الشعبية تطالب باعادة اشكال النضال المتنوعة
نشر بتاريخ: 29/03/2018 ( آخر تحديث: 30/03/2018 الساعة: 10:09 )
رام الله - معا - طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم الخميس، لاعادة أشكال النضال ووسائله المتمثلة بالعمل الأيديولوجية والثقافية والتعليمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والإعلامية، مؤكدة ان هذا هو صلب مهمات أي حركة تحرر وطني تواجه صراعاً مصيرياً مع اي عدو يتفوق عليها مادياًوهذا نص البيان:
يا جماهير شعبنا الأبي.. أبناء أمتنا العربية..
قرن ويزيد من الزمان، وأرضنا الفلسطينية تتعرض لهجمة استعمارية إمبريالية صهيونية، تهدف إلى نهبها واستيطانها وتمزيقها، وطمس هويتها العربية، وتزوير تاريخها العريق، مقابل تثبيت دعائم الدولة الصهيونية بروايتها المزيفة، وعلى مدى هذا الزمان وشعبنا يخوض نضالاً طويلاً وشاقاً، ويذود عن أرض وطنه بالدماء والتضحيات الكبيرة والعظيمة، تأكيداً مستمراً على تمسكه بأرضه، وحفاظاً على روايته التاريخية، وتشبثاً بحقوقه الوطنية، وترسيخاً لهويته العربية الفلسطينية، في وجه الهجمة الصهيونية المستعرة، والهادفة ليس فقط إلى إدامة احتلالها للأرض، بل السيطرة الكاملة عليها، وإلغاء وجود الإنسان الفلسطيني عنها، بحيث بات يوم الأرض -الثلاثين من آذار من كل عام، هو تأكيد على أن الأرض هي عنوان للصمود الفلسطيني، كما هي عنوان لاستمرار الوجود ذاته.
ففي يوم الأرض الخالد نستذكر شهداء الجليل الأشم، والمثلث الباسل ، نستذكر شهداء سخنين وعرابة البطوف وكفر كنا وشهداء الطيبة، كما نستذكر كل شهداء شعبنا وأمتنا العربية، الذين ترجلوا في معركة الدفاع عن الأرض والوجود الفلسطيني، وجعلوا من دمائهم، قناديلاً تنير لنا الدرب الثوري نحو فلسطين الهدف، وعمّدوا بدمائهم الزكية انتمائهم لشعبهم وأمتهم وللإنسانية الحرة في مواجهة كل محاولات النهب والتذويب والأسرلة، حيث غدا كل من الجليل والمثلث والنقب عنواناً لفشل السياسات العنصرية الصهيونية، التي لم تنجح قبل الثلاثين من آذار عام 1976، ولم ولن تنجح بعدها، بعماد انتمائهم الوطني والقومي. فتحية الإجلال والفخر والاعتزاز لأبناء شعبنا الباسل القابضين على الجمر وحقوقهم القومية والإنسانية رغم جبروت وعنصرية الاحتلال وعدوانه المستمر.. وتحية لعراقيب النقب التي تعلن إصرارها على تمسكها بأرضها وهويتها وإعادة البناء لما يزيد عن 120 مرّة، رغم الجرافات والهدم والتشريد المستمر.
يا أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد:
في الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، نستلهم الدروس والعبر التي جسدتها جماهير شعبنا، بمقاومة وبسالة قل نظيرها، يجب أن توضع أمام جميع القيادات الفلسطينية، لتتحمل مسؤولياتها التاريخية، التي لا يمكن التخلي أو التراجع عنها أو التهرب منها، ولعل أبرز هذه الدروس والعبر تتمثل في:
أولاً: أن الحفاظ على الإنسان الفلسطيني وحمايته وتعزيز صموده فوق أرض وطنه، مهمة ترقى لمهمة حفظ الوجود، التي لا يمكن أن تكون إلا بالحفاظ على كرامته وحريته وإنسانيته، وحمايته وتحصينه أمام كل محاولات تدجين أو كي وعيه، وتعزيز صموده وتوفير متطلبات ذلك، فالإنسان الفلسطيني الحر الكريم، هو ضمانة استمرار المقاومة والنضال لمجابهة الاحتلال الصهيوني وعدوانه المستمر وسياساته الاستيطانية – الإجلائية – الاحلالية، كما مجابهة المخططات والمشاريع الصهيوأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ثانياً: أن وحدة الوضع الفلسطيني الداخلي، وتحقيق الإنجازات والانتصارات، مرهون بوحدة أدواته وفصائله السياسية والتنظيمية، التي تشكل ناظماً وموجهاً لشعبنا ونضاله الوطني والاجتماعي. وعليه، فإن استمرار الانقسام، وتعزيز مفاعيله السلبية، عدا عن كارثيتها الراهنة، يشكل وصفة جاهزة لتمرير المخططات والمشاريع التصفوية، الأمر الذي يتطلّب من طرفي الانقسام بشكل خاص، تحمل مسؤولياتهما في إنهائه بشكل عاجل وبالاستناد إلى الاتفاقيات الموقعة، وعدم التعامل معه بوصفه ملف مطلوب إدارته، بل باعتباره كارثة وطنية يجب أن تنتهي فوراً.
إن وحدة الوضع الداخلي الفلسطيني، وتعميد الوحدة الوطنية والاجتماعية الشاملة، تتطلب أن ترتقي الفصائل والقوى الفلسطينية إلى مستوى تضحيات وتطلعات شعبنا، الطامح إلى الحرية والعودة والاستقلال، وليس في استمرار الرهان على التجارب الخاسرة، في مقدمتها نهج التسوية والمفاوضات، وليس أيضاً بمغازلة آخرين للولايات المتحدة الأمريكية ولقوى إقليمية، قد تفتح على مداخل لحلول سياسية كارثية، من بوابة معالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. فمعالجة واقعنا الفلسطيني الداخلي، لن يتم من خلال هذه القوى المعادية، بل بالرؤية والاستراتيجية الفلسطينية الشاملة والموحدة، وبالأداة والمؤسسة الفلسطينية الجامعة، وبتكريس الممارسة الوطنية والديمقراطية الراسخة، وبناء تواصل فعّال مع شعبنا في كل مواقع تواجده داخل الوطن وفي مواقع اللجوء والشتات، فهو عنوان الصمود واستمرار الوجود وليس غيره.
ثالثاً: أن منظمة التحرير الفلسطينية، مثلت ببرنامجها وميثاقها ووحدة قواها، عنواناً دائماً للحفاظ على وحدة وهوية شعبنا الفلسطيني، وناظماً لنضاله وقائدة له. فالمنظمة التي تعاني منذ ما يزيد عن ربع قرن، من تهميش وهيمنة وتفرد، وتقديم السلطة على دورها ومكانتها، ستتفاقم أزمتها في حال الإصرار على عقد المجلس الوطني في الثلاثين من نيسان القادم دون توافق وطني خلافاً للاتفاقات الوطنية الموقعة بهذا الخصوص، وسيقود إلى تكريس النهج الاستخدامي للمؤسسات الوطنية لشعبنا الفلسطيني، وعليه، فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ستناضل جنباً إلى جنب مع كل القوى والمؤسسات والشخصيات الوطنية، من أجل عقد مجلس وطني توحيدي، والحيلولة دون عقد دورة عادية له، حسب الدعوة المعلنة، تجنباً لما قد يترتب على ذلك من توسيع وتعميق لدائرة الانقسام.
رابعاً: أن أشكال النضال ووسائله متعددة، مارستها جماهير شعبنا، في محطات كثيرة بكفاءة واقتدار، والمطلوب في هذه المرحلة بشكل خاص، إعادة الاعتبار لها، وعدم وضعها في وجه بعضها البعض، فاعتماد أشكال ووسائل النضال: الأيديولوجية والثقافية والتعليمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والإعلامية.. الخ، هو في صلب مهمات أي حركة تحرر وطني تواجه صراعاً مصيرياً مع عدو يتفوق عليها مادياً، فمن المعروف أن حسابات السياسة مرهونة بموازين القوة وليس "بشطارة" هذه القيادة أو تلك.
إننا مطالبون اليوم جميعاً.. قوى وفصائل ومؤسسات وشخصيات وطنية ومجتمعية، الارتقاء لمستوى خطورة التحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الوطنية، بما يحمي ويحصّن ويحافظ على وحدة الشعب والأرض معاً، وتمسكاً بالأرض وبحق العودة.. فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تدعو جماهير شعبنا إلى المشاركة الواسعة والفعّالة، في مسيرات العودة الكبرى، التي ستنطلق بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، في داخل الوطن ومواقع اللجوء في كل من لبنان وس