نشر بتاريخ: 08/04/2018 ( آخر تحديث: 08/04/2018 الساعة: 13:24 )
جنيف- معا- وجه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان صباح اليوم الأحد شكوى عاجلة لمقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير حول استهداف الصحفيين على حدود قطاع غزة.
ودعا الأورومتوسطي في الشكوى لفتح تحقيق دولي عاجل في استهداف الصحفي الفلسطيني ياسر مرتجى (30 عاما)، وهو أب لطفل وكان يرتدي سترة الصحافة أثناء تغطيته الصحفية لمظاهرات الجمعة الماضية على حدود القطاع.
وقال الأورومتوسطي إن أربعة من خبراء الأمم المتحدة من ضمنهم مقرر حرية التعبير أصدروا بيانا عاجلا على خلفية الأحداث في غزة، أكدوا فيه حظر القانون الدولي الصارم لاستخدام القوة من قبل المسؤولين المكلفين بإنفاذ القانون.
وأضاف في الشكوى أنه وبالرغم من تأكيد منظمي الاحتجاجات على سلمية الفعاليات، إلا أن قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي قتلوا 17 متظاهراً عند الحدود لم يشكلوا تهديدا مباشرا للجنود، وأصابوا حوالي 1200 آخرين في 30 آذار 2018.
وأوضح الأورومتوسطي أنه وبالرغم من لجوء المحتجين إلى إشعال الإطارات المطاطية في الجمعة الماضية 6 نيسان 2018 للحد من رؤية قناصة جيش الاحتلال، إلا أن هذا لم يحمهم من نيران القناصة، حيث قتل 9 مدنيين بالرصاص، بينهم الصحفي ياسر مرتجى، 30 عاما، وأصيب نحو 1420 آخرين.
ودعا إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة والضغط على الحكومة الإسرائيلية للتوقف عن انتهاكاتها ضد الفلسطينيين في غزة ورفع الحصار فورا، والسماح للفلسطينيين بالتعبير عن آرائهم دون تهديد أو قتل أو ترهيب.
كما عبر المرصد الدولي عن أمله باتخاذ إجراءات فورية في هذا الصدد، من خلال التواصل مع السلطات الإسرائيلية وضمان عدم تعرض المدنيين للأذى أثناء ممارستهم لحقهم في الاحتجاج والتجمع السلمي.
وفي ذات السياق، قال الأورومتوسطي إن خبراء الأمم المتحدة دعوا في بيانهم الأمين العام للأمم المتحدة لإجراء تحقيق في ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وأعرب الخبراء عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن وزير الدفاع الإسرائيلي لن يجري أي تحقيق في ممارسات إسرائيل على الحدود.
كما شدد الخبراء على عدم وجود دليل متاح يشير إلى أن حياة القوات الإسرائيلية المسلحة كانت معرضة بشكل كبير لأي تهديد".
وأضافوا أن" إسرائيل تجاهلت المطالب المتكررة من جانب المجتمع الدولي بإجراء تحقيقات موثوقة والمحاسبة بشأن الادعاءات الكبيرة عن عمليات قتل غير مشروعة من قبل القوات التابعة لها".
ولفت الخبراء في بيانهم إلى أن عددا من القتلى والجرحى أصيبوا في الأجزاء العلوية من أجسادهم بينما كانوا على مسافات بعيدة من القوات الإسرائيلية، معربين عن قلقهم إزاء التجاهل الواضح لأرواح المحتجين الفلسطينيين، مشيرين إلى أن القتل العمد أو الإصابة الخطيرة للسكان المحميين يرقى إلى مستوى انتهاكات جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة.
وأشار الخبراء إلى الرسالة التي نشرتها قوات الاحتلال على موقع "تويتر"، أمس السبت فيما يتعلق بالأحداث التي وقعت الجمعة الماضية، والتي قال فيها" لم يتم تنفيذ أي شيء خارج نطاق السيطرة؛ كل شيء كان دقيقا ومحسوبا، ونعلم أين استقرت كل رصاصة خرجت".
وأوضح الأورومتوسطي أن خبراء الأمم المتحدة أكدوا في بيانهم على ضرورة أن تحترم إسرائيل حق الشعب الفلسطيني في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير، مؤكدين أن إسرائيل كدولة احتلال ملزمة بحماية واحترام حقوق الإنسان للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة.
وكان المرصد الأورومتوسطي قد أرسل في وقت سابق خطابات عاجلة لعدد من المسؤولين الدوليين دعاهم فيها إلى العمل على ضمان سلامة المحتجين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة، والتباحث مع الدول المعنية في سبل تجاوز الأزمة مع الحفاظ على حق الغزيين في الاحتجاج السلمي على حصار قاس وإغلاق محكم لمعظم المعابر التي تربط القطاع بالعالم الخارجي، سواء تلك المعابر التي تديرها إسرائيل، أو معبر رفح الذي تغلقه السلطات المصرية بشكل شبه دائم طوال العام.