نشر بتاريخ: 05/04/2018 ( آخر تحديث: 05/04/2018 الساعة: 14:12 )
رام الله- معا- نظم المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية "مسارات" لقاء لإطلاق ومناقشة إصداره الجديد "السّياسات الصَّهيونية لمحاربة حركة المقاطعة وطرق تفكيكها" للباحث الشاب معاذ مصلح.
وحضر اللقاء الذي نظم في مقري المركز بالبيرة وغزة عشرات السياسيين والأكاديميين والنشطاء من الجنسين.
وأدار النقاش في البيرة رازي نابلسي، منسق برنامج دراسة "المشروع الصهيوني"، فيما أداره في غزة، صلاح عبد العاطي، مدير مكتب مسارات في القطاع.
وأشار نابلسي إلى أن هذا الإصدار هو الخامس ضمن برنامج دراسة المشروع، الذي ينفذه المركز لفهم المشروع وطبيعة الدولة والمجتمع الصهيوني، وصيرورة تطورهم بصورة نقدية، فضلًا عن وجود أبحاث أخرى سترى النور قريبًا تتناول قضايا، مثل القضاء الاسرائيلي، والتدين في قطاع التعليم الإسرائيلي، والتواصل مع المجتمع الصهيوني وغيرها، مضيفًا أن هذا البرنامج يهدف إلى تحقيق فهم معمّق لطبيعة وأهداف وديناميات سيطرة النظام الصهيوني الاستعماري الاستيطاني، وفهم التناقضات داخل المشروع على طريق امتلاك رؤية وطنية للمشروع التحرّري الفلسطيني.
وأوضح مصلح أن هدف هذا الكتاب دراسة السّياسات الصَّهيونية لمحاربة حركة المقاطعة، واقتراح سياسات فلسطينية لتطوير وتوسيع عمل الحركة، ووضعها ضمن سياق الكفاح الوطني الفلسطيني، والنهوض بالإطار العملي والخطاب الجامع للحركة التحررية الفلسطينية، إضافة إلى اقتراح سبل انطلاق حركة المقاطعة نحو خلق تحالفات جديدة.
وقدم مصلح عرضًا لفصول الكتاب وتوصياته الرئيسية، حيث تطرق الفَصل الأوَّل إلى دعوات وحَمَلات المُقَاطعة في تاريخ النِّضالِ الفِلَسطينيّ ضد الصهيونية منذ بدايات القرن الماضي، مع وضعها في سِياقِها الزَمَنيّ – السياسيّ وَالاقتِصادِيّ والاجتماعي، وصولا إلى حركة المقاطعة الفلسطينية المعاصرة، في محاولة لفهم إستراتيجياتها، ووضع إنجازاتها وتحدياتها في سياق واقعيّ، ولمعرفة مكامن قوتها ومعوقات تطوير وتوسيع تأثيرها محليا وخارجيا، بما يمكن من مواجهة السياسات الصهيونية المتصاعدة لاستهداف حركة المقاطعة والناشطين فيها.
وتناول الفصل الثاني السياسات الصهيونية لمحاربة حركة المقاطعة، وتحديد كوامن قوتها وضعفها ضمن السياق السياسي الحالي، حيث تنوعتْ الإستراتيجياتُ الصهيونيَّةُ ما بينَ حملاتِ إعادة وَسْم للكيانِ، وحملات هجوم مباشر على نشطاء المقاطعةِ، وَاستغلالِ مجموعاتِ الضغطِ الصهيونيَّةِ لتجريمِ المشاركةِ في المقاطعةِ والدعوةِ إليها، فضلًا عن مجابهةِ حركةِ المقاطعةِ كهدف رئيسي، إضافة إلى تناول عمل آلة الدعاية الصهيونية في قارتي أفريقيا وأميركا اللاتينية.
ويقترحُ الفصل الثالث سُبُلاً لتطوير إستراتيجيات عمل وخطاب حركةِ المقاطعةِ لتتمكنَ من تفكيك الإستراتيجياتِ الصهيونيَّةِ، وَالوصولِ إلى الأهدافِ المعلنة لحركة المقاطعة، وربما ضرورة إعادة صياغة تلك الأهداف كجزء من المراجعة الإستراتيجية لمستقبل حركة المقاطعة وسياقه النضالي في إطار المقارنة مع نظيرتها الجنوب أفريقية.
وفي هذا السياق، شرح الباحث مقاربته المقترحة لوضع حركة المقاطعة ضمن سياق النضال الفلسطيني وتطوير خطابه التحرري، ومحاولة استشراف نقاط ضعف وقوة حركة المقاطعة من خلال إجراء مقارنة عملية ونظرية مع حركة المقاطعة الجنوب أفريقية والعوامل التي أسهمت في نجاعتها، إلى جانب فهم حركة المقاطعة ضمن سياق الوضع السياسي والإستراتيجي المتغيّر في المنطقة والعالم.
واختتم الكتاب باقتراح مجموعة من التوصيات للتصدي للسياسات الصهيونية التي تستهدف حركة المقاطعة، ولكي لتنطلق الحركة نحو خلقِ تحالفات إستراتيجية جديدة، وَتطويرِ القديمةِ لتتلاءمَ معْ التغيراتِ السياسيَّةِ الحاليَّة، إضافة إلى تطويرِ لغةِ الخطابِ وإعطائِها أهميةً أكبر لدورها في إنجاح حشد الطاقات خلف حركة تحرريَّة شاملة. كما أوصى حركة المقاطعة بمراجعة خطابها، واستغلال فرصة تاريخية لن تتكرر لتأصيل وتجذير خطابة وسردية النضال الفلسطيني.
أعقب ذلك نقاش غني متعدد الآراء ساهم فيه عدد من المشاركين في اللقاء في كل من البيرة وغزة، وقدمت خلاله العديد من الملاحظات والاقتراحات حول منهجية ومضمون الكتاب، وكذلك التوصيات التي يقترحها.