موظفو السلطة في غزة .. "الحلقة الاضعف"
نشر بتاريخ: 12/04/2018 ( آخر تحديث: 12/04/2018 الساعة: 13:22 )
غزة-تقرير معا- حالة من التشاؤم سادت اوساط الموظفين الذين يتبعون للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة بعد تأخر صرف رواتبهم عن شهر مارس المنصرم ،فلأول مرة في تاريخ السلطة الفلسطينية تصرف الرواتب في الضفة الغربية دون غزة، ووسط المشادات السياسية وتعثر خطوات المصالحة يخشى الموظفون ان يكونوا الحلقة الاضعف في سلسلة عقوبات تطال قطاع غزة ويبقى بصيص الامل بتسريبات من وزارة المالية حول صرف الرواتب الخميس.
الشاب الثلاثيني باهر ينتظر وعشرات غيره امام أحد البنوك في قطاع غزة منذ الاعلان عن صرفها يوم الاثنين الماضي لعلها تصرف في أي وقت،،يلتزم اقرب مسافة للصراف الالي حتى يكون اول الصافين في طابور الصرف.
يقول لمراسلة "معا": "ننتظر الراتب منذ ثلاثة ايام"
بالكاد استطعنا معرفة ما يجول في خاطر هؤلاء الموظفين فحالة الصدمة على وجوههم كانت اكبر من ان تعبر عما في قلوبهم، 11 عاما من الانقسام اتت اكلها بإحالة اكبر عدد منهم الى التقاعد .
احمد الحج كان هو ايضا ينتظر في ساحة الجندي المجهول أقرب حديقة للبنك بانتظار ان تصله رسالة على هاتفه النقال تحمله له البشرى ولعائلته يقول ببساطة وبلهجة عامية:"طافش من داري لانه ما معي مصروف اعطي ولادي"،يتابع:"جاي اقعد عباب البنك عشان لما يروحوا على المدارس ما اشوفهم لأنه ما معي مصاري اعطيهم".
يخشى الحج أن يكون الاربعاء والخميس هي اخر مراحل انتظار صرف رواتب الموظفين في غزة قبل ان ينقطع الامل بصرفها.
لم يكن الحج وحده بل كان معه صديقه عبد الرؤوف حمدان يجلسان ينتظران او ربما يندبان الحظ فقد شكل تأخر صرف الرواتب صدمة له كما لألاف الموظفين غيره فهو كما الكثيرين مقترض وكفيل لأخيه المهاجر.
يقول:"كنا على امل ان يعود الراتب كامل وليس ان يتوقف على الاخر فالديون تراكمت منذ أكثر من سنة والحياة اصبحت صعبة جدا وما يتبقى من الراتب لا يكفي الحياة اليومية".
لم يعد بإمكان هؤلاء الموظفين وغيرهم القدرة على طلب الاستدانة اكثر بعد ان تهدد امنهم الوظيفي والى حين أن تتضح الصورة مازال موظفي السلطة في قطاع غزة يتساءلون :"ما الذنب الذي اقترفناه".