها، لأنّ النظام العربي ممزق ومتهافت على أبواب واشنطن وهي تساند إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي يسير باتجاه التشدد. فَلِمَ الوهم؟".

جاءت أقول عبد العال هذه في حفل وداعي للدكتور جورج حبش في قصر الاونيسكو ببيروت دعت له منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبحضور حشد من الجماهير اللبنانية والفلسطينية، يتقدمهم ممثلو الكتل البرلمانية اللبنانية، وممثلين للرؤساء والوزراء وقادة الأحزاب والقوى السياسية واللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وممثلي الاتحادات الشعبية والمؤسسات واللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية،وعلى صدى الهتافات الداعية للوحدة الوطنية، رحّب عريف الحفل ظافر الخطيب بالحضور الكريم، داعياً إياهم للوقوف دقيقة صمت مع النشيدين اللبناني والفلسطيني إجلالاً وإكباراً لروح الحكيم الخالدة وأرواح الشهداء، شهداء فلسطين والأمة العربية وحركات التحرر الديمقراطية في العالم.

وأشار عبد العال إلى أن الحكيم كان يحسن قراءة المعادلات بعقل رياضي، وبقلب طبيب، يربط بين مرحلة التحرر الوطني والبناء الديمقراطي، موضحاً أن الحكيم رحل جسداً وقد أودع فينا الفكرة كي تنمو وتنتقد وتتجدد، فكان مهموماً بإنتاج فكر عربي ثوري تقدمي أصيل، لا يرتبط بالكتب بل بأحداث حيّة وواقع متغير وطموحات وأهداف وأحلام الناس، واصفاً إياه بالمعلم المربي والقائد والمؤسس، من أعطى للسياسة مضمونها الأخلاقي وبعدها الفكري، فحزمة ضوء من إشعاعك الجميل، يشّع في الغياب، نحمله كقنديل كي يصير الدرب أكثر وضوحاً. هي معالم فكرك المختمر في روحنا".
وعن وصفه الحكيم بالقائد القومي قال عبد العال: " أنّ المعادلة بين الوطني والقومي، هي خلاصة تجربة الحكيم التاريخية والغنية، مشيراً إلى أنّ تغييب العامل الوطني خطأ كبيراً وتغييب العامل القومي خطأ كبيراً أيضاً، لأن تجربة القوميين العرب كانت حركة قومية من أجل فلسطين تستدعي الدرس.

وعن الحكيم الديمقراطي قال: " كان الحكيم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، صانع القيادات، يترك القيادة لأجيال بناها ومؤسسة وثق بها. كان يخالف بالرأي ولا يحرد أو يخاصم، يحترم ويحب ويسأل حتى عن مخالفيه الرأي، كان يفتخر أن لديه قيادات وشباب وأحياناً مؤسسة وبالأكثرية تقول له لا.. ويحترم قرارها".
"
بدوره، تحدث ممثل رئيس مجلس النواب النائب/ عبد المجيد صالح حيث قال: "إلى صانع الحلم العربي القائد جورج حبش، المتمسك بالثوابت العربية والفلسطينية. ألف تحية وتقدير إلى من لم يعرف المال.. وصنع الثقافة والثورة، الداعي دوماً للوحدة.. كم نحن بحاجة إليك، في غزة ولبنان"، داعياً الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة والتوّحد من أجل حلم الحكيم، حلم فلسطين حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

من جانبه، تحدث الأمين العام للحزب السوري القومي الاجتماعي/ علي قانصو، مؤكداً أنّ كبار المناضلين قد تنتهي أعمارهم الجسدية أما أفكارهم وسيرة نضالهم فتتجذر عميقاً في وجدانيات الناس وعقولهم، فكيف ونحن نتحدث عن حكيم المقاومة والثورة، حكيم الأمة، الباقي فينا مع كل المناضلين والشهداء. مع كل انتفاضة وثورة، مع كل شبل وزهرة، مع كل نسمة.. مقاومة أبيّة في فلسطين ولبنان والعراق. فكنت لكل الأمة وكل فلسطين، لا ربعها ولا نصفها. رجل الوحدة، المدافع عن تماسكها ووحدتها في وجه الاحتلال.

من جهته، تحدث النائب السابق/ نجاح واكيم رئيس حركة الشعب فقال، إلى صاحب الأسئلة.. إلى صاحب العقل والوجدان والذي كلما أثقلت عليه كان يغمرني بعطف أبوي ومحبة وتسامح.. كنت صغيراً.. حيث تعرّفت على أولاد في مثل عمري.. كانوا يشبهون الآخرين في كل شيء، إلاّ أنّ لهجتهم كانت مختلفة قليلاً وعلى وجوههم مسحة شقاء وحزن تشبه الصلاة في صوت أمي.. وحكايات الطفل والمذود والمغارة وصلب المسيح وقيامته.. هكذا ارتسمت في عين فلسطين.. وهكذا كان عبد الناصر يصدح في مدرستنا بصوت فتاة فلسطينية من ال "البيبي".. فكانت فلسطين ومن فلسطين انطلقت زوابع وثارت براكين.

ثم تحدث ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي قائلاً: "من هنا، من بيروت عاصمة لبنان رهان حكيم على الانتصار ومن فضاء الفكر القومي العربي يتقدم ويحمل الراية مؤسساً لحركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

وتابع:" إنّ الحكيم القائد المفكر والسياسي والمثقف والثائر المسكون بالقضية الفلسطينية"، مؤكداً على مركزيتها في النضال والتحرر العربي لتبقى قضية الأمة وقضية الأحرار في العالم.

وأضاف : "لم يتغير.. ولم يتراجع، كان ثابتاً، أبيّاً كشجر فلسطين يمتطي صهوة جواد الرواد دون أن تهين له عزيمة، فهو الفلسطيني والعربي والعالمي بإمتياز، رجل الثورة وحكيمها.. صادقاً في رهاناته، حافظاً للوحدة الوطنية.. مصوباً نحو الاحتلال".