لأول مرة في تاريخ الجامعات البريطانية- تنظيم أكبر حملة مناهضة للفصل العنصري الإسرائيلي
نشر بتاريخ: 08/02/2008 ( آخر تحديث: 08/02/2008 الساعة: 21:02 )
لندن- معا- بمبادة من مجموعة من المؤسسات غير الحكومية والجمعيات الطلابية الداعمة للحقوق الفلسطينية تنطلق يوم الإثنين 11/2/2008 فعاليات أسبوع مناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في قرابة ثلاثين جامعة في مختلف المدن البريطانية بالتزامن مع حملة انطلقت في جنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفلسطين والمكسيك.
وتهدف الحملة، كما أشار الدكتور عرفات ماضي، المدير التنفيذي لمركز العودة الفلسطيني، إحدى الجهات الأساسية المنظمة للنشاط: "إلى زيادة الوعي بشأن سياسات الفصل العنصري الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وإلى حشد التأييد الدولي لوقف الاستثمارات وزيادة دعم حملات المقاطعة للكيان العنصري الإسرائيلي، والمطالبة بفرض حصار اقتصادي عليه أسوة بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا".
وأضاف د. ماضي إلى أن الحملة ستشمل محاضرات لأكاديمين ومؤرخين وناشطين حقوقيين ومناصرين للقضية الفلسطينية، وسيتم خلالها عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية عن فلسطين، إضافة إلى الأنشطة الثقافية والعروض المسرحية والموسيقية والمظاهرات وغيرها.
وتتلخص مطالب الحملة، كما أفاد د. حافظ الكرمي، رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، المشاركة في تنظيم هذا النشاط إلى "إظهار التمييز العنصري الممارس ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية المحتلة، وحماية حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي أخرجوا منها".
وتكمن أهمية هذا النشاط الذي ينظمه مركز العودة الفلسطيني بالتعاون مع المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وجمعيات التضامن الفلسطينية واتحادات الطلبة في الجامعات والكليات البريطانية (أكشن فلسطين) واتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية في بريطانيا وايرلندا، في أنها المرة الأولى التي توافق فيها ما يقارب من ثلاثين جامعة بريطانية على إقامة هذا النشاط المناهض لاعتداءات الاحتلال في فلسطين.
وأضاف الدكتور ماضي لقد أصبح من الأهمية بمكان أن تسعى شعوب العالم في الضغط على صناع القرار لاتخاذ إجراءات عاجلة لعزل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وخصوصا بعد فشل المجتمع الدولي في حماية حقوق الإنسان الفلسطيني ومحاسبة إسرائيل على جرائمها التي تقترفها أمام القانون الدولي ولعدم أمتثالها لعدد لا يحصى من قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الامم المتحدة.
وعن أهمية توقيت هذه الحملة الدولية ودور الجامعات فيها يقول الدكتور عرفات ماضي: "أن الحملة تصادف مع مرور الذكرى الـ 60 للنكبة الفلسطينية، وفي ظل الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة من قبل الدولة الوحيدة الديمقراطية في الشرق الأوسط (إسرائيل) حسب الإدعاءات الغربية، وبالتالي تأتي هذه الحملة لتخاطب طلبة الجامعات على وجه التحديد، الذين يشكلون عماد المستقبل في أي دولة، ولتكشف القناع عن عنصرية الاحتلال الذي يعيش على القتل والتطهير العرقي، ويفرض الحصار ويمنع المدنيين من الحركة، ويوقف الامدادات الطبية والغذائية، ويصادر الأراضي ويقطع الكهرباء عن المستشفيات والمدن. وبالتالي فإن هذه الانتهاكات تعتبر جرائم حرب ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الجزائي الدولي، ولذلك يجب على مؤسسات المجتمع الدولي المتمثلة في الأمم المتحدة ومجلس أمنها الضغط باتجاه معاقبة إسرائيل حسب القوانين الدولية وإعلان هذا النظام العنصري خارجاً عن القانون".
هذا وستشمل الحملة جامعات كل من لندن وأوكسفورد وليدز وشيفيلد ومانشستر وسوانزي وكامبردج وأدنبره وبرادفورد وليفربول وإكستر وكارديف ونوتنغهام وغيرها من المدن البريطانية، وسيكون برنامجها حافلاً بالأنشطة المتعددة والمساندة للحق الفلسطيني.
وطالب منظموا الحملة الجاليات العربية والإسلامية وطلبة الجامعات في بريطانيا والعالم التفاعل مع هذا الأسبوع التضامني ليكون بمثابة رسالة واضحة لأهالي فلسطين المحاصرين تقول لهم: أن الشعوب الحرة تقف معكم، وتناصر قضيتكم، وكما سقط جدار برلين، سيسقط الجدار الإسرائيلي، وكما سقط نظام جنوب أفريقيا سيسقط النظام العنصري في فلسطين. وأن الحق لا يموت طالما وراءه شعوب حيَّة تطالب به وتدافع عنه.