نشر بتاريخ: 30/03/2018 ( آخر تحديث: 30/03/2018 الساعة: 10:45 )
تونس- معا- شدد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، في كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وممثلاً له في الندوة الفكرية "القدس فلسطينية"، يوم الخميس، على أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينجح في عزل الشعب الفلسطيني عن عمقه العربي والإنساني، وعزل مدينة القدس عن هذا العمق كما يعمل على أرض الواقع لعزلها عن عمقها الفلسطيني.
وجاءت كلمة بسيسو هذه، التي بادرت إليها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين في الجمهورية التونسية، واحتضنتها العاصمة التونسية، بحضور عربي رفيع المستوي.
وشارك بسيسو في افتتاح قاعة باسم القدس في مقر المنظمة، وفي إطلاق معرض صور عن القدس قبل الحرب العالمية الأولى، وقدم لوحة مصورة باسم دولة فلسطين لصاحبها علاء بدارنة، وتصور مسنة فلسطينية تتثبث بما تبقى من إحدى زيتوناتها عقب اقتلاع قوات الاحتلال لبقية أشجار الزيتون خاصتها، لكونها تعكس رسالة الصمود الفلسطيني.
وقال الوزير ان مشاركته في هذه الندوة الفكرية تعكس حرص فلسطين على تعزيز ترابطها مع عمقها العربي والإنساني، وهو ما يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يخلخله كجزء أساسي من سياسة الحصار التي يفرضها على الفلسطينيين، محذراً من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى عزل الشعب عن عمقه العربي والإنساني، وعزل مدينة القدس "جوهرة المدائن العربية" عن عمقها الفلسطيني، وهو ما دفعه الى تشييد جدار عازلا يطوق المدينة المقدسة، وفرض حصار على مدينة غزة، وإطلاق يد الاستيطان على كل الأراضي الفلسطينية.
وشدد بسيسو على أن فلسطين لا يمكن أن تنفصل عن الجغرافيا والتاريخ والمستقبل، فهي جزء من تاريخ وجغرافيا ومستقبل المنطقة، معتبرا أن مبادرة "ألكسو" بعقد هذه الندوة تنشئ جسور تكامل بين النضالين الفلسطيني والعربي، خاصة أن الشعب الفلسطيني يحيي في الثلاثين من كل عام ذكرى يوم الأرض" الذي تعود أحداثه إلى أذار من العام 1976، بعد أن قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمصادرة مساحات شاسعة من أراضي الشعب الفلسطيني، الذي رد بإعلان إضراب عام وخرج في مسيرات شهدت مواجهات أسفرت عن سقوط شهداء واعتقال المئات من الفلسطينيين.
وحذر السفير الفلسطيني لدى تونس هايل الفاهوم من أن الهجمة الإسرائيلية على الإرث التاريخي والثقافي الفلسطيني تمثل أكبر التحديات التي تواجهها الثقافة والمثقفون العرب، معتبراً "انعقاد هذه الندوة في بيت الثقافة العربية انتصار للقيم الإنسانية والكونية، وفي مقدمتها الحق في الحياة والحرية في تقرير المصير".
كما انتظمت ندوة متخصصة لكل من د. حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس، ود. غسان نمر المدير العام للإعلام في الرئاسة، حول القدس، تناولت العديد من المحاور ذات الأهمية، وبحضور عدد من سفراء الدول العربية لدى تونس، وأدارها عبد اللطيف عبيد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حيث ركزت المداخلات على تحالف المواطنين العرب مسلمين ومسيحيين ضد الاحتلال، ونضالهم المشترك في هذا المجال، مشددين على أهمية تثبيت عروبة القدس وفلسطين لدى المواطن العربي عامة، والأطفال خاصة، بما يساهم في دعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وأكد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) د. سعود الحربي، أن القضية الفلسطينية "محورية" لكل العرب، مشددا على أن كل المنطقة "لن تنعم بأي استقرار أو ازدهار ما لم يتم حل القضية الفلسطينية"".
وقال الحربي إن "ألكسو" تعقد هذه الندوة على هامش حياء ذكرى يوم الأرض الذي يوافق الثلاثين من آذار من كل عام، إيمانا منها بأن القضية الفلسطينية هي أم القضايا العربية، وبهدف نصرة مدينة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وإعادة الاعتبار للقضية وللشعب الفلسطيني مع كل ما تتعرض له من عمليات تهويد وطمس لتراثه الثقافي إلى واجهة الاهتمام العربي.
وأضاف الحربي "نؤمن بأن هذه الهجمة الإسرائيلية على الموروث الفلسطيني والعربي تتطلب خطابا ثقافيا قوياً يؤكد على فلسطينية مدينة القدس"، مؤكدا أن المنطقة العربية لن تنعم بأي استقرار أو أي ازدهار من دون أن يتم التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية "قضية كل العرب.
من جهته اعتبر وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين أن "يوم الأرض" يمثل رمزا للصمود البطولي للشعب الفلسطيني في مواجهة عمليات الاحتلال الاسرائيلي، معرباً عن دعم بلاده الكامل لنضالات الشعب الفلسطيني والتزامها بالتمسك بضرورة التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يمتثل لقرارات الشرعية الدولية ويستجيب لتطلعات الفلسطينيين.
وشدد في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، على أن تونس لم تتوان عن تقديم كل أشكال الدعم للفلسطينيين بدءا باستقبال قيادات المقاومة الفلسطينية، وصولا إلى رفض القرار الأميركي الأخير بنقل السفارة الأميركية بإسرائيل إلى مدينة القدس.
وأوضح زين العابدين أن بلاده تتمسك بحل الدولتين للقضية الفلسطينية وأن يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على ضوء قرارات الشرعية الدولية.