نشر بتاريخ: 29/03/2018 ( آخر تحديث: 31/03/2018 الساعة: 09:30 )
بيروت- معا- نظم لقاء حواري في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، بعنوان "الازمة المالية لوكالة الغوث النتائج والتداعيات"، بمناسبة الذكرى الـ 43 ليوم الارض وبدعوة من إتحاد لجان حق العودة في لبنان.
وجاء ذلك بمشاركة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فتحي كليب وعدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية ولجان واتحادات شعبية ومؤسسات اجتماعية وناشطين.
وقدم فتحي استعراضا لتاريخ ونشأة الاونروا وخدماتها، موضحا عاش اللاجئون والاونروا رحلة كفاح طويلة شهدت خلالها قضية اللاجئين الكثير من المشاريع التي ارادت ان تجعل من الوكالة جسرا يعبر من خلاله اللاجئون الى وطن آخر، لكن هذه المشاريع انهارت بصمود وتضحيات فقراء المخيمات الذين ترافقوا مع وكالة الغوث في رحلة عمرها نحو سبعة عقود ولا يمكن ان يتصوروا مجتمعاتهم بدون هذه الهيئة التي التصقت بذاكرتهم الجماعية التي عنوانها حق العودة، واي كلام عن الغاء هذه الذاكرة قبل تحقيق العودة فلن يقابل اصحابها الا بثورة شعبية تطال بمفاعيلها كل من يحاول التعدي على حقوق اللاجئين.
واضاف سعت الولايات المتحدة الى تحقيق مجموعة من الاهداف، بالاضافة الى تصفية وكالة الغوث فقدةكان من ضمن الاهداف الايقاع بين تجمعات اللاجئين بعضها ببعض واشاعة الفتن بين اللاجئين وبعض الدول العربية ومعاقبة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا على موقفهما من الازمات الاقليمية والمحلية، ناهيك عن الهدف الدائم بتجزأة قضية اللاجئين وفكفكة عناصرها.
وبالتالي فان معركة الدفاع عن القدس وعن حق العودة ينبغي ان تكون معركة فلسطينية وعربية خاصة وان هناك امكانية لمشروع فلسطيني وعربي يجب صياغته دفاعا عن الحقوق الفلسطينية والعربية.
واشار كليب الى ان المشروع الامريكي يطال جميع التجمعات الفلسطينية، وان النجاح في افشال هذا المشروع يتطلب خوض المعركة على مستوى كل التجمعات وبسياسة وطنية تعيد توحيد الشعب الفلسطيني باستراتيجية موحدة تفسح في المجال امام كل فئات الشعب للمشاركة في معركة المصير الفلسطيني، وهذا لن يحدث الا بتوافر ارادة سياسية تعمل على تصحيح موازين القوى المحلية والاقليمية، والتعاطي مع المخاطر التي تتهدد وكالة الغوث باعتبارها مخاطر على كل القضية الفلسطينية ما يعني ان هذه المخاطر تستحق اكثر من ثورة شعبية للحفاظ على معيشة وصحة وتعليم شعب تسعى الولايات المتحدة الى نفيه خلف مجاهل التاريخ.
وختم كليب ان الازمة المالية لوكالة الغوث لا يمكن معالجتها الا وفق اربعة عناوين: العنوان الاول من خلال تكاثف جهود المجتمع الدولي لاجبار الادارة الامريكية على اعادة مساهماتها المالية باعتبارها حق للشعب الفلسطيني ولست منّة، وكون الولايات المتحدة احد الأطراف الأساسيين الذي ساهموا في خلق مشكلة اللاجئين وفي ابقاء قضية اللاجئين دون حل حتى الآن.
والعنوان الثاني هو زيادة الدول الغربية لمساهماتها باعتبار ذلك يشكل دعما لاستقرار المجتمعات الفلسطينية والمحيط، واي مصادر جديدة للتمويل يجب ان لا تغير من التزامات ومسؤوليات المانحين التقليديين تجاه تمويل موازنة الاونروا.
والعنوان الثالث هو اعادة الاعتبار لتقرير الامين العام للامم المتحدة الذي سعى لجعل تمويل وكالة الغوث مستداما عبر تخصيص جزء من الموازنة العامة للأمم المتحدة لصالح برامج وعمليات وكالة الغوث.
والرابع دعوة الدول العربية والاسلامية الى زيادة مساهماتها المالية المخصصة لرفع معيشة اللاجئين وتحسين اوضاع المخيمات عبر مشاريع تنموية يتم التنسيق بشأنها بين الوكالة والدول المضيفة، هذا اضافة الى ضرورة ترشيد النفقات وصرف الاموال في المكان الصحيح في اطار سياسة واضحة شفافة ومعلنة لمحاربة الفساد والمفسدين.
ثم دار حوار بين المحاضر والمشاركين من قادة وممثلي الفصائل والجمعيات والناشطين: ناصر ميعاري، محمد ابو ليلى، احمد غوطاني، خالد زعيتر، كمال الحاج، مفضي عباس، علي صفدي، ابو حسام هجاج، عبد ابو صلاح، والناشطتين النسائتين صبحية كريم ويمنى حليمة.
وقد دعت المداخلات الى مواصلة التحركات الشعبية وتصعيدها بما ينسجم وحجم الاستهداف.
واكدت على ان الوحدة الوطنية هي الاساس في التصدي للمشروع الامريكي الصهيوني داعية الى رفع الوعي بخطورة وتداعيات ما تتعرض له القضية الفلسطينية، مشيرة الى بعض المداخلات الى ان الادارة الامريكية لم تكن لتجرؤ على اجراءاتها لولا المنظومة الرسمية العربية المنقسمة على ذاتها، وان المطلوب هو رؤية استراتيجية فلسطينية في الدفاع عن وكالة الغوث وحق العودة وان تحظى هذه القضية باهتمام جميع الهيئات الفلسطينية.