نشر بتاريخ: 07/03/2018 ( آخر تحديث: 07/03/2018 الساعة: 15:26 )
شارك
سلفيت- معا- لم يقف عمره حائلا أمام تحقيق حلمه، والذي انتظره عشرات السنوات، فبإرادته تخطى جميع الظروف، الحاج عبد الرحمن سلمان (74 عاما) من بلدة دير استيا شمال غرب سلفيت، لم يستطع إخفاء فرحته وفخره بتحقيق حلمه، في الحصول على رخصة السياقة، وشراء سيارة يتنقل من خلالها. "معا" التقت بالحاج عبد الرحمن لتتعرف على الأسباب التي تسبب في تأخر تحقيق حلمه حتى هذا العمر، فقال: "طموحي بدأ منذ عام 1982 عندما فكرت بتعليم السواقة وكان عمري 38 عاما، فعزمت وقمت بتقديم معاملة، ولكنني رسبت أول مرة، وبعد شهر قمت بإعادة امتحان التؤريا ونجحت فيها، وبعدها بدأت بتلقي دروس في السواقة، وقدمت خمس مرات اختبار القيادة ولكن لم يحالفني الحظ، ولكن دائرة السير رفضت الإعادة الا بعد أن أقوم بتقديم معاملة جديدة، وبعد أن جددتها، توقفت عن متابعة التعليم، لأعود الى تحقيق حلمي بداية عام 2018". وعن السبب الذي جعل الحاج سلمان يعود لفكرة الحصول على رخصة، قال: "الصغير والكبير صار معه سيارة فخمة، والبعض يعتبر أنها تحدد مركزه الاجتماعي، حتى أن البعض يمر عني ولا يلقي التحية، هذا هو السبب الرئيسي لحصولي على رخصة بعد هذا العمر، لتكون رسالتي أن ركوب السيارة لم يجعلني شخصا متكبرا، ولم تمنعني من الحديث مع الناس وإلقاء التحية عليهم".
ويضيف "بعد ان اتخذت القرار توجهت الى مدرسة لتعليم السياقة، وقدمت معاملة، وفحص نظر، ودرست على التؤريا، ولم يحالفني الحظ أول مرة، ليكون النجاح من حليفي في المرة الثانية، وبعدها تلقيت 15 درسا ونجحت في الاختبار العملي من أول مرة، وكانت فرحتي لا توصف وشعوري كأنني ابن 18 عاما". صمت وأخذت ضحكته تجلجل بالمكان لدقائق، ليعود لمواصلة حديثه، قائلا: "لم أدخل المدرسة سوى ساعتين، كان عمري 6 سنوات، دخلت المدرسة الساعة الثامنة صباحا وخرجت منها الساعة العاشرة صباحا، حيث كنا نعيش في خربة شحادة التي تبعد عنها المدرسة كثيرا، فتركت التعليم، بالرغم من حبي له، وأصبحت اعمل مع والدي بالزراعة، الى ان أصبح عمري 16 عاما، وأصبحت أعيش في صراع وكانت تعز علي نفسي، عندما كنت أرى الناجحين بما يسمى "المترك"، حيث تقام الحفلات لهم، فقررت بعدها أن أكمل تعليمي بطريقتي الخاصة، فقمت بشراء الكتب، وكنت أذهب الى أي مواطن يقرأ وبكتب لأتعلم منه، ولكن توقفت عن إكمال ذلك، بسبب الانشغال في الزراعة. ويواصل الحاج سلمان حديثه ولهفة الفرحة ظاهرة في نبرة صوته: "تزوجت من اثنتين، وأنجبت عشرة أبناء أصغرهم 9 سنوات، سبعة منهم متزوجون ولدي 30 حفيدا، ولم أعان من أية أمراض، وأعمل الآن تاجرا بالمواشي". وعن ما تبقى من أحلامه يقول الحاج سلمان لـ معا: "شراء جيب لفترة زمنية ومن ثم بيعه، وأن تتحرر فلسطين من الاحتلال، وأن يتوفر الأمن والأمان في كل مكان، هذا كل ما أحلم به".