نشر بتاريخ: 05/04/2018 ( آخر تحديث: 06/04/2018 الساعة: 08:28 )
غزة- معا- تقرير هدية الغول- تحدثت بعض التقارير الإعلامية عن وجود تدخلات إقليمية ودولية تجري في الخفاء، لاجبار الفلسطينيين على وقف مسيرة العودة،
التي انطلقت قبل أسبوع مقدمة أكثر من 17 شهيدا، والسؤال الذي يبرز الان هل تنجح هذه التحركات في وقف ما بدأه مئات الالاف من الشباب الذين خرجوا بحثا عن حق العودة؟ وهل تمتلك القيادات الفلسطينية حق الرد بالنيابة عن 2 مليون فلسطيني 70% منهم لاجئون في قطاع غزة؟الدكتور عاطف ابو سيف الناطق باسم حركة فتح اكد لمراسلة "معا" أن أي حراك دولي أو اقليمي يجب أن يكون باتجاه إنهاء الاحتلال وباتجاه تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المسلوبة، مشددا انه اذا لم يكن ما يعرض على الشعب الفلسطيني مقنعا لن يتوقف مثل هذا الحراك السلمي الذي شكل نقطة التقاء الكل الفلسطيني والقلب النابض للمقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال.
وقال ابو سيف:" هذه التحركات قد تخلق نقاشا حول بعض المواقف التي تكون مع او ضد المسيرات السلمية، ولكنها لن تثني هؤلاء الشباب عن الخروج كل جمعة وصولا الى الخروج العظيم في مسيرة العودة الكبرى في الذكرى السبعين للنكبة"، مؤكدا ان الحديث عن أي حراك دولي لا يستجيب لأصل الازمة لن يكون الا تبريد للازمة وليس حلا لها.
وشدد ابو سيف أن هذا الحراك السلمي لا يشكل خطرا على أحد، ولكنه يشكل خطر اخلاقيا على اسرائيل وخطرا معنويا على هذا الاحتلال، مشددا ان هذه المسيرات السلمية الشعبية يجب ان تكون جزء من استراتيجية وطنية شاملة تعمل على انهاء الاحتلال واستعادة الحقوق الوطنية.
واضاف: "بالتالي جميع التحركات الدولية يجب ان تصب باتجاه الضغط على اسرائيل من اجل تمكين الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه والشعب الفلسطيني لا يطلب المستحيل وبالتالي يجب ان يكون هذا الحراك الدولي والاقليمي ليس على الشعب الفلسطيني ولكن يجب ان يكون على قادة وجنرالات الاحتلال من اجل اعطاء حياة كريمة لهذا الشعب المناضل".
وكان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خرج يوم الجمعة الماضية لا يحمل أي ادوات عنيفة، انما رسائل سياسية انسانية حقوقية بحقه بالعودة الى دياره التي هجر منها قسرا.
المحلل السياسي ابراهيم المدهون أكد أن هناك عدة أطراف دولية و اقليمية معنية بالتدخل كوساطة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال لوقف مسيرات العودة والغضب الجماهيري المتصاعد، مشددا انهم حتى اللحظة حتى اللحظة لم يقدموا حلولا للشعب الفلسطيني ويريدون منه التزامات دون ابداء أي حلول للإشكاليات ودون تعزيز حق العودة الذي يجمع عليه الشعب الفلسطيني.
وأكد المدهون أنه من الصعب ان تنجح هذه التدخلات في وقف مسيرات العودة لأنه لا يتحكم بها شخص أو فصيل وبالتالي من الصعب التكهن حول نجاح أي وساطات.
ويستدرك المدهون قائلا: "ولكن اذا تم تقديم للشعب الفلسطيني شيئا يمكن الاعتماد عليه وتهدئة الناس يمكن البناء عليه ولكن باعتقادي ما يعرض وما يقدم لا يرضي الجمهور الغاضب خاصة واننا نعرف خصوصية قطاع غزة التي لا تعاني فقط التهجير والاحتلال وانما حالة حصار وفقر وضغوط وعقوبات حتى وصل الى معادلة صفرية لا يوجد شيء يخسره وهذا ما دفعه الى الحدود بمئات الالوف".
وفي معرض رده حول قدرة القيادات الفلسطينية اذا ما صحت الانباء حول وجود تحركات دولية لانهاء مسيرات العودة أكد المدهون انه من المبكر الحديث عن قدرة أي قيادة في وقف هذه المسيرات ولكن الشعب الفلسطيني واعي انه يجب أن يكون هناك نتاج سياسي واضح يحافظ على حق العودة وايضا يحل اشكاليات قطاع غزة وبعض الاشكاليات الفلسطينية العالقة.
واضاف:" اعتقد انه سيفضل العمل على ذلك ولكن طالما انه لا يوجد افق وانجازات يمكن لمسها باليد فمن الصعب الان ايقاف مئات الالاف من الشباب الذين لا يجدون أي افق لهم ان يعودوا الى بيوتهم والى بطالتهم ومعاناتهم".
والى حين ان تتكشف خبايا التحركات الدولية والاقليمية حول مسيرات العودة لا زال قناص الاحتلال يحصد ارواح مزيد من الشهداء على حدود قطاع غزة.