نشر بتاريخ: 11/04/2018 ( آخر تحديث: 11/04/2018 الساعة: 16:14 )
القدس- معا- حول الاحتلال الإسرائيلي حياة الأسير المحرر ماجد الجعبة (37 عاما) الى سجن كبير، خارج جدران سجون الاحتلال المعروفة؛ بإبعاده عن مدينة القدس ثم إبعاده عن مدن الضفة الغربية لمدة 6 أشهر، بحجة "القيام بفعاليات خطرة على أمن الدولة والمواطنين" مستندين في ذلك على تقارير ومعلومات استخباراتية سرية.
الشاب ماجد الجعبة يعيش بمدينة القدس ويعمل بها، ويتلقى أطفاله الأربعة تعليمهم بمدارسها، وقرار ابعاده عن المدينة هو بمثابة سجنه مرة أخرى لكن في سجن دون جدران، وقال الجعبة "ان قرار ابعادي عن القدس والضفة الغربية هو ترجمة فعلية لتهديدات ضباط المخابرات الذين يستدعونني بين الحين والآخر ويقولون لي أنهم لن يتركوني خارج السجن لفترة طويلة، وأني غير مرغوب بوجودي في القدس والبلدة القديمة والأقصى، فالإبعاد عن منزلي وأطفالي وعملي وهو بمثابة سجن كبير لي".
وأضاف الجعبة لوكالة معا "قبل شهر استدعيت للتحقيق في مركز شرطة المسكوبية وبعد التحقيق معي عدة ساعات، تم إبلاغي شفهيا بأنه سيتم إبعادي عن القدس والضفة بحجج واهية وهي الانتماء لحركة حماس وشباب الأقصى والقيام بفعاليات في القدس، وبالفعل في نهاية شهر آذار الماضي تسلمت قرارا يقضي بإبعادي عن القدس ويوم أمس تسلمت قراراً يقضي بإبعادي عن مدن الضفة الغربية ما عدا بلدة العيزرية."
وأوضح الجعبة انه ومنذ إبعاده عن القدس اضطر للانتقال والسكن في العيزرية واستأجر فيها منزلا، ويمكنه الانتقال الى مدن الداخل الفلسطيني عبر طريق محددة بخريطة سُلمت اليه تقيد طريقه من العيزرية مرورا بعناتا وقلنديا ثم عبر شارع 443، وفي حال الانتقال الى احدى مدن الداخل يتوجب على محاميه ابلاغ سلطات الاحتلال بذلك، حيث هددت الشرطة باقتحام مكان اقامته للتأكد من تنفيذ القرار ومكان وجوده.
قرار ابعاد الجعبة عن القدس والضفة أثر على حياته بشكل كبير على الجانب الاقتصادي، فقد اضطر لاستئجار منزل في العيزرية إضافة لمنزله في القدس والذي تعيش فيه أسرته المكونة من 6 أفراد "زوجته وأطفاله الخمسة" من بينهم رضيعة لم تتجاوز الشهرين من عمرها، أما على الجانب الاجتماعي فالقرار يحرمه من متابعة احتياجات أولاده ومدارسهم خاصة وأنهم على أبواب الامتحانات النهائية، كما سيمنعه القرار من التواصل مع عائلته الذين يقيمون في القدس والضفة الغربية.
وقال" نحن على أبواب شهر رمضان والأعياد، وقرار الإبعاد سينتهي في نهاية أيلول القادم، أي بعد رمضان وبعد عيدي الفطر والأضحى، حيث سأكون بعيدا عن عائلتي وعن الأقصى ولن أشاركهم هذه المناسبات الخاصة".
وأضاف" بعد قرار إبعادي عن مدينة القدس كانت مدن الضفة المتنفس الوحيد لي، لكن هذا القرار حول حياتي الى سجن ولا استطيع التحرك الى أي مكان، كما أن التنقل محدد والتهديد باقتحام مكان إقامتي وارد".
ولفت الجعبة أنه قدم اعتراضا على قرار إبعاده عن القدس، حيث طالب المحامي من الشرطة تقديم الأدلة حول تنظيم موكله فعاليات في المدينة، الا ان اعتراضه رفض كما رفضوا الإفصاح عن الفعاليات بحجة التقارير السرية، مضيفا أنها حجج واهية دون أدلة للتضييق على المقدسيين وعقابهم واستمرار ملاحقة الأسرى المحررين، لافتا انه سيعترض للمحكمة الإسرائيلية العليا على قرارات ابعاده.
ولم تكتفِ سلطات الاحتلال بقرار إبعاده بل سلمته قائمة بأسماء عدة أشخاص يمنع التواصل معهم بأي شكل.
يذكر أن الشاب الجعبة هو اسير محرر قضى في سجون الاحتلال 6 سنوات على فترات، وقد استمر آخر اعتقال لمدة ثلاث سنوات ونصف تحرر منه قبل عام، وبعد تحرره وانتهاء محكوميته استدعي للتحقيق وابعد لمدة شهر عن القدس.