الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

واشنطن موّلت "اسرائيل" بمبالغ خيالية خلال 7 عقود

نشر بتاريخ: 21/03/2018 ( آخر تحديث: 26/03/2018 الساعة: 09:30 )
واشنطن موّلت "اسرائيل" بمبالغ خيالية خلال 7 عقود
بيت لحم- معا- على مدار الأعوام الـ 70 الماضية، قدّمت واشنطن لإسرائيل مستويات دعم مالي، لا يمكن مقارنتها بأي دولة أخرى، فكانت "تل أبيب" أكبر متلقٍّ لمساعدات واشنطن الاقتصادية والعسكرية، بحيث يقترب هذا الدعم منذ احتلال فلسطين عام 1948 وحتى 2017، من الـ 130 مليار دولار، بحسب التقديرات الرسمية، إلا أن تقديرات أخرى تقول إنه وصل إلى نحو 270 مليار دولار.

ويتحكّم في هذه المستويات الضخمة من المساعدات عوامل ترتبط بضغط اللوبي المؤيّد لإسرائيل على الولايات المتحدة، إضافة إلى حرص واشنطن على استمرار تفوّق تل أبيب عسكرياً واقتصادياً بالشرق الأوسط.

وفي قراءة لأرقام الدعم الأميركي لإسرائيل يظهر أن مجموع المساعدات الخاصة بجيش الاحتلال بلغت 92 ملياراً و735 مليوناً و900 ألف دولار، أي ما نسبته 71.4% من إجمالي المساعدات، وهو ما يعكس الرغبة الاميركية بتعزيز قوة الجيش.

ولعل ما يؤكّد هذه النظرية طلب الكونغرس الاميركي، في العام 2008، من السلطة التنفيذية بالولايات المتحدة تقديم تقارير كل عامين حول "الحفاظ على التفوّق العسكري الإسرائيلي النوعي على الجيوش المجاورة".

وذكر التقرير أن "السبب وراء التفوّق العسكري النوعي هو أن إسرائيل يجب أن تعتمد على معدّات وتدريب أفضل لتعويض كونها أصغر بكثير من الناحية الجغرافية ومن حيث السكان من خصومها المحتملين".

وتمثّل المنح العسكرية السنوية الاميركية المقدّمة لإسرائيل نحو 18.5% من ميزانية دفاع الاحتلال الشاملة.

وفي العام 2017، حصلت "إسرائيل" على 54% من إجمالي التمويل العسكري الأجنبي الاميركي بجميع أنحاء العالم.

وتحت بند الدعم العسكري تلقّى نظام "دفاع" جيش الاحتلال الصاروخي "القبة الحديدة" بشكل تراكمي قرابة مليار و115 مليوناً و200 ألف دولار من الدعم المالي الاميركي.

كما ساعدت الولايات المتحدة أيضاً، منذ العام 1990، في تطوير نظام جيش الاحتلال المضادّ للصواريخ "حيتس" بمبلغ 2.365 مليار دولار، وهو مبلغ أقل بقليل من نصف التكلفة الإجمالية للبرنامج الصاروخي.

وبفضل جزء من الدعم العسكري الاميركي أصبحت صناعة الأسلحة الإسرائيلية واحدة من أقوى الصناعات في العالم، حيث باعت تل أبيب في العام 2015 بضائع عسكرية لدول أخرى بقيمة 5.7 مليارات دولار.

ولا يقتصر دعم واشنطن لجيش الاحتلال على الدعم النقدي، ففي عام 2008 بدأت الولايات المتحدة في نشر نظام "رادار X-Band" على الأرض المحتلة، وهو يمتلك القدرة على اكتشاف الصواريخ المعادية.

كما تخزّن وزارة الدفاع الاميركية الإمدادات العسكرية في "إسرائيل"، وإذا لزم الأمر يمكن للقوات الإسرائيلية أن تطلب استخدام هذه الإمدادات من الحكومة الاميركية في أوقات الطوارئ، كما حدث في حرب تموز 2006 وفي العام 2014 خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ووصلت قيمة الموادّ العسكرية الاميركية المخزّنة في "إسرائيل" في العام 2010 إلى 1.2 مليار دولار اميركي.

وبحسب تقرير نشره موقع "if america knew" الإخباري الاميركي، فإن واشنطن سمحت للقوات الإسرائيلية باستخدام 26% من المساعدات العسكرية لشراء معدّات من شركات محلية، وهي ميزة لم تحصل عليها أي دولة استفادت من التمويل العسكري الاميركي، حيث يتم اشتراط شراء المعدات من شركات اميركية.

وفي سياق آخر، يظهر في بيانات الكونغرس الاميركي الخاصة حرص الولايات المتحدة على دعم إعادة توطين اللاجئين اليهود في "إسرائيل"، فتلقّت الأخيرة دعماً لهذا الغرض خلال العقود السبعة الماضية بلغ ملياراً و715 مليوناً و700 ألف دولار، وهذا الرقم كان يمثّل ثروة ضخمة في العقود الأربعة الأخيرة من القرن الماضي.

وعند مراجعة أرقام ميزانية المساعدات الخارجية الاميركية السنوية يظهر أن التمويل الذي تحصل عليه "إسرائيل" هو الأعلى بين جميع الدول المشمولة بالمساعدات.

لم يقتصر الدعم الاميركي لإسرائيل على ذلك المعتمد من الكونغرس، فبحسب البيانات الصادرة عن دائرة المساعدات الاميركية (USAID)، فإن إجمالي الدعم الحكومي والأهلي الذي قدّمته الولايات المتحدة لإسرائيل، منذ العام 1950 حتى 2017، بلغ نحو 270 مليار دولار (بالأسعار الحالية)، وفق ما ذكر المحلل الاقتصادي أحمد مصبح.

وقال مصبّح: إن "المساعدات المقدّمة لتل أبيب والواردة في بيانات (USAID)، تتوزّع على 200 مليار دولار دعم عسكري، و70.7 ملياراً دعم اقتصادي، بما يشمل التعليم والصحة والزراعة والتمويل المباشر للموازنة والبنية التحتية".

وبناء على هذه المعطيات فإن الولايات المتحدة تمنح كل إسرائيلي إعانة مالية تبلغ قيمتها 500 دولار في السنة (حسب عدد سكان إسرائيل عام 2016)، وبنظرة أخرى فإن دافعي الضرائب الاميركيين يمنحون "إسرائيل" 11 مليون دولار في اليوم.

من ناحية ثانية، أضاف مصبّح إن "الاقتصاد الإسرائيلي قام على الدعم الاميركي؛ فحتى العام 1970 كانت معظم المساعدات الاميركية لإسرائيل توجه بصورة أساسية لدعم القطاع الزراعي، وتطوير البنية التحتيّة".

وحول أسباب تدفّق الدعم الاميركي لإسرائيل منذ تأسيسها وحتى اليوم، يرى المحلّل أن الاقتصاد الإسرائيلي سريع الاستجابة للمتغيرات المحيطة، وخاصة الأزمات الأمنية والحروب، ولذلك فإن من مصلحة اميركا دعم تل أبيب اقتصادياً حتى تستطيع الاستمرار في قوتها الردعيّة بمنطقة الشرق الأوسط.

وعلى الصعيد العسكري، فإن من مصلحة الولايات المتحدة وجود قوة متطوّرة في الشرق الأوسط تستطيع من خلالها التأثير على دول المنطقة.

(الخليج أونلاين)