عند جدار سجن غزة.. هل نشهد اياما دموية أخرى ؟!
نشر بتاريخ: 03/04/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2018 الساعة: 21:25 )
كتب: "حجاي إلعاد" مدير عام منظمة "بيتسيلم" في صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية:
القيادة الإسرائيلية تبالغ بشكل تدريجي في واحدة من حقائق الموت والحياة: استمرار السيطرة على ملايين الفلسطينيين لن يكون ممكنًا دون تنفيذ جرائم حرب؛ هذا معنى السيطرة على شعب آخر: ليس فقط سلب أراضٍ، نظام أسياد، غياب حقوق سياسية وعنف بيروقراطي لا متناهٍ، بل أيضًا جرائم قتل متكررة ومدروسة.
وأكد، أنّ الدعاية الرسمية - كالعادة - أن حماس هي المذنبة في كل ما حدث، بالضبط كما تحدد أن حماس هي المذنبة بإبادة العشرات من العائلات ومقتل مئات الشبان والأطفال في القصف الإسرائيلي على غزة في 2014، حتى ان المتحدث باسم الجيش كتب في حسابه على "تويتر" أن "لا شيء تم بدون سيطرة، كل شيء كان دقيقًا ومدروسًا، ونحن نعرف أين تصيب كل رصاصة".
وأضاف، "يتضح أن رصاصاتنا الذكية - التي أصابت يوم الجمعة بسلاح حي مئات الفلسطينيين - نجحت بتحديد كل مَن يشكل خطرًا ولم يكن هناك أي طريقة أخرى للتعامل معهم؛ حتى أولئك الذين تم إطلاق النار عليهم عن بعد، وأولئك الذين تم إطلاق النار عليهم في الظهر"، و"إسرائيل لا تحاول تطبيق أجندة الدولة الواحدة. الدولة الواحدة ليست أجندة، بل هي واقع، ومَن ينفذونها ليسوا فقط رجال جيش ورجال "شاباك" بل أيضًا قضاة، قادة، ناخبين وسياسيين إسرائيليين".
واستدرك قائلا، إنّه تُدار منطقة غزة من الدولة الواحدة من الخارج مثل سجن كبير، يحدد حراس السجون كمية الكهرباء، المياه، والغذاء الذي سيحصلون عليه قرابة 2 مليون مواطن، حياتهم هناك بلا حياة.
السلاح الحي بمثابة وسيلة لتفريق التظاهرات، والأسرى هناك ليس لديهم أي حق بالتعبير عن معارضتهم لمصيرهم. اليأس هو ذنبهم، إصابتهم وموتهم هو فقط مسؤوليتهم، وأيدينا لم تسفك الدم لأنهم هاجموا رصاصاتنا.
وأشار إلى، أنّ يوم الجمعة كان دمويًا، لقد تخصصت إسرائيل في طمس الحقائق، لا تتوقعوا إجراء تحقيق، وحتى لو تم الأمر فبالتأكيد لا تتوقعوا تنفيذ الحساب والعقاب.
التحقيقات هي مرحلة روتينية من مراحل التستر على الجرائم. إن العلم الأسود رُفع يوم أمس أمام الجميع وبلا منازع. ومع ذلك، لحسن الحظ أنهم هم المذنبون في كل ما حدث، الذين يقتلون أنفسهم بأنفسهم، لأننا - لا سمح الله - لو كنا نحن المذنبون في شيء، لأين كنا سنقود العار؟، السيطرة على شعب آخر تستوجب، من وقت لآخر، أيامًا من القتل والمجازر. بعد يوم الجمعة، ما زال هناك أيام دموية أخرى في الطريق.