نشر بتاريخ: 16/03/2018 ( آخر تحديث: 16/03/2018 الساعة: 19:17 )
بيت لحم- معا- تقرير ندين اللحام - ينظر ناشطون في المقاومة الشعبية بعين الخطورة، للحكم الذي أصدرته محكمة عسكرية إسرائيلية على الناشط منذر عميرة من بيت لحم، بسبب مشاركته في مسيرة سلمية تعرض خلالها مجسم لوزير خارجية بريطانيا الأسبق آرثر بلفور، صاحب الوعد "المشؤوم" بإقامة وطن بديل لليهود على ارض فلسطين للركل والحرق.
ويتساءل ناشطون، كيف تحاسب إسرائيل بعد 100 عام أناسا يحتجون على ما خلّفه وعد بلفور من مأساة لحقت بهم؟، وهل من يندد بمُصدِر الوعد يستحق المحاكمة؟.
ناشطون تحدثت إليهم وكالة معا، أكدوا أن الهدف من محاكمة الناشط عميرة، هو ردع زملائه في المقاومة الشعبية، ومحاولة منع المسيرات السلمية التي تكشف للعالم جرائم الاحتلال، إلا أنهم شددوا على ان نهج المقاومة الشعبية لن يتوقف بسبب القمع والأحكام العسكرية الإسرائيلية وسيتواصل حتى تحقيق أهدافه.
وأصدرت محكمة عوفر العسكرية في الضفة الغربية، يوم 12 الجاري حكما على الناشط منذر عميرة بالسجن الفعلي لمدة ستة أشهر وخمس سنوات مع وقف التنفيذ وغرامة مالية.
وكان عميرة (48 عاما) اعتقل خلال مسيرة سلمية رافضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة، وذلك على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي بتاريخ 27 ديسمبر- كانون الثاني من العام الماضي.
ومن اللافت في التهم التي وجهتها المحكمة العسكرية لعميرة هو مشاركته بركل مجسم لوزير خارجية بريطانيا الأسبق بلفور، وهو صاحب الوعد الذي مضى عليه 100 عام، ولا يزال الفلسطينيون ينددون به لأنه الوعد الذي من ورائه تعرضوا لمعاناة سياسية وإنسانية ما تزال فصولها تتوالى عليهم حتى بعد هذه السنوات الطويلة.
الناشط بالمقاومة الشعبية أحمد عودة، وصف الحكم الصادر بحق عميرة بأنه حكم ظالم بحقه وبحق المقاومة الشعبية في فلسطين، مضيفا أن التهم الموجهة إليه غير شرعية، ففي البداية وجهت له المحكمة تهمة التحريض والمشاركة في مسيرة وإلقاء الحجارة، إلا أن هذه التهم تبدلت وتحولت إلى ركله مجسم بلفور، ورفع صورة الطفلة عهد التميمي، والمشاركة بالمسيرات ضد ترامب.
وقال عودة، إن الحكم يشكل سابقة لإقدام المحاكم الإسرائيلية على إصدار أحكام "ظالمة" بحق ناشطي المقاومة الشعبية، في محاولة لإنها المقاومة الشعبية التي تحرج إسرائيل امام العالم، وتؤكد أن شعبنا لا يريد سوى حقه وليس معتديا كما يحاول الاحتلال تصوير ذلك أمام العالم.
وتحدى الناشط عودة الاحتلال، قائلا: "إننا سنزيد من فعالياتنا ضد الاحتلال وضد التمييز العنصري، وسنرفع صور الاسرى والشهداء في كل مكان، وسنشارك في المناسبات الثورية، وستكون المقاومة الشعبية السلمية في المقدمة، لان هذا حق للشعب الفلسطيني بكفالة من القانون الدولي وحقوق الانسان".
واستهجن عودة تفاصيل الحكم الصادر ضد الناشط عميرة، والذي لم يكن مسبوقا- حسب قوله- إذ شمل السجن مع وقف التنفيذ قسمين، الأول: الاول السجن 6 أشهر لمدة 5 سنوات في حالة اعتقال منذر على أي التهم الموجهة إليه خلال فترة 5 سنوات، أما القسم الثاني فهو الحكم عليه مع وقف التنفيذ لمدة 3 أشهر على مدى 3 سنوات في حال "حدوث مشاكل" مع عميرة سواء في مناطق "أ"، أو "ب"، أو "ج".
واتهم عودة إسرائيل بمحاولة تجريم المقاومة الشعبية، ورفع مستوى الاحكام الصادرة بحق ناشطي المقاومة لردعهم، لكن الأياك القادمة ستثبت للاحتلال فشل هذه السياسة، حسب قوله.
بدوره، اكد الناشط مازن العزة، أن ما يسمى بمنظومة الحقوق الإسرائيلية هي جزء من حكومة إسرائيل الاكثر تطرفا وميلا للفاشية، وهي بعيدة كل البعد عن القوانين الدولية والشرائع الانسانية. وأوضح أن جرائم الاحتلال هي محاولة لردع كفاح الشعب الفلسطيني في النضال من اجل نيل حقوقه بالعودة وقيام دولة فلسطينية مستقلة، والحق في تقرير المصير.
وأكد أن الحكم الصادر بحق عميرة لن يشكل رادعا للمقاومة الشعبية والشعب الفلسطيني، فعلى مدار 100 عام الماضية دخل سجون الاحتلال اكثر من مليون ونصف فلسطيني وتم محاكمتهم بعشرات الملايين من السنوات، وذلك لم يثن ولن يكف الشعب عن الاستمرار في كفاحه اجل الحرية والخلاص من الاحتلال والعودة لأرضه التي هجر منها.
واكد ان الرد العملي سيكون بتوسيع رقعة المقاومة لتشمل كل مدينة وكل قرية وكل حارة وكل بيت في فلسطين لمقاومة ما يسمى بصفقة القرن، التي تهدف الى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، حيث كانت اول خطواته بقرار الرئيس الامريكي ترامب، واعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وقرار نقل سفارته الى القدس، وتقليص الدعم الأمريكي المخصص لوكالة الأونروا، التي تهتم بشؤون اللاجئين الفلسطينيين.