نشر بتاريخ: 01/04/2018 ( آخر تحديث: 01/04/2018 الساعة: 23:42 )
طولكرم - معا- نظّمت جامعة فلسطين التقنية خضوري، اليوم الاحد، فعاليات اليوم الأول لأعمال المؤتمر الثالث حول البحث والابتكار في الهندسة وتكنولوجيا المعلومات "مشاريع تخرج الطلبة"؛ برعاية وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، وبمشاركة فاعلة من نائب محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة ووزير المواصلات المهندس سميح طبيلة ورئيس سلطة جودة البيئة عدالة الأتيرة ونقيب المهندسين م. مجدي الصالح والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر ورئيس مجلس إدارة منيب رشيد المصري أ. منيب المصري وممثلي رؤساء الجامعات الفلسطينية، وبمشاركة أكثر من 100 مشروع إبداعي من كليات الهندسة في الجامعات الفلسطينية، والعديد من الخبراء والأكاديميين الدوليين والفلسطينيين المغتربين والمؤسسات الراعية والداعمة للريادة والابتكار، وذلك تجسيداً لتوجه الجامعة الاستراتيجي بجعل البحث العلمي والابتكار أحد المحاور الرئيسة لمنظومة التعليم الجامعي، خاصةً بمجالي الهندسة وتكنولوجيا المعلومات.
من جانبه أكد الوزير صيدم رعاية واحتضان الوزارة للابتكار والإبداع والتميز والريادة في كافة المؤسسات التعليمية، مشيداً بمشاريع الطلبة التي شملها المؤتمر الثالث حول البحث والابتكار في الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، لافتاً في ذات الوقت إلى إطلاق الوزارة للتعليم التكاملي الذي يجمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي، مشيراً إلى الخطوة التي خطتها الوزارة بدمج الكليات التقنية الحكومية بجامعة خضوري بما يسهم في تشجيع التوجه نحو قطاع التعليم المهني والتقني، متطرقاً إلى خطوة دمج هذا القطاع في التعليم العام، وذلك ضمن توجهات ومساعي الوزارة الرامية لدعم هذا القطاع وتغيير النظرة السلبية حوله.
وتطرق الوزير إلى النجاحات التي حققها نظام التعليم، وذلك بشهادات دولية كان آخرها إشادة البنك الدولي وتأكيده أن نظام التعليم الفلسطيني هو الأفضل على مستوى دول الوطن العربي، والإنجازات التربوية المتلاحقة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
بدوره، بين أ.د.عورتاني أن التعليم العالي الفلسطيني يشهد حوارات وإرهاصات جدية يجري في إطارها مراجعة مسيرة التعليم العالي وتشخيص واقع الحال وتدارس سبل ترشيد التعليم الجامعي باتجاه جعله أكثر جدوى وكفاءة وفاعلية واستدامة وتكاملية وقدرة على تأدية دوره المأمول في صياغة مستقبل مشرق لدولتنا العتيدة، وتعزيز دعائمها الاقتصادية والمعرفية والتكنولوجية.
وأوضح عورتاني أن هذه المراجعة تأتي في ظل ما يشهده العالم من انفجار معرفي متدحرج مقترن بتطور متسارع وغير مسبوق لتكنولوجيا المعلومات والاتصال وبالانتشار الفلكي للتقنيات الذكية والذي وضع حداً لنخبوية المعرفة التي غدت في متناول بني البشر في كافة أصقاع المعمورة، وأنه نجم عن ذلك تحولات جوهرية في طبيعة التعليم من حيث المفهوم والجودة والطرائق من جهة؛ وتضاريس سوق العمل وطبيعة الوظائف والأعمال من جهة أخرى.
وقال: "لم يعد الشباب أمام خيارين الوظيفة أم البطالة بل بزغ خيار ثالث جدي ومتصاعد وهو توسيع القاعدة الاقتصادية بابتكار أعمال ريادية جديدة ووظائف لم تكن ممكنة من قبل، وذلك من خلال ابتكار منتجات وحلول وطرائق قائمة على أفكار خلاقة وتقنيات في متناول اليد تستجيب لحاجات قائمة أو قادمة أو حتى اختلاق تلك الحاجات، ولم يعد العمل مقتصراً على التخصص الأكاديمي الجامعي بل أصبح يشمل آفاقاً أكثر رحابة وتنوعاً.
وأضاف عورتاني: "أن الجامعة واستجابة للمتغيرات؛ بذلت جهداً رؤوياً للوصول إلى بناء المنظومة الجامعية للإبداع والابتكار، وأن ذلك شمل تأسيس مراكز ومختبرات متخصصة وبرامج هادفة إلى إثراء الحياة الجامعية بتوفير مساحات وفعاليات فكرية وعلمية وإبداعية وريادية، ودعم طيف من المشاركات الطلابية في فعاليات ومحافل وطنية وإقليمية ودولية؛ شملت العديد من الدول، ونسج العديد من الشراكات المجتمعية وتوفير طيف واسع من فرص التعلم غير المنهجي داخل الجامعة وخارجها والتي درجت تسميتها بمهارات القرن الحادي والعشرين والتي تعزز من قدرة الطالب على امتلاك ناصية أمره وخوض غمار الحياة بأمل واقتدار".
وتم خلال المؤتمر عقد جلسة حوارية أدارها المدير التنفيذي لشركة Glow للابتكار م. حسن عمر حول حوكمة نظام التعليم الهندسي في جامعات فلسطين، بمشاركة الوزير صيدم وعورتاني وطبيلة والأتيرة والعكر والصالح، تم فيها التركيز على مدى التخطيط المدروس بين التخصصات الهندسية على المستوى المحلي، بالإضافة إلى مستقبل قانون التعليم الإلكتروني ودور القطاع الخاص، ومستقبل التعليم التكاملي، ومدى التعاون بين القطاع الخاص والجامعات ومدى المواءمة بين مخرجات الجامعات واحتياجات سوق العمل، ورأي القطاعات الناظمة للهندسة بمنظومة التجسير والتعليم التكاملي والثنائي.
وخلال فعاليات المؤتمر عقد جلسة حوارية، أدارتها رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د. مكرم عباس بعنوان: سيدات رياديات في الهندسية؛ بمشاركة د. الأتيرة، ود. جوانا بيتشارد من الكلية الملكية للفنون والآداب- لندن، وم. ريما عرفات، المدير العام للمكتب الهندسي الاستشاري أرابيسك- نابلس، وم. نادية حبش محاضرة في قسم العمارة بجامعة بيرزيت، و م. رانية دولة رئيس قسم تخطيط الطرق والمواصلات ببلدية نابلس، تم خلالها التركيز على تجارب النساء المهندسات الرياديات وأسباب النجاح والتحديات الماثلة أمامهن.
و افتتاح معرض المشاريع الطلابية الذي احتضن 90 مشروعاً في مجالات الهندسة المختلفة، خضعت جميعها لعملية التقييم والدراسة من قبل لجان تحكيم متخصصة، وفي نهاية المؤتمر بيومه الأول؛ أعلن رئيس اللجنة العلمية له د. يوسف دراغمة أسماء أفضل المشاريع الفائزة على مستوى مشاريع هندسة الميكانيك والميكاترونكس، وهندسة الكهرباء، وهندسة وعلم الحاسوب، والهندسة المدنية والمعمارية، وهندسة الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات.
وعلى هامش المؤتمر؛ أطلقت "خضوري" الخطة المكانية التطويرية الخاصة بها، حيث أعلن الوزير صيدم، أن الوزارة أنهت ترتيباتها بالتنسيق مع وزارة الزراعة وسلطة الطاقة لتوحيد أراضي جامعة فلسطين التقنية - خضوري، لافتاً إلى أنه سيتم خلال الفترة القصيرة المقبلة التوقيع على اتفاقية توحيد أراضي الجامعة.
وأكد صيدم أن خطوة توحيد أراضي "خضوري" تعد تطوراً تاريخياً في حياة الجامعة، شاكراً في هذا السياق وزير الزراعة د. سفيان سلطان ورئيس سلطة الطاقة م. ظافر ملحم على تعاونهما الكبير في هذا الملف، بما ينعكس على تطور الجامعة ورفعتها وتحقيق المزيد من الإنجازات، خاصةً وأن "خضوري" تسطر يومياً أسمى نماذج الصمود في وجه الاحتلال وانتهاكاته التي تطال مقرها الرئيس وفرعها في العروب.
بدوره، نقل طقاطقة تحيات محافظ طولكرم عصام أبو بكر، مترحماً على أرواح شهداء شعبنا الذين ارتقوا في غزة خلال فعاليات إحياء الذكرى (42) ليوم الأرض الخالد، مؤكداً أهمية إطلاق هذه الخطة واعتمادها وما يترتب عليها من نتائج تخدم طلبة الجامعة والمواطنين بشكل عام، قائلا "إن هذا ليس غريباً على جامعة "خضوري" التي تحتضنها محافظة التفوق والنجاح والإبداع".
"وأشار طقاطقة إلى أن "خضوري" بعلمها وإصرارها على الاستمرار في مسيرتها التعليمية ومن خلال موقعها الصامد في وجه الجدار الفاصل، وثباتها ومواجهتها للاحتلال، وبالغم من كل التحديات التي تواجهها إلا أنها تميزت بحفاظها على الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال البرامج التعليمية المتعددة والمتنوعة، موضحاً "بأن شعبنا يمتلك العديد من الطاقات والإبداعات القادرة على النهوض والتطور في شتى المجالات".
من جهته؛ بين عورتاني أن هذا المخطط المكاني، تم إنجازه والعمل عليه ضمن رؤية مستقبلية مدروسة راعت معايير الجودة العالمية للمخططات المكانية الجامعية من حيث المساحة والتكاملية وخدمة البيئة والعصرية، وبشكل يحافظ على تاريخها وصبغتها التقنية.