نشر بتاريخ: 15/04/2018 ( آخر تحديث: 15/04/2018 الساعة: 14:53 )
بيروت- معا- نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان، مؤتمرا وطنيا في سياق فعاليات مؤتمرها الوطني العام السابع "مؤتمر القدس والعودة"، في قاعة الشهيد القائد ابو عدنان قيس.
جاء ذلك في إطار الفعاليات الوطنية الداعمة لمسيرات العودة، بحضور نائب امين عام الجبهة الرفيق فهد سليمان الذي تحدث في المؤتمر كلمة شاملة حول التطوات السياسية.
واستهل سليمان كلمته بتوجيه التحية لشهداء مسيرات العودة التي جاءت لتشكل ردا شعبيا واضحا ورسالة الى العالم بأن اي مساس بالحقوق الوطنية للشعب فسيواجه بمقاومة شعبية من كل فئات المجتمع الفلسطيني، ومن يعتدي على حق اللاجئين بالعودة وعلى حقوقه السياسية والاجتماعية فلن يقابل بالورود بل بثورة شعبية يتحمل الاحتلال الاسرائيلي وداعموه تداعياتها التي لن تبقى اسيرة جدران قطاع غزه المحاصر.
وقال سليمان ان مسيرات العودة التي وحدت كل الشعب تمنح الجميع فرصة اعادة النظر بكل المواقف والسياسات وتوجيه البوصلة باتجاه الخطر والعدو الحقيقي الذي يتمدد على الارض مستفيدا من اجواء الانقسام الداخلي ومن اختلال موازين القوى الاقليمية والدولية، ما يحمل كل الحالة الفلسطينية مسؤوليات مضاعفة لجهة تغليب المصلحة الوطنية على كل ما عداها باعتبار ان الوحدة الوطنية ليست خيارا بين مجموعة خيارات بل هي الخيار الذي يتمسك به الجميع ويعمل من اجله في مواجهة ما يسمى "صفقة القرن"، داعيا المجلس الوطني التوحيدي بتشكيل المدخل لاستعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام.
واضاف قائلا: ظنت الادارة الامريكية ان الحقوق الحقوق الفلسطينية لقمة سائغة وبالامكان تمرير مشروع تصفية القضية الفلسطينية عبر استهداف اهم عناوينها فكانت انتفاضة الشعوب الحرة التي رفضت القرار الامريكي حول الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو ونقل السفارة الامريكية وايضا استهداف قضية اللاجئين عبر اللجوء لسياسة الابتزاز المالي ووقف تمويل موازنة ووكالة الغوث اضافة الى تشجيع عمليات الاستيطان ودعم اسرائيل في كل سياساته العدوانية تجاه شعبنا، ونحن على يقين ان شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية قادرون على افشال المشروع الامريكي الاسرائيلي عبر استعادة زمام المبادرة وزج بكل عناصر القوة الفلسطينية في ميددان المواجهة".
وتابع ان المشكلة في السياسة الرسمية انها تبقي رهانها على اوسلو والتزاماته الامنية والاقتصادية، ما اضعف وتيرة نمو الحالة الشعبية وايضا روح التضامن الشعبي العربي مع القضية الفلسطينية فضلاً عن تدمير الإقتصاد الوطني، وتعطيل مشاريع إعادة بنائه تحت الإحتلال، وحوّل السلطة الفلسطينية، موضوعيا، إلى جزء من آلية إدامة منظومة الإحتلال، لذلك نناضل من اجل إستراتيجية بديلة تقوم على أولوية خط المقاومة، وبالذات المقاومة الشعبية في الميدان، وبأشكالها المختلفة، والمقاومة في المحافل الدولية لنزع الشرعية عن الإحتلال، وعزل دولة إسرائيل، ولو أدى ذلك الى الصدام مع سياسة الولايات المتحدة.
ودعا سليمان الى تغيير وظائف السلطة لتكون في خدمة متطلبات المقاومة الشعبية بغرض توفير صمود المجتمع في معركته المديدة والقاسية ضد الإحتلال، وهذا يفترض بدوره إعادة صياغة مضمون السلطة وبرامجها الإجتماعية والإقتصادية، لتعديل وظائفها، وفي مقدمة شروط هذه العملية تطبيق قرارات المجلسين المركزيين خاصة سحب الإعتراف بإسرائيل، وقف التنسيق والتعاون الأمني مع الإحتلال والإنفكاك من التبعية الإقتصادية لإسرائيل. اضافة الى تدويل القضية والحقوق الوطنية والعمل على نزع السرعية عن الاحتلال ووضعه امام المحكمة الدولية.
ودعا سليمان الدول العربية الى ادانة العدوان الغربي على سوريا باعتباره عدوانا على كل الامة العربية، مشيرا الى ان هذا العدوان هو جزء من مشروع يستهدف الحقوق العربية خاصة حقوق الشعب، داعيا القمة العربية الى اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية وصياغة استراتيجية عربية جديدة ترتقي الى مستوى التحديات والمخاطر التي تتهدد الحقوق الفلسطينية والعربية.
والقيت خلال المؤتمر مجموعة كلمات اكدت دعمها لمسيرات العودة باعتبارها جزءا من مسيرة نضالية تشمل كل التجمعات الفلسطينية في تأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة حقوقه الوطنية.