غزة-تقرير معا- جاء التفجير الذي استهدف موكب رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله واللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة ليزيد من تأزم المصالحة وزيادة الخصومة بين طرفي الانقسام.
وبينما يواصل الوفد الامني المصري مساعيه لرأب الصدع ومراقبة تنفيذ اتفاق المصالحة حذر محللون من النتائج المترتبة على الانفجار وطالبوا بالكشف عن الفاعلين.
المحلل السياسي مصطفى ابراهيم قال ان المصالحة متفجرة بالأساس ولم يتم التوصل الى خطوات سريعة وحقيقية والملفات الرئيسية لازالت عالقة سواء ملف الموظفين والجباية والقضاء والملف السياسي".
واضاف ابراهيم لمراسلة "معا":"هذا الاستهداف سيزيد الامور تعقيدا وربما سيكون هناك رد فعل خطير من السلطة بفرض مزيد من الاجراءات والعقوبات على قطاع غزة" .
وشدد ابراهيم أن ما حدث ليس في صالح الفلسطينيين وهو يضر بالمساعي البطيئة فيما يتعلق بمسار المصالحة ويضر بمصالح الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة مشددا أن هذا الاعتداء ليس فقط على رئيس الوزراء ورئيس المخابرات العامة وانما هو اعتداء بالدم والتفجير على فلسطينيين".
خبير امني: اصابع الاتهام تشير الى الاحتلال
من الناحية الامنية اكد الخبير الامني خضر عباس انه من السابق لأوانه توجيه اصابع الاتهام الى جهة محددة قد تكون مستفيدة من هذا الفعل الذي شابه الى حد كبير التفجير الذي استهدف سيارة مدير قوى الامن في غزة اللواء توفيق ابو نعيم قبل عدة اشهر في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واشار عباس الى ان الانفجار في حالة الغموض والتحقيقات جارية فيه والمتهم الاول والاخير هو الاحتلال الاسرائيلي باعتباره المستفيد الاول من حالة انعدام الثقة بين الفلسطينيين وتوتر الاوضاع خاصة ان الوفد المصري قد انجز مراحل كبيرة من التقدم في ملف المصالحة ورفع المعاناة عن غزة.
وقال عباس: "اذا كان لا بد من الاشارة بشكل مسبق فإن كل الاتهامات تشير الى الاحتلال ولكن من الناحية الامنية يجب انتظار التحقيقات وما يؤول اليها من نتائج".
الدجني: المنفذ مجموعة غاضبة من حماس
المحلل السياسي حسام الدجني اكد أن مواجهة هذا الانفجار يبدأ اولا بالكشف عمن يقف خلفه ومحاكمته ثم الاستمرار في مسيرة المصالحة وتسريع وتيرتها.
ولم يستبعد الدجني ان تكون اسرائيل والولايات المتحدة هما من تقفان خلف جريمة استهداف موكب الحمد الله والذي تزامن مع مؤتمر واشنطن وصفقة القرن تسير بخطى متسارعة وعليه ضرب العلاقة بين فتح وحماس سيدفع الاولى بتشديد العقوبات والثانية بالذهاب نحو مسار واشنطن والقبول والاذعان لصفقة القرن وفق رؤية المخطط.
كما لم يستبعد الدجني وقوف مجموعة اسماها "منفلته من حركة حماس تأثرت بحرب الشائعات التي تتحدث عن تسريح العسكريين للتقاعد، أو لأنها غاضبة من سياسات الحمد الله تجاه غزة او ان تقوم بها السلطة الفلسطينية للتهرب من المصالحة وبذلك صنعت مسرحية لتوظيفها لقلب الحقائق او مجموعة من الشعب الفلسطيني ليس من مصلحتها انجاز المصالحة".
ودعا الدجني وزارة الداخلية في غزة الى الاخذ بعين الاعتبار الى هذه السيناريوهات في عملية التحقيق والكشف عن المتورطين.