الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو عجمية... ثمانيني على مقاعد الدراسة

نشر بتاريخ: 06/03/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
أبو عجمية... ثمانيني على مقاعد الدراسة
الخليل - معا - التحق عبد القادر أبو عجمية (83 عاماً) بفرع جامعة القدس المفتوحة في الخليل، في الفصل الثاني من هذا العام 2018م متخصصاً في "تعليم الاجتماعيات" بكلية العلوم التربوية، ليكون أكبر طالب جامعي سناً في فلسطين، وذلك بعد أن أنهى الثانوية العامة في العام 2017.
يقول أبو عجمية إنه رجع للتعليم في السبعينات من عمره لقناعته بأن العلم سلاح يجب أن يحمله الشعب الفلسطيني، وأنه مصمم على أخذ الشهادة الجامعية حتى يؤكد أن الوطن يطالبنا ببذل الهمة والعزم والمثابرة والاجتهاد، لأن الجهل كان سبباً من أسباب نكبتنا الأولى، مؤكداً أن العلم والتعليم سلاح شعبنا الأقوى للتحرير والعودة.
عاصر أبو عجمية محطات مهمة في قضيتنا الفلسطينية، يقول: أتذكر فترة الانتداب البريطاني وما لحق بشعبنا من ظلم، وأتذكر مقاومة شعبنا لهذا الانتداب. عاصرتُ النكبة الأولى عام 1948م حينما هاجرت أسرتي من قرية (المغلس) الواقعة شمال غرب مدينة الخليل وأقامت في مخيم الفوار جنوب الخليل، مبيناً أنه عمل في الرعاية والزراعة والتجارة، ويتذكر أيام النكسة عام 1967م، حيث الهجرة الثانية وما رافقها من مآس وويلات وتفريق للأسر والعائلات.
يشير أبو عجمية، الذي له (52) فرداً من الأولاد والأحفاد، إلى أنهم جميعاً يشجعونه، ويفتخرون وهم يشاهدونه يحمل حقيبته التي تحتوى على كتبه وأوراقه ومستلزمات دراسته، ويشكر دائماً زوجته الحاجة مريم التي دعمته للحصول على الثانوية العامة، وكانت توفر له الأجواء المناسبة للدراسة، يقول: "لم تكن تفارقني، وكانت حينما أتعب تحرص على توفير ما أحتاجه من طعام وشراب، ثم توقظني ليلاً لأعود مجدداً للدراسة، فلها الفضل الأكبر لنجاحي".
ويوضح أبو عجمية أن وزير التربية والتعليم العالي، الدكتور صبري صيدم، قدم له كل الدعم والتسهيلات في الثانوية العامة، ومنحه موافقة استثنائية للدراسة في جامعة القدس المفتوحة، بالإضافة إلى منحة دراسية.

أما مدرسوه في جامعة القدس المفتوحة فإنهم يشيدون بدافعيته الكبيرة للتعليم، فهو يواظب على حضور المحاضرات والتواصل معهم.
وعن انسجامه مع طلبة الجامعة، يبين أبو عجمية أن هؤلاء مثل أحفاده، وهو يقدر احترامهم له وتعاونهم معه، ولا يواجه أي مشكلة بوجوده بينهم على مقاعد الدراسة أو في ساحة الجامعة، وقال إنه سبق وجلس على مقاعد الدراسة مع طلبة مثلهم في مدرسة الحسين بن علي ولم يشعر مطلقاً بأي غربة أو عدم توافق، وقد اعتاد عليهم واعتادوا عليه. وحول الصعوبات التي يمكن أن تواجهه في الدراسة الجامعية، يبين أبو عجمية أنه يواجه مشكلة في التعامل مع الوسائل التكنولوجية، ذلك أنه لم يسبق له أن تعامل معها.
أما عن طموحه فيقول: "إنني أدعو الله سبحانه وتعالى أن يمد في عمري، ليمكنني من إنهاء دراستي الجامعية لأكون قدوة لكثير، وأكون ممن طبقوا المقولة "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".
من جانبه، قال عبد القادر الدراويش، القائم بأعمال مدير فرع الجامعة بالخليل: إن رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو أعطى توجيهاته بضرورة إزالة أي عقبات أو معوقات أو صعوبات تواجه أبو عجمية أثناء الدراسة. ونحن بدورنا أوعزنا لأعضاء هيئة التدريس بمنحه اهتماماً خاصاً في المحاضرات والساعات المكتبية، وتقديم كل الإرشادات والوسائل المساعدة، تقديراً منا لمثابرته ودعماً لإرادته وفخراً بتطلعاته.