نشر بتاريخ: 10/03/2018 ( آخر تحديث: 10/03/2018 الساعة: 14:28 )
رام الله- معا- استهدفت هيئة الأعمال الخيرية العائلات البدوية في بيتونيا غرب رام الله، اليوم السبت، بتقديم االمساعدات الشتوية في إطار فعاليات "عام زايد 2018".
وكانت صعوبة الطريق المؤدية إلى المنطقة الغربية من بلدة بيتونيا، توحي إلى ظروف حياة مأساوية تعيشها العائلات البدوية القاطنة في تلك المنطقة النائية، والتي كانت الهدف الآخر لحملة "شتاء دافئ في فلسطين"، والتي تنفذها هيئة الأعمال الخيرية في إطار فعاليات "عام زايد 2018"، وتشمل معظم الأراضي الفلسطينية.
وبدت تلك العائلات كمن يعيش في عالم آخر نسيه الزمن، كما قالت إحدى السيدات ممن كانت تغطي وجهها بخمار، وهي تتسلم وأطفالها المساعدات العينية التي قدمتها هيئة الأعمال الخيرية للعائلات البدوية هناك، بالتعاون مع لجنة زكاة رام الله والبيرة المركزية.
وتسلمت تلك السيدة، مدفأة تعمل بنظام الحطب كواحدة من المدافئ الشتوية التي صممتها هيئة الأعمال لتناسب ظروف العائلات البدوية في المناطق النائية، وتحديدا تلك التي لا تصلها خدمة الكهرباء، إلى جانب كميات من الحطب والأغطية الشتوية والطرود الغذائية، وملابس شتوية خصت بها الهيئة الأطفال ممن يكاد البرد ينخر عظامهم.
وعلى مشارف التجمع البدوي، كانت مجموعة من النسوة والأطفال بانتظار قدوم طاقم هيئة الأعمال الخيرية محملا بالمساعدات العينية التي من شأنها أن تساعد هؤلاء على مواجهة نوائب الحياة وظروفها الصعبة، كما قال مفوض عام الهيئة في فلسطين، إبراهيم راشد.
وقال راشد: "نحن نحرص على الوصول إلى التجمعات البدوية والقرى النائية التي يعيش أهلها أوضاعا صعبة، لنحاول ما أمكن مد يد المساعدة لها".
وتابع: "لنا هدف واحد وهو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من تلك التجمعات التي تئن تحت وطأة شظف العيش، وتتفاقم معاناتها خلال فصل الشتاء تحديدا، لنقدم لها المساعدات العينية".
وأشار إلى أن تلك المساعدات تأتي في إطار مئات التدخلات الإنسانية لهيئة الأعمال الخيرية، ضمن حملة "شتاء دافئ في فلسطين"، والتي أطلقتها الهيئة عشية فصل الشتاء، وتتواصل في إطار فعاليات "عام زايد 2018"، والذي يصادف مرور 100 عام على ميلاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتشمل معظم الأراضي الفلسطينية وفي القلب منها مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأشار راشد، إلى أن هيئة الأعمال الخيرية أطلقت حملة الشتاء هذه في إطار رزمة فعاليات تشتمل على سلسلة برامج متنوعة يتم من خلالها إحياء "عام زايد 2018"، حيث استحوذت القضايا الإنسانية والخيرية مكانة متقدمة في فكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، سواء كان داخل الإمارات العربية المتحدة أو خارجها، وكانت من الثوابت التي تشكل مبادئ القائد، وترتكز على إيمان صادق ونبيل لقيم الخير والعطاء.
وأردف، إن الهيئة تؤكد في كل سنة وكل مناسبة أن روح الشيخ زايد في قلب وعقل ووجدان وذاكرة كل فلسطيني ستبقى حية، وهي تأكيد جديد متواصل أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستبقى السند والعون الرئيس للشعب الفلسطيني المظلوم.
وشدد، على أن مساعدات هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية وغيرها من المؤسسات الإماراتية العاملة في فلسطين والتي ترعى الآلاف من الأسر وتقدم الدعم لمئات المشاريع دون كلل أو ملل، هي دون شك زرع بناه الشيخ زايد رحمه الله والذي لازال يرعاه رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقال: "إن الهيئة تؤكد في كل فعالية تنفذها وخطوة تسير فيها أن روح الشيخ زايد في قلب وعقل ووجدان كل فلسطيني ستبقى حية، ونلمس ذكراه في فلسطين فيما أنجزناه من مشاريع صحية وتعليمية وتنموية وإغاثية وهو تأكيد جديد متواصل أن عون الشعب الفلسطيني المظلوم هو واجب على كل مسلم وعربي".
وأوضح راشد، أن عددا كبيرا من العائلات التي تستهدفها حملة الشتاء الإماراتية، تعيش في مساكن عبارة عن جدران مغطاة بالصفيح وخيام لا تقيها حر الصيف ولا تمنع عنها برد الشتاء، وتحديدا في التجمعات البدوية، حيث غياب خدمة الكهرباء ووسائل التدفئة.
وبين، أن هذه الحملة تتوزع على ثلاثة محاور أساسية أولها من خلال التنفيذ المباشر مع المحافظات لصالح الأسر الفقيرة التي يتم تزويدها بالمواد العينية الشتوية، وثانيها من خلال استهداف مراكز الإيواء التي تشكل المسكن الوحيد للفئات الضعيفة من مسنين وذوي إعاقة وأيتام، بينما يتمثل الشكل الثالث بالتدخل المتعدد الأشكال والفاعل في التجمعات البدوية المحرومة من أبسط مقومات الحياة المدنية والإنسانية، ويقطنها نحو ربع مليون فلسطيني يعيشون في الخيام وبيوت من الصفيح.
وأشار إلى أن الهيئة كانت وزعت المساعدات الطارئة للأسر المتضررة من المنخفضات والأحوال الجوية الصعبة في كل المحافظات، وخصوصا فيما يتعلق بالأغطية والفراش والمدافئ والملابس الشتوية وغيرها من المساعدات.
وتابع: "نحرص من خلال حملة الشتاء على مد يد العون لكل محتاج بقدر ما نستطيع، مع التركيز على التجمعات البدوية التي يقطنها نحو ربع مليون نسمة بلا أية مقومات إنسانية يعيشون في بيوت من الصفيح وخيام، ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وليس لديهم المأوى البديل والمناسب، فكان لزاما على هيئة الأعمال التدخل الفوري والفاعل من خلال مدهم بكل أسباب التدفئة وتقديم المواد الغذائية والتموينية لهم".
وكانت ساحات المسجد الأقصى المبارك، إلى جانب مراكز الإيواء، من أهم العناوين التي كانت هدفا للتدخل الإنساني من قبل هيئة الأعمال ضمن حملة الشتاء الإماراتية.
وقال إن تلك المراكز فتحت أبوابها للاعتناء بأصحاب الأجساد ممن أثقلهم كبر السن وأخرى هزيلة أعيتها الإعاقة وفقد البصر، حيث يعيش هؤلاء العجزة والمكفوفون وذوي الإعاقة في عدة مراكز ومؤسسات تحرص على توفير احتياجاتهم.
وخلص راشد إلى القول: "إننا نمد يد العون لشرائح مجتمعية ضعيفة ليس لها من معيل سوى الله وأصحاب الأيادي البيضاء التي امتدت إليها بعطف وحنان لتمنحها بعضا من الدفء وتدثرها من برد حياة قست عليها".